احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7718 - 2023 / 8 / 29 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قطار العالم العربي برغم تطور بعض دوله ومواكبتها للمنجزات التكنولوجية حتى لو بالاستيراد فقط، تبدو أنها تحفظ قواعد هذه الدول وتساعدها على البقاء ضمن منظومة الدول المتقدمة، لكن السؤال إلى متي سيستمر هذه القطار على السكة بأدوات ووسائل وحتى إرادات الدول الكبرى ذات الاقتصاديات المتعدّدة؟ ضف إلى ذلك أن أسباب الانقراض لا تتعلق فقط بالتكنولوجيا بل ثمة عوامل أشدّ فتكًا بالدول منها الثقافة وصدامها مع الحضارة المعاصرة بالإضافة إلى الجهل والحكم الفردي الذي لا يستمع للآخرين والدين وعلاقته بالدولة، وتحَكُّمه في مفاصل المجتمع من جميع الزوايا. وثمة عامل حاسم متمثل في عدم تطور العلاقة بين العقل والجهل وهو المنعطف الذي يشكل أساس قواعد الاستمرارية.
ليس من المحتم أن تنتهي هذه الدول في العالم 2070 نهائيًا ولكنها من المؤكد ستشهد تفتُّت القواعد الأساسية بعد أن تتعدد أشكال الطوفان والزلازل والنكبات وعندما تبدأ وسائل جديدة تحل محل الوسائل الحالية في مختلف المجالات كالوقود والمياه ومصادر المعرفة وهي أساسيات في ديمومة الدول.
من يتأمّل اليوم مستوى تفكير الشعوب العربية وينتبه لمستوى تفكير الحكومات يرى أن الفارق ضئيل جدًا، فعادة ما تكون الشعوب في الدول الديناميكية أكثر حيوية من حكوماتها وكثيرًا ما تقود الشعوب المتقدمة الحكومات مثال اليابان وكوريا الجنوبية واخترت هاتين الدولتين لأنهما الأقرب للناحية الشرقية لنا من حيث وجود تقاليد وموروثات لم تتخليا عنها ولكنها حفظتها كتاريخ وليس ايدلوجيا متزمتة تهيمن على العقول. بالتالي تطور دولة مثل كوريا بدأ من التعليم الذي أساسه المعرفة بينما أساس التعليم في الدول العربية الموروث الديني وللغرابة يقودنا للوراء، فنظرة للقرن الماضي كان فيه العقل العربي أكثر تنويرية منه اليوم وهذا دليل على السير للوراء؟
ما دمنا نسير للوراء منذ قرن مضى ونعيش بمنظار 14 قرن للوراء، وما دمنا نتخلف في المظهر والجوهر وما دمنا نعتمد على الاستيراد وما دام التعليم ديني أو وطني أو قومي كما هي المواد التخديرية حتى لا يصحو العقل فمن المؤكد أن القطار العربي سيتوقف في يومٍ ما وعندها تكون نهاية هذا العالم حتى لو ظلّ في صورة قطار بخاري!!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟