صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 20:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
30-8 هو اليوم العالمي لاستذكار ضحايا الاختفاء القسري، والذي هو ظاهرة عالمية، فلا توجد حكومة بالعالم لا تمارس او تساعد على اختفاء المعارضين لها، خصوصا في المنطقة العربية، فأخر إحصائية تذكر ان هناك مليون 368 ألف شخص اختفوا، او لا يعرف مصيرهم، وهذه الإحصائية فقط في أربع دول هي: العراق، سوريا، اليمن، لبنان، اما بقية الدول فالأرقام اقل، بسبب ان الدول أعلاه تحكمها الميليشيات حرفيا.
يعد العراق من البلدان التي تشهد ارتفاعا في نسب حالات الاختفاء القسري، وهي سياسة اتبعتها سلطة الإسلاميين منذ ان جيء بها بعد احداث 2003، فأي شخص معارض لها، او يتبنى سياسات مناوئة لهم، او يقود حراكا احتجاجيا، فأنهم يلجئون الى خطفه وتغييبه، عبر ميليشياتهم وعصاباتهم ومافياتهم، التي صنعوها لأجل تلك الأهداف، وقد توضحت هذه السياسة بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية الشبابية 2011، وبلغت ذروتها في انتفاضة تشرين 2019.
هذه السياسة هي تخويف وإرهاب الناس المحتجة والمعترضة، فمصير الكثيرين من الشبيبة لازال مجهولا وغامضا، وسلطة الإسلاميين ترفض بشكل تام الكشف عنهم، بل انها تهدد وتعتقل كل من يبحث في هذا الملف، فهذا الملف يكشف الطابع الفاشي لهذه السلطة.
ان جلال الشحماني وباسم الزعاك، علي چاسب، سجاد العراقي، توفيق التميمي، مازن لطيف؛ وغيرهم العشرات الذين اخفتهم سلطة الميليشيات ولا يعرف مصيرهم هم مثال واضح على اتباع سياسة الاختفاء القسري، هذا غير الالاف المغيبين طائفيا.
لقد حول الإسلاميين الجوامع والمراقد الدينية والبيوت السكنية والأراضي الزراعية وبعض الدوائر الحكومية، حولوها الى مراكز إخفاء وتغييب وتعذيب، وهذه الأماكن محاطة بسرية تامة، فلا صحافه او اعلام من أي نوع كان يستطيع الوصول اليها، انها خط احمر بالنسبة للميليشيات.
اننا اذ نستذكر المغيبين والمختفين قسرا، فلا نملك الا ان نطالب بالإفراج عن الاحياء منهم، والكشف عن مصير البقية، ونطالب صانعي سلطة الإسلام السياسي –الديموقراطية الامريكية- بالضغط عليهم للكف عن ممارسة هذه السياسة القذرة.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟