أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - الحزب الشيوعي العمالي العراقي - بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بصدد قرار اعدام صدام حسين















المزيد.....

بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بصدد قرار اعدام صدام حسين


الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:54
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


بالامس، 5 تشرين الثاني، اصدرت المحكمة الخاصة بمحاكمة صدام حسين ومجموعة من مسؤولي لي النظام البعثي في قضية الدجيل حكمها باعدام صدام حسين وبرزان التكريتي وعواد البندر بالاعدام شنقاً حتى الموت وبالسجن لمدد مختلفة بحق مجموعة اخرى. ان اصدار هذا الحكم هو تحول جديد وكبير في هذه القضية وذات عواقب سياسية خطيرة من حيث ابعادها ومدياتها.
ان صدام حسين هو رئيس النظام القومي البعثي المقبور والذي هو احد اكثر الانظمة الشوفينية والاستبدادية القمعية في تاريخ البشرية المعاصر. انه يضاهي نظام هتلر من حيث دمويته واجراميته. انه نظام الحروب، الاعدامات، المقابر الجماعية واعمال القتل الجماعية، نظام المجازر الجماعية والانفال والاسلحة الكيمياوية، نظام التطهير القومي وسياسات التعريب والشوفينية العربية، نظام الاستبداد والقمع السياسي وتصفية ومطاردة الفعالين السياسيين ومذابح الشيوعيين والقادة العماليين والتحرريين وسائر المعارضين السياسيين.
بيد ان محاكمة مجرم على هذه الدرجة من الدموية، ونظرا لهزالتها، قد جعلت الكثيرين يشكون بان نظام مثل هذا قد ارتكب جرائم مثل الدجيل والانفال واستخدام الاسلحة الكيمياوي. وبات الكثيرون يشكون ان هذه الجرائم هي "لعبة" خططت لها امريكا وعملائها وان هذه قد لاتتعدى "اتهامات" لصدام وذلك لوقوفه بوجه امريكا! في ظل مهزلة مثل هذه، اصبح صدام يستقبل بهتافات وشعارات قسم كبير في العالم العربي على انه رمز لهم!! لماذا؟! ماهو سر ذلك؟! ببساطة لانها ليست محكمة اطلاقاً، ولم تكشف الحقيقة ابداً، وليس لها الصلاحية لان تحاكم صدام ورموز النظام البعثي.
ومثلما اكدنا دوما لاتتمتع هذه المحكمة ولانتائجها باي قانونية. ان اطراف هذه المحكمة هما امريكا ودميتها الحاكمة التي نصبتها في العراق بالضد من ارادة الجماهير وتدخلها الحقيقي والواقعي. ان كلاهما يفتقدان للشرعية وليس بممثلي جماهير العراق لا على صعيد المحكمة فحسب، بل على صعيد مجمل الحياة السياسي والاجتماعية للمجتمع . ليس هذا فحسب، بل ان جماهير العراق المثخنة بجراحهما بقدر النظام البعثي لديها دعوى سياسية على كلاهما. ان كلاهما وساستهما يجب ان يكونا في قفص اتهام وذلك لمسؤوليتهما المباشرة عن هدر دم مئات الالاف من جماهير العراق. ان امريكا، زعيمة الارهاب الدولي، نفسها هو من يجب محاكمته. ان جماهير العراق لديها دعوى على امريكا وذلك لما شنته من حربين دمويتين على الجماهير، ولما فرضته من حصار دامي على جماهير العراق راح ضحيته مايقارب مليون ونصف انسان عراقي بريء اغلبهم من الاطفال ناهيك عن دعمها للقوى والحكومات الاستبدادية الحاكمة في العراق واولها النظام البعثي نفسه. اما حكومتها القرقوزية الاسلامية القومية والطائفية فانها مشاركة بشكل مباشر وذا دور اساسي، جنبا الى جنب امريكا، في خلق اوضاع السيناريو الاسود ودوامة القتل والعنف الدموي الذي ترسف به الجماهير وراح ضحيته مايقارب 700 الف انسان لحد الان والدمار والتراجع المادي والمعنوي على حياة الجماهير .
ان هذه القوى الموغلة والرجعية ليس بوسعها ان توفر اجواء محكمة عادلة وانسانية تستهدف الى كشف كل الحقيقة. لايمكن الحديث عن محكمة عادلة في اجواء الاحتلال، وفي ظل سيناريو اسود وعنف دموي يلف المجتمع باكمله وحكومة غير قانونية ودستور قرووسطي وقوانين قرقوشية وسيادة القيم والمفاهيم الرجعية والبالية، والتغييب التام لدور وتدخل الجماهير وممثليها التي هي صاحبة الدعوى الاساسية على هذا النظام. انها محاكمة تفتقد الى ادنى قيم احترام الانسان وتتنصل بشكل تام عن حقوق المتهمين. غطت اجواء الرعب والخوف، الترغيب والتهديد مجمل اجواء المحاكمات. انها ليست محكمة مستقلة وحيادية ونزيهة. انها محكمة سياسية تنشد الاجابة السياسية على المتطلبات والحاجات والاهداف السياسية للقوى التي تقف ورائها. انها محكمة تنشد امريكا وحكوماتها القرقوزية المتعاقبة المعفر وجههم بوحل الهزائم المريرة منها التلويح بنصر كاذب والتغطية على ازمتهم السياسية الخانقة والمميتة.
انها ليست محكمة كشف الحقيقة. انها محكمة طمس الحقيقة. انها محكمة تهدف اسدال الستار على لوحة كبيرة ذات تفاصيل كثيرة خطتها قوى واحزاب وتيارات سياسية في العراق والمنطقة والعالم بالاضافة الى البعث، محكمة تهدف اسدال الستار على حقبة تاريخية كبيرة وحافلة بالماسي والقائها بصورة محض على كاهل "اشخاص" في نظام. ان نظام البعث هو نظام سياسي بكل ماتنطوي عليه الكلمة من معنى ويمثل حقبة تاريخية كبيرة ودموية قل نظيرها في العراق. انه حزب تيار الحركة القومية العربية. لايمكن محاكمة هذا النظام وغض النظر عن الحركة القومية العربية التي كانت ولازالت مرتع لصدام وللصداميين السابقين واللاحقين. انها محكمة الطمس التام للحقيقة. لقد بني هذا النظام على اكتاف امريكا والغرب وقوى وحركات موجودة اليوم اطراف كثيرة منها على راس السلطة. انها من دعمته، مولته، أئتلفت معه، وشاركت معه جنبا الى جنب في العديد من المراحل السياسية المرة والقاتمة في العراق، اوهمت الجماهير به وبمشاريعه السياسية والقمعية ودفعت بالجماهير في اتون حروبه وسجونه.
لم تحقق اهداف الجماهير بتبيان كل الحقيقة والكشف عن الماهية الاجرامية والشوفينية البشعة للحركة القومية وتياراتها امام انظار البشرية. بل ان المحكمة وبالطريقة التي جرت بها، اعطت روحا جديدة وزخما جديدا للقوميين العرب. انها وفرت الفرصة لجعل من صدام حسين رمز العروبة والقومية العربية و"رمز مقاومة الاحتلال" و"ممثل الجماهير العربية" وغيرها. بلغ الامر حدا الى تصوير الجرائم الدموية البشعة التي ارتكبها بحق الجماهير، وبوقاحة قل نظيرها، على انها "جزء من نضال الجماهير العربية التواقة للتحرر". لم تنكس هذه المحكمة رؤوس القوميين العرب وذلك للجرائم التي ارتكبها نظام وحزب حركتهم بحق الملايين في العراق والمنطقة، بل نفخت بهم روح التبجح والغطرسة القومية. ان المحكمة، وبدل ان تكشف الطبيعة المتقيحة للقومية العربية، راحت تبرر الجرائم الوحشية لاحد اعمدة حكمها القمعية والدموية في المنطقة. لو ان محاكمة صدام قد جرت في محكمة دولية تتوفر بها مستلزمات العدل والنزاهة وكل الحقوق والحريات والعلنية والشفافية لتبينت الحقيقة باجلى الاشكال ولكشفت عن السجل المظلم للقوى التي ساهمت في تقوية ساعد البعث ونظامه وامدت عمر حكمه المشؤوم ولحصنت البشرية منها. وهنا بالضبط تكمن الحاجة الحقيقية للبشرية من محاكمة صدام وازلام النظام البعثي.
انها محكمة ذر الرماد في العيون. انها محكمة تسذيج وابلهة الجماهير في العراق والمنطقة. ان اعدام صدام ليس بنهاية الشرور. ان اختزال القضية الى ان "أساس البلاء هو الطاغية صدام " وباعدام الطاغية تنتهي مجمل الشرور ويبدأ عصر جديد هو تصوير كاذب وزائف الى ابعد الحدود. انه يهدف الى ابعاد الانظار عن الصداميين القوميين والاسلاميين والطائفيين المتكاثرين كالفطر في عراق اليوم.
ان الاعدام ليست عقوبة. انها جريمة نكراء صارخة. انها جريمة "قانونية" من بقايا صر الظلام والتوحش والبربرية. انها تعمق وتديم ثقافة وعقلية الاستهتار بالحقوق الاساسية للانسان، انها لاتنهي الجريمة، بل تديم التوحش والعنف وتشيع القتل وزهق ارواح الاخرين كاسلوب "متعارف عليه" في المجتمع. انه يوجه ضربة لقيم التمدن والتحضر التي تنشدها البشرية. انها ليست جواب على جرائم صدام ولابوش وبلير وبن لادن وغيرهم. كما ان اعدام صدام سيغطي على جرائمه، وسيحوله من مجرم وفاشي الى "بطل" و"مقاوم للاحتلال" و"مناضل من اجل حرية بلده" وغيره وستسود الالاف والالاف الكتب الصفحات عن "بطولاتـ"ه وستختلق الاساطير الكاذبة حوله وستتحدث عنه اجيال واجيال بوصفه قائدا صالحاً!! ان هذه المحكمة وبدل من كشف الحقيقة وتضميد الجراح ودملها، تسدل الستار عليها وتعمق هذا الجرح النازف في قلب المجتمع. ان جريمة "الاعدام" يجب ان تزاح وبصورة نهائية من حياة البشر. يجب انهاء هذا الكابوس من حياة البشرية جمعاء.
وبهذه المحكمة وقراراتها الاخيرة، تم الدوس مرة اخرى على احد اهم مطالب جماهير العراق في المرحلة الراهنة والمتمثل بانهاء حقبة تاريخية موغلة في الاجرام وحمامات الدم ووضع الاسس وتحصين المجتمع من عودة الاستبداد السياسي. انها ليست محكمة التئام وتضميد الجراح، بل ابقاء شبح القمع والاستبداد السياسي يحوم دوما فوق رؤوس الجماهير. ان مرحلة "مابعد صدام" تقدم عشرات الادلة يومياً على هذه الحقيقة الماساوية والمؤلمة.
مع قرار المحكمة بـ"اعدام صدام"، وعلى خلاف كل ماتشيعه وسائل الاعلام الماجورة والرجعية والمتخلفة والمعادية لجماهير العراق بقدر النظام البعثي، لم تحقق الجماهير مبتغاها. بل الحق الهزيمة بمطلبها الانساني والعادل. لن يفرش هذا القرار درب جماهير العراق الساعية نحو دفن كل اشكال الاستبداد والقمع السياسي وتغييب الانسان وارادته بالورود، بل توضع عقبة كاداء اخرى امام بلوغ الجماهير سبيل ارساء مجتمع انساني عادل ومرفه.



#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بصدد تصريحات الهلالي الاخ ...
- هذه الحرب على العلم هي لإجهاض مسار النضال الجماهيري
- ربط حل قضية فلسطين بمصير الاسلام السياسي سياسة مناهضة لتحرر ...
- ساندوا و أدعموا إضراب عمال النفط في البصرة
- اي نجمة في سماء الشيوعية قد انطفأت! - حول رحيل الخالد سامي م ...
- يجب محاسبة المذنبين في جريمة معمل الاسمنت في طاسلوجة قرب الس ...
- يجب إيقاف جرائم إسرائيل فوراً
- في الاول من ايار ؛ ساندوا قيام جيش البروليتايا في العراق !
- البلاغ الختامي للاجتماع الدوري الثامن عشر للجنة المركزية للح ...
- في الذكرى الثالثة لشن الحرب على البشرية المتمدنة في العالم، ...
- فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني خطوة كبيرة لل ...
- لا للاستبداد الاسلامي و لا للعنصرية اليمينية عاشت حرية التعب ...
- نداء من الحزب الشيوعي العمالي العراقي إلى الجماهير الكادحة و ...
- محاكمة صدام وازلام البعث ليست قانونية ويجب ايقافها فوراً
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول أجراء مهزلة -الاستفتا ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول مهزلة مايسمى ب -الاست ...
- حمامات الدم الجارية في العراق وفتوى الزرقاوي في التطهير الطا ...
- مسودة دستور الإسلاميين والقوميين يؤكد على ضرورة النضال لإحبا ...
- لا لمؤامرة فرض دستور فاشي قومي - إسلامي
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي- حول مخطط صياغة الدستور


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - الحزب الشيوعي العمالي العراقي - بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بصدد قرار اعدام صدام حسين