بيان الحزب حول قرار إعدام صدام حسين

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اصدرت “المحكمة العراقية الجنائية العليا" التابعة للبنتاغون الامريكي صباح يوم الاحد 5-11-2006 قراراً باعدام صدام حسين وبعض معاونيه شنقاً وحبس اخرين بتهم تتعلق بعملية اعدام جماعية اثر محاولة اغتياله في العام 1982 في ناحية الدجيل شمال بغداد.

ان حزبنا يؤكد بان صدام حسين ونظامه القومي العروبي الفاشي كان وعلى مدى 35 عاما واحداً من اشرس الانظمة واكثرها دموية واستبداداً في التاريخ الحديث. لقد كانت فترة حكمه هو سجل دامي من الحروب وحملات القمع والاظطهاد والابادات الجماعية. زج صدام حسين مئآت الالاف من المواطنين في معارك وحشية من اجل ادامة حكمه. وارتكب المئآت من الجرائم ضد المدنيين كحملات القتل والتهجير الجماعيين. دفن نظام صدام الالاف من البشر العزل في مقابر وهم احياء، ودكت مدافع جيشه وطائراته عشرات القرى والمدن والقصبات بالقنابل والاسلحة الكيمياوية والنابالم والقنابل الفسفورية، غير آبهة بحياة الالاف من النساء والاطفال. كما قام نظامه بحملاته العرقية السيئة الصيت ضد جماهير كردستان من خلال اختطاف مئآت الالاف من الشباب والرجال وقتلهم وباعمال ابادة طالت كل مدن العراق. كما شكل الاستبداد السياسي والقمع السافر للسياسيين والنشطاء والفعالين النقابيين احد اهم اركان نظام حكمه الاستبدادي القومي وامتلأت سجون نظامه بالالاف ونفذ في العديد احكام الاعدام بعد تعذيبهم بشكل وحشي.

واليوم وبعد مرور اكثر من 3 سنوات على اسقاط نظام صدام من قبل جيوش امريكا وبريطانيا فان القوى التي حاكمت صدام واركان نظامه واصدرت بحقهم قرارات الاعدام والسجن هي نفسها التي يجري تحت سلطتها اكبر اعمال الارهاب والقمع والقتل الطائفي في تاريخ العراق وبشكل اكثر فظاعة ومنهجية من ارهاب نظام صدام نفسه. ان الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق والتي نصبتها امريكا وبريطانيا على الجماهير بانتخابات غير شرعية هي التي تمارس اليوم عمليات القتل والتصفية الطائفية والدينية وقطع الرؤوس وتشكيل ميليشيات وفرق الموت وممارسة التعذيب واعمال القمع والاجرام. ان تلك القوى التي تستمر في التبجح بجلبها الديمقراطية والحرية للجماهير وبدعم وتدريب واشراف القوات الامريكية والبريطانية فاحت فضائح جرائمها التي يندى لها جبين البشرية؛ اعداد قتلى بلغ اكثر من نصف مليون انسان و فضائح تعذيب وانتهاك حقوق انسان في السجون؛ من ابو غريب الى اقبية وزارة الداخلية. تلك القوى المجرمة يجب ان تمثل هي نفسها ، و جبنا الى جنب صدام حسين واعوانه، لتحاكم على ما اقترفته يومياً من جرائم بحق الجماهير. كما ان ساسة امريكا وجنرالاتها هم ايضا يجب ان يمثلوا مع صدام من اجل محاسبتهم على جرائمهم المروعة ضد الجماهير في العراق وتدمير المجتمع وجره نحو الهاوية السحيقة لمستقبل مجهول.

ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي وهو يندد بالجرائم الفظيعة لصدام حسين واعوانه وبارهاب وجرائم كافة الميليشيات الاسلامية والقومية والقوات الامريكية وحلفائها في العراق، فانه يؤكد وبشكل مبدأي وراسخ معارضته الكاملة ونضاله لالغاء عقوبة الاعدام ، وعلى صعيد عالمي، كوسيلة وحشية وبربرية بيد الطبقة البرجوازية؛ لا من اجل تحقيق "العدالة" وكبح الجريمة كما يدعي ممثلو تلك الطبقة كذباً، بل من اجل ترسيخ سلطتهم وارهابهم لادامة اخضاع وارعاب المجتمع. وفي الظروف المشخصة الحالية للعراق ، فان تنفيذ عقوبة الاعدام على صدام حسين لن يسهم في انهاء الوضع الكارثي في العراق من مجازر طائفية وارهاب فظيع بل سيعمقه ويزيد من حمامات الدم والاقتتال، وسيرسخ على صعيد المجتمع ممارسة الاعدام كجريمة مشرعة ومنظمة ترتكبها الدولة بأوسع نطاق ضد المواطنين.

يجدد حزبنا بقوة دعوة الجماهير، وعلى صعيد عالمي، الى الولوج الفوري للميدان من اجل ازاحة قطبي الارهاب وانهاء الكابوس المرعب وقواه في العراق؛ ارهاب دولة امريكا وحلفاءها من جهة، وارهاب الميليشيات الاسلامية والقومية الرجعية والارهابية، من جهة اخرى. نكرر مطلبنا الداعي الى الخروج الفوري للقوات الامريكية وحلفائها من العراق ونزع سلاح كافة الميليشيات الاسلامية والقومية واحلال قوة اممية قادرة على توفير الامان وكبح تلك القوى ومنعها من الايغال في اعمالها الارهابية. ونطالب بالتحريم الفوري لعقوبة الاعدام وفي كل انحاء العالم. ان الجماهير قادرة على تحقيق مجتمع آمن تستطيع من خلاله تجسيد خياراتها السياسية واختيار بديلها السياسي الانساني بعيداً عن قوى الارهاب العالمي.


الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
5-11-2006

#الحزب_الشيوعي_العمالي_اليساري_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات