سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7720 - 2023 / 8 / 31 - 11:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السٶال الذي يجب أن نطرحه هنا ونبحث عن إجابة شافية ووافية له هو؛ هل يمکن لنظام الملالي أن يسلك سياسة جديدة تضمن السلام والامن والاستقرار في المنطقة خصوصا والعالم عموما؟ بل ولکي نکون منطقيين وأکثر واقعية لابد من أن نعيد هذا السٶال بصورة أکثر وضوحا وهو؛ هل يمکن لهذا النظام من أن يغير نهجه؟ من دون شك إن إلقاء نظرة على 4 عقود من تأريخ هذا النظام تتوضح لنا حقيقة دامغة وهي إنه دائما سعى وبکل الطرق المختلفة من أجل إيجاد ظروف وأوضاع مضطربة وخلق أجواء يسود فيها الفوضى والعبث، ومن خلال ذلك قام ويقوم بالتصيد في المياه العکرة.
ماهو السر الذي يقف وراء تمکن النظام الايراني من إختراق الجدار الامني لبلدان المنطقة وتحقيق أهدافه وغاياته فيها؟ من دون أي شك إنه يرتبط بکونه يعقوم بتصدير التطرف والارهاب الى بلدان المنطقة خصوصا والعالم عموما، وکما إن قمع الشعب الايراني الرکيزة الاولى في نهجه والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل الرکيزة الثالثة في نهجه فإن تصدير التطرف والارهاب هو الرکيزة الثانية في نهجه وإن تخليه عن هذه الرکيزة أو أية رکيزة من الرکيزتين الاخريين يعني إنه سيعرض نفسه لخطور الانهيار والسقوط ذلك إن النظام برمته قد بني على أساس هذه الرکائز الثلاثة ولايمکن أبدا للنظام أن يقوم بتغيير أي منها بل وحتى إنه يقوم بألعاب ومسرحيات من قبيل مسرحية الاصلاح والاعتدال أو إطلاق الدعوات للتعاون المشترك مع دول المنطقة من أجل المحافظة على أمن وإستقرار المنطقة وذلك من أجل المحافظة على هذا النهج والتغطية عليه وليس التضحية به أو تغييره، والملفت للنظر هنا إن النظام الايراني وبعد أن فشلت لعبة الاعتدال ولم تحقق أهدافها المنشودة، فإن النظام بدأ الان لعبة جديدة بدعوته بلدان المنطقة للعمل والتعاون المشترك من أجل المحافظة على أمن وإستقرار المنطقة، والمثير للسخرية في دعوته هذه التي أعقبت إنتفاضة 16 سبتمبر2022، إنه يتناقض تماما مع نهج النظام المبني أحد رکائزه الاساسية على التدخلات في بلدان المنطقة وزعزعة أمنها وإستقرارها.
هذه الدعوة المشبوهة بمثابة خدعة جديدة من قبل النظام من أجل تحقيق أکثر من هدف ولاسيما بعد أن صار واضحا ضعفه وتراجع دور أذرعه في المنطقة، لکن لايمکن لهذه الخدعة المشبوهة أن تنطلي على بلدان المنطقة التي يجب أن تتعامل مع هذا النظام بلغة الارقام وليس التصريحات والوعود الشفوية والنظرية، وإن أول شرط أساسي لکي يثبت هذا النظام حسن نواياه هو أن يتخلى عن تدخلاته وعن دفعه وتحريکه وتوجيهه لأذرعه العميلة، ومن دون أدنى شك فإن هذا النظام لايمکن أبدا أن يقدم على هکذا خطوة وإن الايام ستثبت ذلك وستوضح بجلاء إن هذا النظام غير قابل للتغيير ولايمکن الثقة به أبدا
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟