يوسف وهبه
الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 11:40
المحور:
المجتمع المدني
ربما أكون آخر من يحق له التعاطي في هذا الأمر!!!
ولكن بالفعل لفتني إبداع نوعي في اختيار المصطلح المعتمد للجلسات "التشاورية" القائمة هذين اليومين!!
فكأننا نقف على حد فاصل بين الأمل والتشاؤم..
فلا هو حوار.. ولا هو انقطاع!!
بل هو تشاور!!
فيجعلنا ذلك نتطلع إلى قياس الخطوات التي يخطوها، فإن كانت واسعة نوعاً ما، شعرنا بالاطمئنان وقلنا: لا بد انه حوار جدي وإيجابي..
وإن كانت ضيقة ومتعثرة تلك الخطوات، ضربنا كفاً بكف وقلنا: كالعادة.. جلسات لا تقدم ولا تؤخر!!
والسؤال هنا: ترى هل كان وقوع الاختيار على هذا المصطلح مصادفة ام انه ضرب من الإبداع واستقراء ما يدور في ذهن الناس من مخاوف وآمال؟؟؟
أتنقل كل يوم بين الجنوب وبيروت، وألمح بين طيات الأحاديث في كل مكان ذلك القلق المزمن الذي بات يشغل بال الجميع، ولسان حالهم: ما الذي يمكن أن يحصل؟؟
لقد وضعت أفكار الناس على كف عفريت، هذا إن لم اقل ان البلد بأكملها هي من وضع على ذلك الكف المقيت!! والكثير الكثير من البسطاء لا يعنيهم شيئاً عن المصطلحات المستخدمة لوصف هذه الجلسات، بقدر ما يعني البعض منهم ان يقبل على اقتناء أثاث جديد لبيت الزوجية القادم دون تردد او خوف.. لا يعنيهم ذلك بقدر ما يعنيهم في كثير من الأحيان القلق اليومي من التنقل بين المناطق اللبنانية مخافة الوقوع في فخ احداث قد تعرقل عودتهم إلى بيوتهم!!
ما يعني الكثيرين ان يتحول الحق الذي تكفله الديمقراطية في التعبير الحر عن الرأي والموقف عبر التظاهر او غيره إلى آلية معلنة او غير معلنة لمصادرة حق الشركاء في الوطن الواحد على الأقل في الإحساس بالأمان...
على أي حال..
جميعنا يقف عند الحد الفاصل الذي ابتدعه هذا المصطلح "التشاوري" الجديد..
ويأمل فعلاً ان تتسع خطواته نحو الأمام، كي نتنفس الصعداء ونقول: درهم تشاور خير من قنطار تظاهر!!!!!
#يوسف_وهبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟