أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسن مدن - المصائب لا تاتي فرادى














المزيد.....


المصائب لا تاتي فرادى


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 10:10
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


موجعة هي الكوارث الطبيعية التي تحدث في بلدان مختلفة في العالم، وكنا خلال الأشهر القليلة الماضية شهوداً على بعضها في تركيا وسوريا، وأخيراً الزلزال الذي ضرب مناطق في المغرب وأودى بحياة آلاف البشر، فضلاً عن أعداد المصابين الكثر، والذين أصبحوا بلا مأوى، والدمار المهول الذي طال المنازل ولم تسلم منه حتى بعض المواقع الأثرية التاريخية، ليليه مباشرة إعصار دانيال في ليبيا، والذي طال بدوره عدداً من المدن والقرى الساحلية شرقي البلاد، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ في مدينة درنة، حيث جرفت السيول منازل وعمارات بكاملها نحو البحر، وانتُشلت آلاف الجثث في المدينة المنكوبة وحدها، ويتحدث سكان مناطق أخرى على الساحل الشرقي عن أوضاع كارثية وعشرات المفقودين والضحايا جراء السيول.

موجع أكثر أن تحدث مثل هذه الكوارث في بلدان عزيزة علينا مبتلاة بالحروب والنزاعات والفتن، وأبعد ما تكون أوضاعها عن الاستقرار، في غياب للدولة كسلطة مركزية تضمن وحدة وسيادة أراضي هذه البلدان، وتملك القدرة على التعامل مع كوارث بهذا الحجم، كما هي الحال في ليبيا، وقبلها سوريا، وقبلها لبنان الذي هزّ عاصمته الانفجار المروع في المرفأ، لينطبق على وضع كهذا القول الشهير: «المصائب لا تأتي فرادى».

وحول هذا القول تفاوتت الآراء بين قائل إنه أتى على لسان شكسبير في الجملة التالية المنسوبة إليه: «المصائب لا تأتي فُرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش»، وبين من يشير إلى أن أصل هذا التعبير موجود في قول شاعرنا الكبير أبي الطيب المتنبي: «مصائبُ شتّى جُمّعتْ في مُصيبةٍ/ ولَمْ يَكْفِها حتى قَفَتْها مصائبُ». ولو أخذنا بما قاله المتنبي لرأينا أن بلداناً كليبيا وسوريا ولبنان وسواها لم يكفها ما هي عليه من نزاعات وحروب وتدخّلات القاصي والداني حتى يُفاجأ أهلها مذعورين بكوارث كتلك التي عرفتها.

ما أكثر ما تغضب الطبيعة، ويكون غضبها في كثير من حالاته مدمراً ومخيفاً على النحو الذي رأيناه قبل أيام في المغرب وليبيا، وهي حال تتكرر في بلدان أخرى مختلفة في قارات العالم شهدت نسخاً متتالية من «تسونامي»، ومن حرائق الغابات، ومن الزلازل، والهزّات الأرضية، وما إلى ذلك.

والحكمة تقتضي أن يوقف البشر حروبهم العبثية ويتفادوا أسبابها، ويديروا شؤونهم وشؤون بلدانهم بالعقل والحكمة والعدل وضمان الحقوق كما تقتضيه الفطرة السوية، ويركزوا جهودهم على ما يؤدي إلى نهضتهم ورقيهم وتطوير مجتمعاتهم، ويغلّبوا مبادئ التعايش الأخوي وحسن الجوار واحترام سيادة البلدان، ويوظفوا الإمكانيات والقدرات لا للعيش الكريم وحده، وإنما للسعي إلى توفير كل ما من شأنه تفادي أو تقليل عواقب أي وجه محتمل من وجوه غضب الطبيعة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي
- التسامح ومداواة الجروح
- أحمد الشملان.. صلابة المناضل ورهافة المبدع
- عصر الغليان العالمي
- الشباب والثقافة
- الذكاء الاصطناعي غير محايد
- ميلان كونديرا
- تناقض عصيّ على الحل
- المشطوب من التاريخ
- أوروبا تستدير يمينًا
- الاعتذار عن العبودية


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسن مدن - المصائب لا تاتي فرادى