|
قناطر خيرية حاربها الاعلام
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 09:51
المحور:
سيرة ذاتية
في البلد العجيب وفي الزمن الغريب، وصل إلى قريتنا المنسية وزير مستقل، فحضر مجلس العزاء المقام على أرواح أطفالنا الذين غرقوا عام 2017 في نهر دجلة اثناء عبورهم النهر على متن قطعة بالية من الفلين الأبيض. كانوا في طريقهم إلى المدرسة الواقعة في الطرف البعيد. فتأرجحت بهم قطعة الفلين في يوم شديد البرودة، ثم مالت بهم وانزلقت وانقلبت، أصيب الاطفال بالرعب فتشبثوا ببعضهم البعض حتى استقروا في القعر. . تأثر الوزير وتفاعل مع المأساة، وأمر فريقه الهندسي بتشييد قنطرة مؤقتة ريثما تستفيق مديرية الطرق والجسور من سباتها وتنشئ للقرية قنطرة نظامية. . اكتملت قنطرة الوزير في غضون شهر واحد فقط، وكانت مؤلفة من صناديق فولاذية محكمة وقضبان وسلاسل وعوامات طافية. ثم شيد الوزير المستقل حزمة من القناطر الخيرية: ثلاثة على نهر دجلة، والرابعة على الفرات. . فرح القرويون بهذه القناطر البسيطة التي لم تكلف الدولة فلسا واحدا، كانت القنطرة الواحدة بطول 150 متراً، لكن أبواق الاعلام التسقيطي وجدت ضالتها في التهكم عليها، وجندت حشودها للنيل من صاحب المبادرة، وتشويه صورته. تارة بمقارنة القناطر بجسر مانهاتن وبالجسور الصينية واليابانية العملاقة، وتارة بالتقاط صور لبعض المعابر الخشبية المقامة على الجدوال الصغيرة وتزييف الحقائق بقصد التنمر على الرجل وفريقه الهندسي. . اللافت للنظر ان حملاتهم الساخرة ظلت مستعرة بتوجيه وتمويل من بعض الجهات المنتمية إلى غابة القرود المشاكسة. . قال لي صديقي الذي كنت احاوره بموضوع القناطر الخيرية المُنقِذة: نحن نحب الإنسان الوطني الطيب، لكننا لا نعطيه حقه. ولا نحب الإنسان السيء لكننا نخشاه ونحسب له ألف حساب. . فقلت له: طالما ان هذا الرجل لم يؤذي أحد، فلا يهمه إن أحبه أحدهم أو لم يحبه. . ختاماً: كم تمنيت لو كانت المواقف مكتوبة بقلم الرصاص، لنمسح كل ما يزعجنا، ونحتفظ بما هو جميل فقط. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شبكات حرموا منها العراق
-
العراق خارج ممرات النقل العابر
-
قبرصة العراق . . لماذا ؟
-
الممر الهندي العربي المتوسطي
-
المحاصصة تنتصر والإصلاح يندحر
-
مخاوف من بعوض بيل غيتس
-
نعم للشاحنات - كلا للقطارات
-
الإصلاح على نفقة الشعب
-
تقارير جيولوجية مشكوك فيها
-
كتاب: الحياة الذكية في الكون
-
السايكوباثيون وأخلاقهم الدونية
-
وحيد وسط الجيوش والعساكر
-
سؤال حول جدوى الربط السككي
-
صليلگع وخصاله البشرية الذميمة
-
العنف المدرسي بين الهند والعراق
-
الأفارقة يقطعون ارتباطهم بفرنسا
-
أبواق الجمهورية الفاضلة
-
أما خنجر غادر أو وردة قاتلة
-
هكذا تحدثت (زهوة) عن فلستين
-
مقالات ندمت على كتابتها
المزيد.....
-
ست ولايات أمريكية تعلن حالة الطوارئ بسبب العاصفة الثلجية
-
زيلينسكي يعرب عن تفاؤله بدور ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية
...
-
ارتفاع محاولات استهداف جنود الاحتلال قانونيا بالخارج
-
أردوغان يتوعد -العمال الكردستاني- بقبضة تركيا -الحديدية-
-
إيران: لم يتم تفتيش دبلوماسيينا في مطار رفيق الحريري ببيروت
...
-
محاولة توقيف جديدة لرئيس كوريا الجنوبية.. طلب للشرطة بالتدخل
...
-
إسرائيل تريد البقاء في جنوب لبنان.. وتخوف من رد فعل بايدن
-
ماذا نتعلم من بلاد الليل القطبي بشأن النوم؟
-
100 قتيل على الأقل في اشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و
...
-
تفجيرات قرب محطة زاباروجيا وزيلينسكي يعول على ترامب لإنهاء ا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|