سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 146 د. حسن عيسى الحكيم : المستشرقون ودراستهم للسيرة النبوية

رحيم فرحان صدام

الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 18:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 146
د. حسن عيسى الحكيم : المستشرقون ودراستهم للسيرة النبوية
هو سليل عائلة عرفت بالعلم والفقه والتبحّر بالشريعة ، حتى آلت لكبيرها السيد محسن الحكيم ، المرجعية العليا للطائفة الشيعية في قسم من الثلث الأخير للقرن الرابع عشر الهجري .
يعود نسبه للإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام ).
ولد السيد حسن في النجف الأشرف سنة 1940 للميلاد ، وترعرع في مدينة النجف الأشرف التي ولد فيها ، ودخل المدرسة حتى أكمل دراسته الثانوية . قبل أن ينتسب إلى كلية الآداب في جامعة بغداد / قسم التأريخ .
عيّن مدرساً في المدارس الثانوية في النجف من سنة 1966 حتى سنة 1976 م ، ولكن طموحه لم يقف عند هذا الحد ، فقدم للدراسات العليا بنفس الجامعة ، فحصل على شهادة الماجستير في رسالته ( عن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره ) سنة 1974 م ، ثم واصل لنيل شهادة الدكتوراه عام 1982 م ، فنالها بأطروحته ( عن كتاب المنتظم لابن الجوزي ) .
إنتقل الأستاذ الدكتور حسن الحكيم من التدريس الثانوي الى التدريس الجامعي سنة 1976 م ، فدرّس في جامعة السليمانية ، وجامعة المستنصرية ، ثم في جامعة الكوفة ، إستاذاً ، ومعاوناً للعميد ، ثم رئيساً لقسم التاريخ ، ثم عميداً لكلية الآداب ، ثم مديراً لمركز دراسات الجامعة ، ثم عميداً لكلية الآداب ثانية ، ثم إنتُخب رئيساً للجامعة سنة 2003 م ، ثم طلب الإعفاء منها ليتفرّغ للبحث والكتابة ، واستاذاً للدراسات العليا في الجامعة .
نال الدكتور حسن ألحكيم لقب الأستاذ الأول في جامعة الكوفة عام 1995 .
له أكثر من مائتي كراس ، وبحث ودراسة ، في العديد من الموضوعات ، منشورة في العديد من المجلات المحكّمة وغير المحكّمة .
د. حسن عيسى الحكيم وتوماس كارليل Thomas Carlyle 1795- 1881
كتب الأستاذ الحكيم بحثا شارك به في المؤتمر الموسوم :( المستشرقون وموقفهم من التراث العربي الإسلام ي) الذي أقيم في كلية الفقه في الجامعة المستنصرية 1407ه / 1986م . وكان عنوان بحثه ( المستشرقون ودراستهم للسيرة النبوية ) وقد قسمه الى عدة عناوين منها:
( الدراسات المحايدة ) تناول فيه اراء منسوبة الى عدد من المستشرقين مدعيا انها اراء محايدة وموضوعية ومنصفة وقال ما نصه :
" وتبرز موضوعية الكاتب الإنكليزي توماس كارليل في كتابه الابطال الذي هو عبارة عن محاضرات ست القاها تباعا ما بين 5- 22 مايس عام 1840 تعرض في محاضرته الثانية الى ( البطل ) نبيا تناول بها سيرة الرسول ، وقد ترجمها الأستاذ محمد السباعي الى اللغة العربية ... وذكر الأستاذ قاسم السامرائي ان كارليل كان يمجد القرآن ويقيمه تقييما حسنا ويؤمن برسالة النبي الكريم ".
من خلال النص أعلاه يتضح ما يلي :
1- ان الدكتور الحكيم يعتقد ان دراسة توماس كارليل هي دراسة محايد للسيرة النبوية .
2- انه اعتمد على ترجمة الاديب المصري محمد السباعي لكتاب الابطال من دون الاطلاع على النص الإنكليزي للكتاب .
3- يشير الأستاذ الحكيم الى ان كارليل كان يمجد القرآن ويقيمه تقييما حسنا ويؤمن برسالة النبي الكريم.
لا بد من القول انه كان على الأستاذ الحكيم الاطلاع على النص الأصلي لكتاب الابطال باللغة الإنكليزية بدل الاعتماد على ترجمة محمد السباعي وهي ترجمة غير أمينة .
وهل تبرز موضوعية توماس كارليل في قوله : ” يجب أن أقول، أن ( القراّن ) قراءة متعبة كما لم أعهد من قبل، خليط مربك، متعب، فظ، غليظ، تكرار لا نهائي يقطع الأنفاس، متشابك، أكثر فظاظة وغلاظة، غباء لا يمكن إحتماله .
قلنا غبي ولكن الغباء الطبيعي ليس بشكل من الأشكال هو صفة كتاب محمد، هو بالأحرى عدم تثقف طبيعي، لم يتعلم الرجل الكلام ( محمد )، في التسرع وضغط القتال المستمر، لم يجد متسعاً من الوقت لانضاج نفسه بخطاب صالح"
وهل وصف كارليل للقرآن ب(الغباء) دليل على انه يمجد القرآن ويقيمه تقييما حسنا ويؤمن برسالة النبي الكريم بعد ان اتهمه بتأليفه وانه لم يجد متسعاً من الوقت لانضاج نفسه بخطاب صالح .
ينظر : المستشرقون وموقفهم من التراث العربي الإسلامي، البحوث التي القيت في المؤتمر العلمي الأول لكلية الفقه الجامعة المستنصرية 1407ه / 1986م،الناشر العتبة العباسية المقدسة ،المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية - قسم الاستشراق. ص138-141 .

Thomas Carlyle، ” on Heroes ، Hero-worship and the Heroic in History London -1935 ، P g 83.

#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات