أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صبري الرابحي - تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود














المزيد.....

تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 00:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كم كان الحلم متيناً أكثر من قوارب مهترئة تصارع أمواجاً وأوطاناً ترفضك.كم كان الأمل في النجاة أكبر من الصدّ والرفض وعنصرية البعض.لكن وبعد ساعات من الإنتظار والترقب والخوف قد تلوح اليابسة وقد تتنازع الجيولوجيا مع السياسة والمصالح لترسم رمالاً متحركة قد تبتلع البعض وتلفظ البعض ويثبت فوقها أصحاب حظّ السيدة العجوز فتبدأ الرحلة من حيث ينتهي الألم.
عاد ملف الهجرة غير النظامية ليطفو على الساحة مجدداً في تونس حيث نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية يوم الثلاثاء الماضي منشورين تعلقا بالنشاط الرئاسي حيث أجرى قيس سعيد مكالمة هاتفية جمعته برئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وجمعهم في نفس اليوم لقاءًا بمانفريد فيبر رئيس كتلة الحزب الشعبي بالبرلمان الأوروبي.
*المحادثة مع جورجيا ميلوني:
تتابعت خلال المدة الفارطة الزيارات الدورية لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي قادت منذ شهر ماي الفارط مفاوضات تونس مع الإتحاد الأوروبي حول مسألة الهجرة غير النظامية.وقد تم تتويج هذه الزيارات بإمضاء مذكرة التفاهم المثيرة للجدل والتي أثارت عديد ردود الأفعال في الساحة السياسية التونسية فيما إعتبره عدد من مكونات المجتمع المدني إلزاماً لتونس بحراسة المتوسط مقابل وعوداً لن تتحقق.
خلال هذه المكالمة حسب نص المنشور أكد الجانبين على ضرورة التنسيق المشترك خاصة في ظل التدفق "المستمر" للمهاجرين غير النظاميين وهي مسألة يمكن تفسيرها بأسباب موضوعية تتعلق بالوضع الإقتصادي والإجتماعي بدول الهجرة إضافة إلى لجوء المهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء إلى مغادرة تونس ضمن مخططهم الأولي المتعلق بمجرد العبور وهو ما يكسر مجدداً سردية التوطين أو الإستيطان التي تم تداولها في الأوساط الشعبية بعد التصريح الشهير لقيس سعيد حول "تغيير التركيبة الديمغرافية" للبلد والتي تراجع عنها بعد ردود أفعال واسعة من عدة دول قامت بترحيل مواطنيها إضافة إلى شجب الإتحاد الإفريقي لهذه التصريحات.
وقد طفى هذا المشكل من جديد بتحول مهم في الخطاب التونسي من خلال تعبيرة"وقوف شبكات المتاجرة بالبشر سواءا من دول جنوب المتوسط أو شماله وفي دول جنوب الصحراء" وهو معطى مهم يؤشر على أن تونس لا تتحمل المسؤولية بمفردها في تنامي رحلات الهجرة غير النظامية خلال الفترة السابقة والتي تنامت بمعدل 69% في الأسابيع الستة الأخيرة.
اللقاء مع النائب مانفريد فيبر:
تزامن هذا اللقاء مع المكالمة الهاتفية بين الرئيس التونسي ورئيسة الوزراء الإيطالية حيث أورد موقع أنسامد الإيطالي أن فيبر نقل رسالة البرلمان الأوروبي إلى الرئيس التونسي وفحواها ضرورة العمل المشترك للتصدي للهجرة غير النظامية إضافة إلى ضرورة قيام الحكومة التونسية بتنفيذ الإصلاحات اللازمة للنهوض بالمسار الديمقراطي ضمانا للاستقرار السياسي الضروري لزيادة إستثمارات الشركات الأوروبية بتونس.
هذه المعطيات الواردة بالموقع الإيطالي تؤكد مجدداً أن الهجرة غير النظامية مازالت تشكل تحدياً مشتركاً للطرفين كما تحيل على أن تنفيذ بنود مذكرة التفاهم مشروطة من الجانب الأوروبي في الجانب المتعلق بحزمة المساعدات الموعود بها بضرورة تحقيق الإستقرار السياسي خاصة في ظل إقالة رئيسة الحكومة التونسية مطلع الشهر وتعويضها دون أي تحوير على الفريق الحكومي الذي لم يفصح بعد عن برنامجه للفترة القادمة لمجابهة التحديات التي تواجهها تونس.كما لم تبرز في الأفق أي مؤشرات عن تحوير مرتقب من خلال المشاورات أو التداول في المسألة بشكل رسمي.وبالتالي يبدو أن فيبر المتزعم لأكبر كتل البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية يبحث عن خارطة الطريق الممكنة لإستكمال تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي لم ترى بوادر التنفيذ بعد.
*الضغط المتزايد على الطرفين:
داخلياً تعرف تونس أوضاعاً إقتصادية صعبة في ظل تأخر صندوق النقد الدولي في تمكينها من القرض الذي طال إنتظاره والذي تعول تونس على مناصرة ملفها وتأييده من طرف الجانب الأوروبي.
إضافة إلى غياب الديناميكية الإقتصادية وتأثرها بالحرب الروسية الأوكرانية وتخوف دول المنطقة من التدخل العسكري في النيجر الذي قد يغرقها بآلاف اللاجئين الذين قد يصعب التعامل معهم من جانبي الإغاثة والمعاملة الإنسانية.
أما الحكومة الإيطالية فقد تزايد الضغط عليها من خلال أحزاب اليسار والوسط والمحافظين الذين يعتبرون أن حكومة اليمين المتطرف برئاسة ميلوني لم تفي بوعودها بخصوص ملف الهجرة وبالتالي فشلها في أوكد الإستحقاقات والإلتزامات تجاه الإتحاد الأوروبي.
من جانبه وجه النائب بالبرلمان الإيطالي دافيدي فارووني عن كتلة "إيطاليا حية" وهو تيار سياسي وسطي، وجه إنتقادات لاذعة لحكومة ميلوني جاء فيه: "قبل العطلة الصيفية تحدثت ميلوني وقادة حولها بملء أفواههم عن مذكرة تاريخية وغير مسبوقة مع تونس لإدارة أزمة الهجرة لتعود اليوم بعد العطلة وكل شيء أسوأ مما كان عليه من قبل" تويتر في 28/08/2023.
ويعتبر هذا التيار السياسي من أهم التيارات التي حذرت من تولي اليمين المتطرف الحكم في إيطاليا مما يزيد الضغط على حكومة ميلوني داخلياً وخارجياً وقد يهدد حتى حكومتها في ظل حالة عدم الإستقرار السياسي الذي عرفته إيطاليا خلال السنوات الأخيرة فيما إستبشرت الأوساط اليمينية بتولي ميلوني لرئاسة الوزراء وإعتبرته "ظهوراً أوروبياً حسب صحيفة لاستامبا الإيطالية فيما إعتبرها كثيرون فاشية جديدة تطبخ على مهل بعد فترة طويلة من سيطرة اليسار الإجتماعي وأحزاب الوسط على الحكم خلال الأربع سنوات الأخيرة.
ليخلص الجميع إلى أن االمسألة أصبحت أولوية فصول يوليها الطرفين ما تستحق من الإهتمام في ظل تداخل الرهانات الإجتماعية والسياسية للطرفين فوق الرمال المتحركة للوضع الإقليمي الصعب الذي ينذر بالأسوأ.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمّى الإنقلابات وإعدام الديمقراطية
- ملف الهجرة: لعبة الإمبريالية وتكلفتها الإنسانية
- مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل
- تونس.. الثورة المؤجلة الجزء الثالث


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صبري الرابحي - تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود