|
في الدين والقيم والإنسان.. (17) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 11:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الدين والقيم والإنسان.. (17) (تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).
أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
المسجد في زمن الرسول (ص)، كان له ثلاثة أبعاد: بُعد ديني للعبادة (الصلاة)، وبُعد تربوي لطلب المعرفة (مدرسة)، وبُعد سياسي للشورى (برلمان)، وكان كل مواطن عضواً فيه. واليوم قد أصبح المسجد قصراً فخما، ولكن بدون أبعاد، التي كان من الضروري أن يقوم بها، كما هو الشأن في بداية الدعوة الإسلامية وقيام دولة النبي (ص).
للانفلات من نصوص القرآن الكريم التفصيلية الصارمة، لجأ رجال الدين ورجال السلطة إلى السنة أو الحديث، لتثبيت ما يريدونه من أمور، لتحقيق مصالحهم الدينية والسياسية والاجتماعية. لذا تم إحداث المصدر الثاني للوحي على لسان محمد (ص). الشيء الذي جعله تحوم حوله شبهات، من وضع وضعف وتحريف، في ما قاله الرسول (ص).
الدين الإسلامي كل متكامل لا يتجزأ. إنه يشمل العمل الصالح، القائم على تجنب المحرمات الأربعة عشر، وإتباع القيم والأخلاق العامة العشرة، ثم الشعائر الخمسة المفروضة. فإن التركيز على الشعائر وحدها مثلا وترك الباقي، لا يمكن أن يكتمل الإسلام بدونها. فهي قيم للإنسانية جمعاء، كيف ما كانت مللها في ظل الإسلام.
تتجدد قصة "قابيل وهابيل" في علاقة الشعب المغربي والشعب الجزائري الشقيقين، من خلال نظامهما وحكامهما. نظام الجزائر يريد تقسيم المغرب ومحاصرته وإضعافه، وملك المغرب يمد يد التصالح والمصالحة باستمرار، وبلا كلل لجيرانه حكومة وشعبا. ترى فمن سينتصر في نهاية المطاف؛ الخير أم الشر؟ فالزمن كفيل بذلك.
عندما يشب حريق في بيتك ويدعوك أحدهم للصلاة أو التضرع الى الله، فاعلم أنها دعوة خائن. لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق، والانصراف عنه الى عمل آخر هو الاستحمار، وإن كان عملاً مقدسا. اعقلها ثم توكل على الله.
حين يتخلى رجال الدين عن مسؤولياتهم في التأطير والتكوين، ويتحولون إلى عوامل تخدير للناس، لصدهم عن الإسلام الحقيقي والعمل الصالح. فمن المتوقع أن يبتعد الناس عن الدين ويبحثوا عما يحقق طموحاتهم ..
ما كان مسكوت عنه ويُخْفى في الكواليس سابقا، ويعمل الجميع على عدم الإفصاح عنه، باعتباره يخدش الحياء أو منافي للأخلاق العامة، أصبح اليوم يروج له في المواقع الاجتماعية عبر الويب، بشكل مكشوف وواضح ومفضوح. بل تمت المنافسة حوله والتباهي به. بكل جرأة وافتخار ودناءة، في غياب الضمير الأخلاقي والمسؤولية.
كيف لأمة وشعوب، في القرن الواحد والعشرين، لا زالوا يؤمنون بالسحر والشعوذة؛ بأدواتها وطقوسها، التي لا تعرف تغيرا يذكر، رغم أنها محرمة دينا وأخلاقا. إذ تنتمي إلى آلاف السنين خلت؟ هذا يعني أن عقل هؤلاء لم يحدث عليه أي تغيير، رغم ما عرفته الإنسانية من تطور وتقدم، في العلم والبحث وفي التكنولوجيات الحديثة.
عندما يشب حريق في بيتك ويدعوك أحدهم للصلاة أو التضرع الى الله، فاعلم أنها دعوة خائن. لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق، والانصراف عنه الى عمل آخر هو الاستحمار، وإن كان عملاً مقدسا. اعقلها ثم توكل على الله.
حين يتخلى رجال الدين عن مسؤولياتهم في التأطير والتكوين، ويتحولون إلى عوامل تخدير للناس، لصدهم عن الإسلام الحقيقي والعمل الصالح. فمن المتوقع أن يبتعد الناس عن الدين ويبحثوا عما يحقق طموحاتهم ..
في القرون الوسطى، يعمل رجال الكنيسة على تعيين الملوك. ومع تطور نظام الحكم، تقلص نفوذ الكنيسة. في حين في العالم العربي الإسلامي، تم إخضاع سلطة الدين للسلطة السياسية؛ إذ يجري تعين المفتي العام ورئيس العلماء وشيخ الإسلام، في معظم الدول العربية الإسلامية، لصياغة الغطاء الشرعي لأنظمة الحكم فيها.
لقد ضيع المغرب، وقتا طويلا وكبيرا في تقليد المشارقة والأخذ منهم، باعتبارهم قدوة لا مناص منها. فكل ما يأتيه من المشرق والشرق مضر ومسيء، سواء كان ذلك علما أو فقها أو ثقافة أو فنا، أو أي كان حتى طبيعة ومناخا وبيئة. على سبيل المثال لا الحصر، موجة "الشركي" مناخيا، التي تخنق الساكنة، بحرارة مفرطة صيفا.
إن المغاربة ينزعجون من كل ما هو محلي بالاحتقار والإنكار، لأن "مطرب الحي لا يطرب". فكل ما هو أجنبي مرغوب فيه، سواء في الشرق أو الغرب. هذا أساسا يعود إلى الشعور بالنقص والدونية، الذي تم بثه فينا عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية. وقد ينطبق هذا على اللغة والثقافة والفن، وعلى الأشياء الاستهلاكية.
وثنية الدين لا تختلف كثيرا، عن الوثنيات خارج الدين، القديمة منها والحديثة. اليوم هذه الوثنية أكثر انتشارا من غيرها في العالم الإسلامي. نجد من بينها بعض السلف وبعض الأئمة وبعض الفقهاء وغيرهم كثير، قد تحَولوا إلى أوثان وأصنام تُقدس وتُعبد أكثر من الخالق، حيث أصبح الناس يخشونهم أكثر من خشيتهم لله عز وجل.
أن تكون مسلما بمعنى أن تكون مؤمنا بالله واليوم الآخر وتعمل صالحا. هنا تشترك في الإسلام، الذي هو دين الله الواحد من نوح إلى محمد (ص)، مع كل الديانات السماوية بأنبيائها ورسلها. لكن أن تكون مسلما ومؤمنا في آن واحد، هو أن تؤمن بالرسالة المحمدية وبكل ما سبقها، والتباع الشعائر التي أتى بها خاتم الأنبياء والرسل ومارسها.
إن العمل الصالح، الذي بدونه لا يستقيم الإيمان بالله واليوم الآخر، ضمن الإسلام كدين واحد للعالم. هذا العمل الصالح، يقوم على تجنب المحرمات الأربعة عشر، التي اكتملت مع محمد (ص). والأوامر والنواهي العشرة، التي تنتهي بالأخلاق العامة. لكن ما يلاحظ عند جل المسلمين، هو التركيز على الشعائر، وإهمال العمل الصالح بجميع مكوناته.
إن رضا الله، ليس محصورا في جيل الصحابة، بل الله راض على كل من آمن به وقام بالعمل الصالح، مهما كانت ملته الدينية في كل زمان ومكان. لأن أساس الإسلام هو الإيمان بالله والعمل الصالح، الذي به تتحقق خيرية الإنسان. لأن الإيمان بالله يتجلى في محبة الإنسان لله ورغبته في التقرب إليه، والفوز برضاه.
إن الممارسات الدينية هي مسألة خاصة وشخصية، لأن العلاقة مع الله علاقة فردية مباشرة لا تحتاج إلى وسطاء من أي نوع كان. فالدين لا يملك أداة الإكراه على الناس، مرجعيته الأساسية الضمير لا غير. فالإنسان حر ومخير في طاعته وعصيانه، ما دام لا يمس حرية الآخرين، ولا يتعدى على الغير.
يتحدثون عن الإجماع في حياة المسلمين، بالنسبة للصحابة والأئمة والشيوخ. لكن لا نجد في الإجماع هذا أي اتفاق يذكر، حيث لا ذكر لكلام الله فيه. فالإجماع الحق، هو حول كتاب الله وحول العبادات، المرتبطة بأركان الإسلام الخمسة، التي لا خلاف حولها، بين السنة والشيعة، وبين الأئمة الأربعة والتابعين لهم. فما عدى هذا، فالاختلاف واردٌ ومقبول.
إن العقل الديني في العالم العربي الإسلامي، حكم على نفسه منذ التدوين، بالعزلة والتخلف الفكري. فرجال الدين يرفضون العقلانية والفكر النقدي، ويحتكرون المعرفة بالمطلق. مما أدى إلى ضعف المؤسسات الدينية علميا وتفتحا، لأنهم ألصقوا القداسة بالماضي والسلف. فالمثقف المتفتح مهدد، لو حاول المساس بالمقدسات من تراث وسلق.
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الدين والقيم والإنسان.. (16) /
-
في الدين والقيم والإنسان.. (15)
-
مختلفات خاصة منها وعامة 17..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 16..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 15.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 14..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 13.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 12.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
حول المغرب والصحراء والجزائر 6.. (من منظور مغربي) / أذ. بنعي
...
-
حول المغرب والصحراء والجزائر 5.. (من منظور مغربي)
-
مختلفات خاصة منها وعامة 11.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 10.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 9.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 8..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 7..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 6..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 5.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 4..
-
مختلفات خاصة منها وعامة 3.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
-
مختلفات خاصة منها وعامة 2.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
المزيد.....
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|