أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - حكم الشيوخ














المزيد.....


حكم الشيوخ


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 16:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما بين أواسط ستينات القرن الماضي، وأواسط ثمانيناته، خضع الإتحاد السوفييتي لقيادة ترويكا مؤلفة من أمين عام الحزب الشيوعي ليونيد بريجنيف، رئيس الوزراء ألكسي كوسيغين ورئيس هيئة السوفييت الأعلى نيكولاي بودغورني، وخلال اعوام حكم هذه الترويكا التي قاربت العشرين عاما، عاشت الدولة السوفييته فترة جمود، ومراوحة واسترخاء أقترب من السبات. ويرى محللون أن تلك الفترة التي تزامنت مع الثورة العلمية التكنولوجية في الغرب التي سرعت من وتائر تطوره على كل الأصعدة، مقابل مراوحة السوفييت، كانت هي العامل الأساسي في الأنهيار اللاحق للقوة الثانية الأعظم، والسبب هو شيخوخة الجسد والفكر لأفراد الترويكا الذين توفوا واحدا بعد آخر، وهم في الحكم.

في المقابل كان الحكام في البيت الأبيض شبانا في الستينات من أعمارهم ودون ذلك أحيانا، ولا تزيد فترة حكم الواحد منهم عن الثمان سنوات. ولكن منذ مغادرة باراك أوباما للبيت الأبيض، عام 2016 تنافس على الحلول محله العجوز دونالد ترامب، ولاحقا الأكثر شيخوخة جو بايدن. الأول خرب تقريبا علاقات بلادة مع أقرب حلفائها في اوربا، والثاني رمم التصدعات التي خلفها سلفه في تلك العلاقات، لكنه في المقايل جر الحلفاء الى أوضاع لم تعش بلدانهم مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية، وتهدد بإلقائها في أتون حرب عالمية أشد فتكا ودمارا. ويتنافس الشيخان حاليا على الترشح لأنتخابات عام 2024.

ليس هذا تلميحا إلى أن تنافس الشيخين الهرمين على الحكم في واشنطن، سيؤدي بالأتحاد الأمريكي بالضرورة، الى ذات المصير الذي أنتهي اليه الأتحاد السوفييتي، فالاختلافات بين النظامين السوفييتي والأمريكي كبيرة جدا، وآليات كل منهما في معالجة الأزمات أشد أختلافا. لكنه أشارة الى أن شيخوخة القيادة، تفتح المجال لثغرات خطيرة مثل الجمود، وبالتالي التخلف، الذي أصاب الأتحاد السوفييتي، أو عدم القدرة على القيادة وترك أمر القرار في مفاصل مصيرية بين يدي جهات عير معروفة ولا يمكن محاسبتها، تجكم البلاد من خلف واجهة الرئيس الهرم، كما هو الحال مع الرئيس بايدن الذي تؤكد كثير من المؤشرات أن ثمة من يتحكم به وبقراراته.

المعضلة أن تنافس الشيخين الأمريكيين على احتلال البيت الأبيض يتزامن مع ظروف دولية غير مسبوقة، وبالغة التعقيد.تلعب الأدارة الأمريكية دورا محوريا فيها، وتقود حربا بالوكالة في أوربا تستخدم فيها كل الأسلحة ما دون النووية، بهدف تعطيل تطلعات قوى دولية منافسة، الى تغيير في العلاقات الدولية بما يزعزع القواعد التي وضعها الغرب لتأبيد ما وصف بحقبة نهاية التأريخ، الحقبة التي تلعب فيها الولايات المتحدة دور المشرع والقاضي والشرطي على الصعيد العالمي. الحقبة التي يتاح فيها للكونغرس الأمريكي أن يسن قوانين لا تتعلق بالفيدرالية الأمريكية فقط، بل بكل بقعة على سطح كوكبنا وبحاره وأجوائه. الحقبة التي يقرر فيها البنك الفيدرالي الأمريكي وأذرعه مثل صندوق النقد والبنك الدولي تدوير الأزمات الأقتصادية في العالم بما يصدر عواقبها الكارثية، إلى البلدان الأضعف إقتصاديا ويبقيها في دائرة التبعية الساسية والأقتصادية، ويحمي مصالح تساط الأوليغارشية الأمريكية. الحقبة التي تستخدم فيه العملة الأمريكية، وأنظمة أقتصادية مثل نظام سويفت سلاحا ضد الآخرين أيا كانوا.

ولا ريب أن مثل هذا الظرف يستدعي وجود قيادة أمريكية تتمتع بالحيوية الأستراتيجية، وقسط ولو محدود من المسؤولية عن مصائر العالم، ولا تنطلق فقط من المصلحة الأمريكية الضيقة التي تتجاهل حتى مصالح الحلفاء ـ الأتباع، وتتعمد إضعافهم لكي لا يتحولوا الى منافسين محتملين، قيادة تتصالح مع فكرة توازن المصالح، وليس مواصلة سياسات الهيمنة والأستحواذ، وتأمين الرخاء الفاحش لطغم إقتصادية ـ مالية تراكم أرباحا فاحشة، وتلحق الأذى بالبسطاء في أمريكا وسائر أرجاء العالم، عن طريق رشوة النخب السياسية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب
- اليسار الحقيقي واليسار الزائف
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - حكم الشيوخ