إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (14)

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 02:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

لكي يتسنى لنا الإحاطة بالطروحات التي دافع عنها الباحث جاك مارساي يقترح كملحق تقريرا لكلود شيسون(Claude cheysson) ؛ تمتع بسرية تامة، تمت صياغته في باريس بتاريخ 20 يونيو 1953.
و بحكم ما جاء من معلومات تم انجازها في مراكز صنع القرار المتروبولية تحت إشراف أشخاص لهم اهتمام واسع بشؤون المستعمرات سيساهم بكشف النقاب عن السياسة التي أخذت تنهجها فرنسا بمساعدة قواها الاقتصادية و السياسية في مستعمراتها و في الفيتنام كما جاء في نص التقرير على الخصوص.

ففي ظل تصاعد نضالات التحرر، صار الاستغلال الاستعماري المباشر أكثر كلفة و يعاني من تقلبات الأحوال بالمستعمرات.

و يأتي التقرير كاستجابة. لرغبة فك الارتباط بالإمبراطورية الاستعمارية، مما جعل الامبريالية الفرنسية تخطط في السر للحفاظ على مصالحها بأدنى الخسائر، واضعة لذلك جملة شروط و توصيات لضمان حماية الرساميل الفرنسية المستثمرة بالبلاد؛ و الحرص على المؤسسات الصناعية التي أقيمت تحت إشراف المتروبول. يتم كل ذلك تحت رداء المعاهدات و المساعدات المالية و التعاون التقني و الثقافي. و فسح المجال لنمو الشركات الفرنكوفيتنامية الشيء الذي سيجعل من هذه الإجراءات خيوطا يعتمدها الرأسماليون و الحكومة الفرنسية لتجر بكل مهارة المستعمرات في اتجاه مصالحها. فالاستقلال الممنوح لدول المستعمرات هو استقلال تحت رحمة سياسة استغلال محكمة و منظمة. و سيكون فك الارتباط في هذا الصدد غير وارد كما ذهب إلى ذلك جاك مارساي.
إن اتفاقيات التعاون و توصيات مؤسسات صنع القرار الميتروبولية جعلت الامبريالية تلبس حلة استعمار جديد..

و يكون من باب المغالطات التاريخية القفز على هذا المعطى الموضوعي الذي يزكيه هذا التقرير السري جدا.

و حتى نتمكن من الإلمام بمحتواه نقترح ترجمة كاملة له.

تقرير كلود شيسون (Claude cheysson)

باريس: 20 يونيو 1953

ســـري 1/2

الشرط الأول لكي تستطيع فرنسا نهج سياسة بناءة في الفيتنام هو أن تكون ممثلة بفريق يتمتع بالمشروعية. كما يجب أن يكون محددا و يشمل بشكل أساسي شخصيات جديدة غير مرتبطة بالهند الصينية؛ لا بماضيها و لا بمصالحها. و يقوم مندوب عام يتمتع بثقة الحكومة الفرنسية برسم الخط السياسي/التوجه السياسي و تجنب الانحرافات ، يحيط به عدد قليل من المساعدين يتم اختيارهم من بين رجال على جانب من اللياقة الجسمانية.

و هذان الممثلان المباشران أكثر سيكونا قائدا عاما و مندوبا ساميا بالفيتنام؛ هذا الأخير عليه أن يكون رجل مؤسسة لتسجيل قطيعة مع الماضي و تحاشي أية محاولة للعودة إلى الإدارة المباشرة.و سيكتمل الفريق بثلاثة أو أربعة مستشارين أو خبراء متميزين بالوزارات الفيتنامية الأكثر أهمية(رئاسة المجلس. المالية. الاقتصاد. الداخلية..)

و سواء أجبرنا على متابعة المعركة أو إن أمكن يوما ما التعاقد مع الفيتنام؛ فانه من المناسب إعطاء استقلال ساطع للفيتنام فضلا عن وسائل صراعها بهدف تخفيف الجهد و التبيان لجميع الوطنيين الفيتناميين عدم جدوى "حرب الاستقلال" و الطابع الشيوعي لقيادة فيتنامية.
في هذا الصدد يمكن العمل بالتوصيات التالية:

• بوصوله إلى الفيتنام يقوم المندوب العام باسم الحكومة الفرنسية بتصريح يعرف فيه بنوايا فرنسا فيما يخص علاقاتها بالفيتنام بعد نهاي الحرب. و يتم الإعلان أن هذه العلاقات سوف تقوم على وحدة المصالح و الثقافة و الفكر التي تجمع البلدين بكل حرية؛ فبوجود هذه الوحدة سوف يقبلان بعض الروابط و سوف تتوقف تلك الروابط من تلقاء نفسها إذا ما اختفت وحدة المصالح يوما ما أو إذا ما توقفت إحدى الدولتين عن الاعتراف بها.

و بعد وقت قصير سوف يردد جواب حكومة الفيتنام أو رئيس الدولة ذلك التصريح.

• ترافق التصريح سلسلة من القرارات الملموسة تعطيه أهمية.

• إعلان تعيين شخصية دبلوماسية/ دبلوماسي كمندوب سام.

• أن يتم إرجاع قصر نوردوم ((NORDOM: مقر الحكومة العامة للهند الصينية منذ الأميرالات(أمراء البحر= Amiraux )؛ و "رمز السيادة" (بلاغ رئاسة الحكومة الفيتنامية لسنة 1953).

• أن يتم التوقيع على معاهدة قضائية جديدة شبيهة بالتي أبرمت مع الكامبودجيين.

• أن يتم تنفيذ تنازلات متنوعة و مؤجلة منذ مدة(الطيران المدني. ميناء سايغون)

• إن يتم تحويل المقاطعات الثمانية عشرة بين الواحد و العشرين و مقاطعة كوشينشين(Cochinchine) التي أخلاها المحاربون المنتظمون ف صفوف فيتمينه(Vietminh)للحاكمين الفيتناميين ( منها سبعة كانت بيدهم)

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات