يَقْضُونَ ... لكن لا ينقرضون

عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 19:59
المحور: حقوق الانسان
    

حِينَ يَحِينُ آلحَيْنُ، حين تَقَعُ آلواقعة، حين يهرع الأنام من نومهم خائفين يبحثون عن منجى مَا عَلهم .. حين تتعقد الأمور حين ينحسر صفو المعيش؛ تتراجع آنئذ واجهة ما أحْلَا إيفْران ما حْلا جَمَالو (1) إلى خلف آلخلف، تبهتُ زرقة شفشاون (2)، يسيخ رواء لمعان آلشطآن، يخبو وميض المتاجر الكبرى .. حين تتزلزل آلجغرافيا ينهار ما أودع التاريخ من أمانات، حين تحدث الآفة تدع حياة الواجهات آلمجال لمجالات أخر كتب على جيينها أن تظل في حِضن براثن الإهمال .. نعم .. هو كذلك .. مجرد بقية نحن من مخلفات الطريق لا تستحق أن يَلتفت إلينا أحد من دعاة الرعاية والوصاية لأننا ظللنا منذ فجر التاريخ على هامش الهامش تُنْجز المشاريع العملاقة ولا نستفيد تُنْتَجُ آلأفلام العالمية ولا نستفيد، مجرد كُومْبَارسْ ديكور إيكسيسوار فضلة من فضلات جينات الإنسان القديم نظل تحت رحمة زحام الركام يلقطون صور عتاقة واهمة أُلْصِقَتْ بمصائرنا .. لا دَورَ لنا في المكان لا دور لنا في الزمان ذاك ما أريدَ لنا .. تُسْتَأصل غابات الجبال ولا نستفيد تُقْصَلُ تضاريسنا ولا نستفيد تُنْهَشُ أتربتُنا ولا نستفيد تُقْتَلَع جذورنا من جذورها ولا نستفيد .. في قيعان القيعان نعيش على الكفاف في شعاب مسالك الوهاد والنجود الوعرة نقر راضين غير مرضيين حامدين غير محمودين نُوثِرُ غيرَنا بالقليل الذي لدينا دون نحس في يوم بسخاء الآخرين .. نحن أمازيغ الأطلس العميق الذين قيل عنهم في كنانيش المدرسة " البربر سكان المغرب الأولون بدائيون ساكِنو الكهوف لابِسُو جلود الحيوانات الضارية محترفو قنص الوحوش ... " ... تأتي آفة القر يموتون تنهار الثلوج والصخور يموتون تزداد المواليد في ظروف صعبة يموتون تنضب مياه العيون والأودية يجأر الجفاف في وجوههم يموتون تتزلزل الأرض بما رحبت تحت أقدامهم يقضون لكن لا ينقرضون ...

☆إشارات :
1_لازمة أغنية مغربية تتغنى بجمال مدينة إفران
2_شفشاون : مدينة في شمال المغرب معروفة بسحر طبيعتها وجمالها الخلاب

#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات