أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - حيثما وجد المأكل و المنكح فذاك وطني















المزيد.....

حيثما وجد المأكل و المنكح فذاك وطني


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7720 - 2023 / 8 / 31 - 23:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1/ كل موجودٍ يولد بلا قيمة، ويستمر في الوجود نتيجة الإكراه، ثم يموت ببطىء بفعل التلاشي و الإهمال
2/ من منا إستطاع تجاوز الحزن، ومن منا إستطاع تجاهل كل تلك الإنهيارات التي أحدثها في أرواحنا، رحيل البعض لعالم الروح، خيبات البشر، وصفعات من ظنناهم الأقرب، أحزان رسمت فينا ندب قد لا تبدو واضحة، وقد تبدو ردود أفعالنا للكثيرين حولنا ممن لم يرافق الحزن دربهم مبتذلة، إلا أننا جميعاً نتفق أننا إستطعنا تجاوز الكثير من الأحداث المحزنة فلم يعد إرتداد الصدمات علينا عنيفاً كما كان أول مرة، قد نشعر أن القليل من مشاعرنا تجمدت، وهذا سيشعرنا بخوف أننا نمر بمراحل التغيير التي تجعل منا شخصاً لايشبه الجميع حوله، حتى ندرك أننا لم نتحول إلى غول بارد المشاعر، بل نضج فينا الإنسان اللين الضعيف، بعد مرورنا بأصعب القرارات، بعدم التخلي عن إنسانيتنا، والتمسك بسكون القلب ولينه، بالرغم من إدراكنا أن الكثير حولنا يملكون قلوباً قاسية لا تكترث لما قد يخلفه فينا إنعكاس قبحهم، وأن فطرتنا السوية والنية هي ما يمنعنا من السقوط، حتى يأتي يوم نعلن أننا أقوى، وأننا إعتزلنا الأذى وترفعنا عن الرد، نعلن اليوم أننا أجمل بتلك الندوب المرسومة في تاريخ العمر، نعلن اليوم أننا نسكن السلام، ولم يعد حولنا ما نخاف خسارته.
3/ إنها أمة القطيع، و من السهل إقتيادهم والتلاعب بمشاعرهم و عواطفهم وتسيسهم كيفما تريد، الأمة التي لا تقرأ من السهل أن تتلاعب بها وتقودها، الأمة التي لا تفكر من السهل جدا إحتلالها، الأمة التي لا تتعلم من السهل جدا أن تجعلها صاغرة تحت قدميك
4/ الحل أن نتخلى عن التكنولوجيا لأننا لم نعرف كيف نستخدمها، ونقرأ ونتعلم ونفكر ولا تستسلم لأحد ولا نقدس أحد، فكل البشر سواء، لا تمجد رجل دين أو سياسة فهو إن خلعت له ملابسك سيغتصبك وأنت مرتاح معه دون أن تشعر حتى. الحل أن نفكر ونشعر ولو للحظة كم نحن في الحضيض
5/ ببساطة يا صديقي نحن أمة لا تعترض، نحن إعتدنا على قول نعم لكل شي حتى لو خالف عقولنا و إنسانيتنا، ببساطة أيضا حين تجد ملايين المغفلين يصدقون صورة فوتوشوب و يشاركونها ويقولون بذهول سبحان الله برأيك هل هكذا أمة ستنتج فكرا ؟!
6/ ربما نستيقظ حين يكون الكتاب أهم من ورق اللعب و حين نقرأ الكتب في الحافلات أو مواقف الباصات بدلا من أن تقضيها بألعاب سخيفة تصرف من وقتنا، ربما نستيقظ إن شعرنا كم نحن في الحضيض أمام الأمم الأخرى
7/ سبب هبوط الذوق العام هو الجهل وعدم القراءة، فأمة إقرأ لا تقرأ، أمة جل إهتمامها ورق اللعب وكرة القدم والأفلام الإباحية والأغاني الهابطة، أمة تهوى الدبك على الميجانا و الردح على مؤخرة البرميل المقعر و المضي على تخلفهم المتراكم فوق تلك التربة
8/ فالناس لم يعد يعجبها إلا الشي الرديء، لقد إعتادت عليه ولا عجب أن تجد من يكتبون كلمات لا تصلح أن تكون أسوأ خاطرة أنه شعرا يعبر عن ذواتهم و يهملون بلاغة الشعراء.ولا عجب أن تجد ملايين يستمعون إلى فن هابط لأنه يتلائم مع ذوقهم و عقولهم الهابطة فلا تستغرب أن تشتهر فتيات عارضات و تهمل سلاطين الطرب، الذوق العام هابط في كل شيء، الطعام يتركون الأصلي و الطبيعي و يأكلون المزيف السام، اللباس يتركون أجمل اللباس، ويلحقون موضة الثياب الخاصة بالفقراء، أليست مفارقة يا صديقي أن تجد أغنى الأغنياء يلبس بأغلى الأسعار ثياب الفقراء ؟ إنها حكمة الله و لعبة القدر، وفي الغناء الذوق هابط أيضا وفي الأدب الذوق هابط، وفي الإبداع الذوق هابط، أما عن الكتب فهم يهملون أروع الكتب ليقرؤا مجلات الجنس وكتب الطبخ، كيف لهذه الأمة أن تمجد العظماء فهي أمة تافهة لن تستسيغ إلا ما يشبهها من التفاهة والهبوط. أما عن القلائل الذين يحافظون على الذوق الرفيع فإن كسبت واحد منهم يغنيك ذوقه وعقله وأسلوبه عن ملايين التافهين.
9/ يشتهر الحمقى و يهمل العظماء لأن أغلب الناس حمقى فارغين، فهم يشهرون من مثل أشكالهم، إذن اين العظماء ؟ تجدهم في مكتبات قديمة منغمسون برثات الكتب، تجدهم في الشوارع الفقيرة والأزقة الضيقة، تجدهم في اسواق الخضروات يلحقون لقمة عيشهم ولايهملون دماغهم، تجدهم لا يشاركون الآخرين تفاهاتهم لذلك لن تراهم بين الأكثرية، يمكنك البحث عنهم بين المهمشين، ما السبب الذي يجعل الميزان ينقلب فيهمل العظماء ويشهر السفهاء؟ الجواب هو أن العالم من حولنا يكاد يكون بلا معنى و السبب طبعا يعود إلى سيطرة التافهين و تفشي السخافة
10/ ثق تماما أنه لا يوجد رب يأمرك بالدوران حول الأحجار
11/ ثمَّة دافع عاطفي بالعزلة يشعرك بأنَّ فوضاك الداخلية، و لحظاتك الوجودية مع نفسك، ستخرج أجمل مافيك بشكل إرادي. العلماء في الجانب الطبي والعلاجي يتعاملون مع العزلة بأنَّها مفيدة إلى حد كبير، إذا ما كانت عن قناعة المرء إختيارية. هذه العزلة الإختيارية، قد تنتج أفكاراً وتعززها ضمن سياق نسيج روحاني خالي من الضغوط الإسفنجية المعاصرة و أتصور أنَّ العزلة المعتدلة تعشق حد الثمالة، وإذا ما دعتنا الحاجة لأحد، ناجينا الروح العظيم وتوكلنا عليه. أمَّا أصدقاء الزمان والمكان، فهم ضحايا إنسياقٍ إجباريٍ لمجريات سوق الحياة بناءً على مبدأ العرض والطلب، والمصلحة أحياناً. و لذلك تعد الحاجة لهم زاوية شبه ضيقة جداً إن لم تكن معدومة. فالعزلة تحول الأزمات الداخلية لمنجزات خارجية، أمَّا الوحدة فهي عزلة غير منتجة، وغير صالحة للإستهلاك الفكري !
12/ لا يوجد شكل ثابت للإنسان إننا نتغير بإستمرار، تغيرنا الكلمات، المواقف، الأيام، نحن مجرد ردة فعل لكل ما يحدث لنا في هذه الحياة، نحن نتشكل من لحظات السعادة و لحظات الألم، وكليهما يشكلان هويتنا الحقيقية
13/ إن مسألة الوجود الإنساني تتعلق أساسا بالحرية بإعتبارها شرطا لخلق عوالم ممكنة لإبداع وإبتكار معاني و غايات إنسانية مختلفة تعكس تكوثر الحياة وتنوعها، و الحرية هنا ليست مطلقة. فحرية الإنسان فريدة من نوعها تتراوح بين قطبي القبول والرفض، تتلخص في قول نعم أو لا، نعم لما يحرر الذات من وطأة التقليد ويكسبها هويتها الخاصة، و لا لمن يريد بسط سيطرته عن الذات والتحكم في دوال حياتها ونمط عيشها. فالعالم الممكن هو عالم يستثمر فيه الإنسان معرفته وتمثلاته ليصبح أفضل، والأفضل هو العالم الذي يتخلص فيه الشخص من جحيم الآخرين، ليس إلغاء للآخر، بل بوضع حدود لتطاوله على الحرية الخاصة للذات، مادام لا يخترق النظام العام.
14/ من يمتلك عزة النفس و هو فقير يعيش حياة التمرد أو التشرد
15/ هناك آفتان تتربصان بالإنسان، من أفلت من إحداهما وقع في شرك الأخرى: الألم و الملل. الفقراء فريسة الألم و الأغنياء فريسة الملل.
16/ ومن قال إنهم يعيشون، بل هم مكرهين على العيش، كل الذين ماتوا نجوا من الحياة بآعجوبة
17/ لا ترفض في العلن كل ما تفعله بالخفاء وتدعي الفضيلة والآخلاق
18/ الشيء الذي يتوهم الإنسان أنه لا يستطيعه هو الشيء الذي لا يريد فعله
19/ كيف تأكل طعاما قد طبخ بالدموع، عن طعام الجنائز أتكلم !
20/ حيثما وجد المأكل و المنكح فذاك وطني ؟!
21/ نحن فقط في حاجة إلى إحتياجاتنا غير الملباة.
22/ من الواضح أن الجميع قد أمضوا وقتًا طويلاً جدًا في تحسين مظهرهم، كنت أشعر بالخوف من أناس مثل هؤلاء، الآن أراهم على أنهم منارات إنعدام الأمن، عبيد للحكم المتصور للآخرين، محاصرون داخل دائرة دائمة من القلق الشديد من الحالة.
23/ العالم مكان محير للغاية. إذا كنت لا ترغب في أن تكون في حيرة، فأنت تصبح نسخة طبق الأصل من عقل شخص آخر
24/ الشيء السيئ في الحرب هو أنها تصنع أناس أشرار أكثر مما يمكنها أن تأخذهم بعيداً.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد أساءت الحياة معاملتك بما فيه الكفاية
- أنت ما تصدقه عن ذاتك
- العالم كله سيركلك إذا كنت ضعيف و هش
- الكفاح هو نقطة البداية لكل عمل عظيم
- إذا لم يعجبك ما تتلقاه راجع ما تقدمه
- إقطع علاقتك بالأشخاص اللذين يعيقونك
- أنا من يضعف من ينبغي أن يتدمر
- أنا عزازيل لهب ليليث المنتشر
- الأحمق الذي يدعي أن كل شيء مفهوم
- لطالما قدمت اليد الميتة الفكر للأحياء
- لا تقع في خطيئة خداع النفس
- مقاصد الروح العظيم
- تعلم كيف تتفوق على نفسك
- كل شيء له قيمة إلا إنسانية الإنسان
- بالمال يستطيع الإنسان أن ينكح العالم
- لولا الجهل لجاع الكهنة وسقط الطغاة
- الحياة لا تحترم إلا الأقوياء
- ما هو علم الطلاسم
- العالم أوسع من ضيق أوهامنا
- الفقر يمحي الشرف كما يمحي الغنى العار


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - حيثما وجد المأكل و المنكح فذاك وطني