أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار السواد - احمرار الصورة وانقطاع الصوت














المزيد.....

احمرار الصورة وانقطاع الصوت


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد هجوم انتحاري لتنظيم القاعدة، العام الماضي، على فندقي الشيراتون والمريديان ببغداد اختلفت انا وزميل لي حول امكانية ان يصبح الاعلام هدفا مقصودا لهذا التنظيم او بقية جماعات العنف في العراق، لم يوافقني الرأي مصرا على ان الاعلام بالنسبة الى هذا التنظيم وبقية الجماعات ليس هدفا بل ان استهدافه يأتي بالعرض، في حين اني اصررت على رأيي بان الهجوم يعبر عن بداية استهداف مقصود ومنظم للاعلام، باعتبار ان فندق المريديان يمثل مقرا اساسيا للعديد من وسائل الاعلام. وكتبت عندها مقالا عنونته " الخباطة" في اشارة الى السيارة التي استخدمت للانفجار.
اليوم ومنذ تلك الحادثة قتل العديد من الصحفيين العراقيين واستهدفت مجموعة من وسائل الاعلام، ما يشير الى ان الاعلاميين، او عددا كبيرا منهم اضحى هدفا للعنف. ويشير الى تغيير في موقف الجماعات المسلحة، وتحديدا القاعدة، لموقفها من الاعلاميين العراقيين.
فقد استفادت جماعات العنف في البلاد من التغطية الخبرية الواسعة لعملياتها في العراق، وهو ما ادى الى اقتصار الاستهداف المتعمد للاعلاميين على حالات جدا محدودة ومنتقاة. فالاعلاميون العراقيون بقوا خلال عامي ما بعد السقوط بمنأى عن الاستهداف المتعمد، وتمكنوا من الوصول الى نقاط حساسة ولم تكن الكثير من احياء بغداد الساخنة محرمة عليهم. فالجماعات المسلحة كانت تعي ان وسائل الاعلام، حتى غير المتوافقة مع توجهاتها، تخدمها بعرض "البطولات" التي تقوم بها ما يسهم في الوصول الى هدف مهم لهذه الجماعات، هو تخويف الناس واشاعة حالة من الذعر لديهم واحراج الحكومة العراقية والقوات الاجنبية.
لكن شيئا تغير في المعادلة، فعدد من وسائل الاعلام سعت بكل قوتها الى تعرية تلك الجماعات المسلحة، واصبحت تضر بها بشكل كبير لا يساويه انتفاعها بعرض الصور المرعبة وابراز العضلات الناجمة عن تغطية وسائل الاعلام لافعالها، فتحولت وسائل اعلام متعددة الى احد الاهداف لتلك الجماعات. واضحى العديد من الصحفيين يستهدفون فقط لانهم يعملون في مجال الاعلام.
يشير تقرير لمركز صحفي عراقي الى ان عدد الاعلاميين والفنيين اللذين قضوا منذ مطلع العام 2006 لغاية تاريخ 29/10/2006 بلغ 52 شخصا اضافة الى خمسة تم اختطافهم دون معرفة مصيرهم. يأتي هذا في الوقت الذي بلغ عدد الصحفيين المغدورين عام (2005) 50 صحفيا اغلبهم قتل في الاشهر الاخيرة منه. وبعض من هؤلاء تبنى تظيم القاعدة اغتيالهم كأمجد الجبوري المدير الفني لقناة العراقية الذي قتل اواسط هذا العام.
ان ازدياد عدد الصحفيين المغدورين خلال سنة ونصف يشير الى ان هناك حملة منظمة. بعض نواحي هذه الحملة تأتي ضمن استراتيجية تنظيم القاعدة والتمرد السني الهادف الى ضرب كل ما له صلة بالمشروع السياسي الجديد وفي نواح اخرى تأتي في اطار تصفية كل من يعلو صوته ضد طرف بعينه. واحيانا يبدو قتل كادر تابع لمؤسسة اعلامية يستهدف منع هذه المؤسسة من الذهاب بعيدا في انتقاداتها ضد منفذي العنف، ما يجعلها تخشى من الذهاب بعيدا في النقد. فهناك محاولة لكف الافواه كليا تمارسها مجاميع القتل.
ليس كل من قتل من الاعلاميين والصحفيين كفوءا ويبحث الصورة كما هي ويهدد بمهاراته واستقصاءاته مروجي الفوضى وقتلة الناس، فبعضهم يمثل رؤية لحزب او توجه، وبعضهم قد يخدم السلاح والعنف، وبعضهم مجرد موظف عادي. لكنهم جميعا ينتمون الى مرحلة انكشاف الجريمة، وباتوا يشكلون، شاؤا ام ابوا، سلطة رابعة تتبلور صورتها في العراق، واصبحوا جزءا من التعددية القائمة. وهذا ما يتناقض وتوجه مروجي العنف، وقتلة الناس. فمهما كان الاعلامي، والى اي مكان انتمى فهو جزء من مرحلة اعلامية مهمة في تاريخ العراق يراد لها ان لا تستمر. فغرضهم الابقاء على الصورة والكلمة والصوت بنفس الطريقة السائدة سابقا.
لهذا فان الدفاع عن الاعلام التعددي من جهة، والدفاع عن الاعلام غير المنتمي لاطراف الصراع من جهة اخرى، ضرورة تفرضها حاجتنا الماسة الى تعدد الصور. والدماء التي تراق على الكلمات والصور والاصوات هي بالنتيجة دماء لونت الصورة، فباتت حمراء.. وقطعت الصوت فبات خافتا، وكسرت القلم فعمي.
لست من دعاة تخصيص حماية امنية خاصة للاعلام من قبل الحكومة، لان هذه الصيغة في الحماية لابد تأتي حلقة ضمن عملية واسعة لضمان حياة الناس عامة في هذا البلد. الا ان هناك خطوات ضرورية يجب القيام بها لاشعار الكادر الاعلامي والفني العراقي بانه محترم وان الجهد الذي يقوم به يواجه بمزيد من الاحترام. فلماذا يوجد للصحفي الغربي، الامريكي خصوصا، تسهيلات تجعله الاكثر حظوة لدى الجميع في حين يفتقر الصحفي العراقي الى القليل من التسهيلات؟ انها معادلة ظالمة.
ومن الضروري، ايضا، الوصول الى ميثاق بين الاطراف الداخلة في العملية السياسية بدعوة عناصرها ومليشياتها وجميع جماهيرها الى عدم التعرض الى العناصر الاعلامية، والاتفاق على ان تبقى وسائل بمنأى عن الصراعات الميدانية. اي لابد من ادخال الحديث حول ضرورة احترام الصحفيين في اطار النقاط التي يتم تداولها بين الاطراف.
وقد اعجبني هنا بيان صدر عن وزارة حقوق الانسان قبل اشهر دعت فيه جميع الاطراف الى عدم التعرض للعمل الاعلامي حفاظا على حياديته. انها دعوة يجب التأكيد عليها رغم انها قد تبدو صغيرة في ظل صعود اسهم العنف.
وفي النتيجة يبقى الصحفي العراقي جزء من شعب يتعرض الى القتل اليومي، يبدو الحديث عنه لوحده مخجلا احيانا في ظل قتل يومي للطفل والشاب والشيخ، المرأة والرجل، الغني والفقير، الراضي والساخط... لكن ما دعاني الى تخصيص الحديث عنهم لقطة دمعت لها عيني. انها لقطة لمظهر مقدمة برامج في قناة اطياف التابعة لشبكة الاعلام العراقية اسمها نقشين حما وهي تتنقل بين ابتسامات الغافل عن ان تلك الابتسامات ستسكت الى ما لا نهاية على ايد قتلة لا يعرفون لوداعة الابتسامات قيمة، وكم ابكت عيون الناس نهاية ابتسامة انسان، ومن يدري من سيكون التالي، قد يفقد اي منا ايضا ابتسامته الى ما لانهاية.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقات هامسة.. فوضى الجنس السري في مجتمع التحريم
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! .. الحلقة الأخيرة: في ال ...
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة السادسة.. الدول ...
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة الخامسة
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة الرابعة
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم..الحلقة الثالثة
- جميعهم لوث التاريخ والقيم!.. الحلقة الثانية
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم!.. الحلقة الاولى
- شروع بالقتل..شبكة الاعلام بانتظار العلاج او الموت
- ارتدادات الاعلام العراقي..عودة وزير الاعلام
- تبعيث الليبرالية.. قراءة في بوادر خطاب ليبرالي مقلق
- شيعة العراق بين ايران وامريكا والعرب.. العودة الى العام 91


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عمار السواد - احمرار الصورة وانقطاع الصوت