أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الكلام المباح ليس مباحا















المزيد.....

الكلام المباح ليس مباحا


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 514 - 2003 / 6 / 10 - 20:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

10-06-2003

  

كنا نتوقع من أبي مازن أن يزن كل كلمة سيقولها بعد خطابه المثير في قمة العقبة. لكن الأخير لم يفعل ذلك،على الرغم من أنه لازال في موضع الدفاع وليس الهجوم،وحتى الهجمات المرتدة(كهجمة اليوم في مؤتمره الصحافي في رام الله) لن تنفعه في هذه المباراة المصيرية. لأن القضية ليست كسب مباراة بقدر ما هي كسب الشعب الفلسطيني. فبدون هذا الشعب لا يستطيع لا أبو مازن ولا أي شخص آخر  الاستمرار في منصبه القيادي. من الواضح أن مهندس أوسلو لا يعير اهتماما كبيرا للمعارضة الفلسطينية القوية،ولا يوجد لديه نية لقبول مطالبها،وهذا ليس بالشيء الجديد،فقد علمتنا تجربة العمل الوطني الفلسطيني أن القيادة المتنتفذة لا تعير الآخرين أي اهتمام.وتهتم أكثر بمواقف الآخرين،ظنا منها بأن المعارضة الفلسطينية عاجزة عن الوقوف بوجهها لسبب أو آخر.

لذا فرئيس الحكومة الفلسطينية الحالية،وهو من نفس تلك الينابيع وليس غريبا عن تلك القيادة،لأنه جزءا منها ومن سياستها المعتادة. ولا بد لنا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار.وكذلك أن نتذكر  التغييرات الجذرية التي عصفت بالمنطقة والعالم.

كان واضحا منذ البداية أن مجيء أبو مازن للحكم لم يكن بمشيئة ولا بإرادة الشعب الفلسطيني.بل بفضل السياسة الأمريكية التي اتخذت خطا مجابها،يتيح لها فرض الحكام والهيمنة على من تشاء.فبعد مأساة 11 أيلول وعاصفة الهجمات بالطائرات على نيويورك وواشنطن،تغيرت أمريكا وتغيرت سياستها،وتغير مسار العالم.وتغيرت وبدا واضحا حجم التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي الفلسطيني. حيث تم عزل عرفات دوليا وعربيا ،وتم فرض منصب رئيس وزراء وحتى اسم رئيس الوزراء على الفلسطينيين. فصار لهم حكومة،ورئيس للحكومة، لكنه ليس الممثل الأفضل لطموحات هذا الشعب،و وجوده في السلطة جاء تلبية للمطلبين الإسرائيلي والأمريكي.لذا فأن السياسة الفلسطينية، السلطوية في عهده ستكون سياسة لا تنسجم مع مطالب الشارع الفلسطيني،ولا مع الحقوق الوطنية العادلة.كما أنها ستكون سياسة تصادم وتنافر وصراع مع الانتفاضة، ورأس حربتها المتمثل بالمقاومة المسلحة. لأن لأبي مازن نهج سياسي متفق عليه، وهو بأعلاه،له سقف أوسلوي ،وبرنامجه الآني خطة الطريق،وهذه الخطة لا يمكن أن تكون حلا ولو مؤقتا لمآسي الشعب الفلسطيني. لأنها خطة وضعت لتدمير الانتفاضة الشعبية عبر وقف عسكرتها،والتي تعني بما تعنيه وقفها وشطبها عبر القضاء على المقاومة. وقد أكد أبو مازن مرارا على تلك الشعارات،وظلل منذ فترة طويلة يردد نفس شعاراته المعادية للمقاومة،والمؤيدة لوقف الانتفاضة ومواصلة العملية التفاوضية المعهودة. كما أنه حرص على إدانة العمليات ضد الإسرائيليين،فبدأ بإدانتها ضد المدنيين،ثم ضد العسكريين داخل الخط الأخضر،والآن ضد الإسرائيليين أينما كانوا،عسكر ومدنيين. وما إدانته لعملية معبر ايرز التي حصلت في قلب معسكر ومركز لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا دليلا واضحا،على مسلكيته وخياراته ونهجه السياسي الزاحف بلا توقف.ولم يكن أبو مازن يتحدث كشخص لكن كنهج سياسي، له بعض أنصاره من المستفيدين والذين استفادوا من عملية السلام،ومنهم كثيرون تورطوا بالفساد الذي نخر جسد السلطة،وهناك أقوال تتهمه نفسه ومقربين له بممارسة الفساد.وهذا بحد ذاته يجعلنا نتساءل عن تجاهل بوش وشارون لتلك الوجوه الفاسدة،فهي نفسها موجودة في الحكومة الجديدة. لكن ولكي نبرد درجة الحرارة، نقول أن هذه الحكومة جاءت بمباركة أمريكية إسرائيلية، لأن لها برنامج معادي للانتفاضة والمقاومة،وهذا فقط ما يهم أمريكا وإسرائيل.من هنا لا يوجد أي داعٍ للعجب من أي كلام يقوله أركان تلك الحكومة،وأولهم رئيسها محمود عباس.وهذا الأخير ،بدا اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحفي، حريصا، على التمسك بما قاله في خطاب العقبة،بالرغم من العاصفة القوية التي أحدثها في المجتمع الفلسطيني.

وجه السيد أبو مازن بخطابه في العقبة لطمة قوية للفلسطينيين، بكل انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية،لأنه تكلم بلسان ليس لساننا،وتحدث بلغة ليست فلسطينية،وتحدى الشعب الفلسطيني، بسلاح الشرعية الأمريكية، والقوة الإسرائيلية،والحكومات العربية.لكن كل هذا لن يمنحه شرعية أساسية،هي شرعية الشعب الفلسطيني.وكلنا نعرف أن الأسماك لا تعيش خارج المياه،وأبو مازن كالسمكة تماما،بحاجة لمياه،وهذه المياه هي الشعب الفلسطيني. فما نفعه بلا  الشعب ومياه الحياة الفلسطينية،حتى لو وقفت معه كل الشرعيات والقوى العالمية والإقليمية، التي بدورها  لا تساوي مجتمعة، موقف شعب فلسطين.من هذه النقطة بالذات يستطيع أبو مازن الالتفات لما يدور حوله،والتعمق في رؤية الواقع،والتبصر في اتخاذ القرارات والمواقف. حتى لو كان ما قاله اليوم في مؤتمره الصحفي،عن خطاب العقبة، وأنه يعبر عن موقف القيادة السياسية الفلسطينية،فهذا لا يقدم ولا يؤخر شيئا. لأن شعب فلسطين يرفض كلامه الذي قيل في العقبة،والذي أعيد تكراره اليوم في رام الله. فلا هو ولا القيادة السياسية الفلسطينية، يحق لهم التنازل، عن الثوابت الفلسطينية،دون استشارة الشعب الفلسطيني،والاستشارة تكون بالاستفتاء الديمقراطي الصريح والحقيقي،وليس عبر مجلس تشريعي انتهت مدته الشرعية منذ سنوات.وليس عبر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي مر على انتخابها في مجلس غزة الوطني سنوات طويلة. القرارات المصيرية تؤخذ بناء على قرارات الشعب ورأي الجماهير. فكلام أبو مازن فاق بخطورته كل التوقعات،وإعادة تكراره تعني إهانة جديدة للشعب الفلسطيني،ولا مبالاة بموقف هذا الشعب،وأكثر من ذلك تحديا لهذا الشعب في عقر داره.فإذا كان أبو مازن ومن معه يريدون أي حل مع الاحتلال وبأي ثمن،فليتركوا هذا الشعب وشأنه،لأنه قادر على المواجهة والصمود، وتحقيق إنجازات أفضل مما حققت تلك القيادة، منذ أوسلو وحتى يومنا هذا.أما إذا كان دورهم تعطيل الصوت الحقيقي للشارع الفلسطيني،وهو صوت المقاومة والانتفاضة،فهذا الدور سوف يتم إفشاله وإسقاطه،كما تم إفشال وإسقاط ما سبقه من أدوار مشبوهة.ونقول لأبي مازن، أن كلامه المباح في العقبة، ليس مباحا ولا مقبولا ولا حتى مرغوبا عند جماهير الشعب الفلسطيني.

 

إن التنازلات المجانية الخطيرة التي أقدم عليها أبو مازن في قمة العقبة الأخيرة، جعلت القرارات الدولية التي تتعلق بالمسألة الفلسطينية في خطر شديد.مما زاد من التخوفات الفلسطينية الداخلية،بشأن نوايا السلطة مواجهة المقاومة.فقمة العقبة أصبحت عقبة بوجه اللقاء الفلسطيني الفلسطيني،وأصبحت عائقا بوجه الوحدة والتلاحم، والهدف المشترك. لأنه لا يمكن أن يكون هدف الحكومة الفلسطينية مثل هدف المقاومة،خاصة أن بداية تطبيق خريطة الطريق ستكون من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية،التي بدورها ستقوم بسحب سلاح المقاومة،وبصد ومنع أية عمليات مسلحة تقوم بها المقاومة الشعبية الفلسطينية.مما يعزز من إمكانية تفجر مواجهات فلسطينية داخلية،ترضي شارون وبوش ولا تحقق لفلسطين أي شيء يذكر،سوى المزيد من الآلام و التشرذم والتفرقة والضعف.

إذا كان كل هذا واضحا مثل شمس الظهيرة،فلماذا يصر ويحرص أبو مازن على التمسك بما جاء به في خطاب العقبة؟ بصراحة لا يوجد ما يبرر موقف أبو مازن.وعلى الذين منحوه ويمنحونه الغطاء السياسي،أن يعلنوا موقفا واضحا من كلامه المتكرر، ومن تمسكه بموقفه السيئ، والخطير في قمة العقبة. وهذا ينطبق على حركة فتح أولا،ثم على السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها الأخ أبو عمار،وكذلك على الجماهير الفلسطينية.لأن لهذه الجماهير دورا هاما وأساسيا يجب أن تلعبه الآن. يجب أن تخرج الجماهير إلى الشوارع، لتقول لا لخطاب العقبة، ولا لتكرار التمسك به،وعلى أبي مازن ومن معه الالتزام بالثوابت الفلسطينية، والتراجع عن خطاب العقبة، أو  الاختيار ما بين الاستقالة أو الإقالة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الكلام المباح ليس مباحا