أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - طه معروف - حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية














المزيد.....


حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:42
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


في الوقت الذي تعيش فيه جماهير في العراق بين برك الدماء والتهجير القسري والتصفية على الهوية وبين اطلال الخرائب وفي اتون حرب طائفية طاحنة ،صدرت في محكمة امريكية صورية في (المنطقة الخضراء) المحصنة ،حكما فئويا بالإعدام على صدام على خلفية قضية الدجيل التي هي الورقة الوحيدة لدى الإدارة الأمريكية لإستخدامها في الإنتخابات لتغطية فشل سياستها العسكرتارية على صعيد العراق و المنطقة.
هناك اسئلة كثيرة تلاحق ابدا ذاكرة الجماهير العراقية ولن يقضي عليها حكم الإعدام على صدام وهي: من الذي يحاكم صدام ؟أليس هؤلاء كما صدام مسؤولون عن الجرائم اليومية تجاه الجماهير العراقية من قتل وتشريد وتعذيب وتجويع ؟وهل توجد في العراق دولة مستقلة تمثل الجماهير وتملك قرارها حتى يتسنى للمرأ الحديث عن العدالة ؟أليس الحكم بالإعدام محاولة لإخفاء الجرائم التي ارتكبها النطام القومي العروبي البعثي بحق الجماهير في حقبة حكمه الدموي قبل وبعد قضية الدجيل ؟هل يحق لهؤلاء المتحصنين في المنطقة الخضراء الملطخة ايديهم بدماء الجماهير، أن يتحدثوا في حكمهم على صدام بإسم الجماهير؟
رغم ان محاكمة صدام ورموز نظامه وحركته القومية الشوفينية هو مطلب جماهيري ولكن طبيعة القضاء وظروف اجراء المحاكمة تتناقض كليا مع ذلك المطلب ولا تشكل سندا لعدم تكرار التجربة الدموية في العراق، بل ان الوضع السياسي ومستوى القمع من قبل قوى الاحتلال والعصابات الطائفية وصلت الى درجة تحول فيها العراق الى أخطر مكان في العالم من حيث خطورة الحالة الأمنية وان وجود سلطة الميليشيات واستمرار الاحتلال والحرب الارهابية جعلت الجماهير مستهدفة بشكل اكثر مما كان أبان حكم النظام البعثي وهذه حقيقة ليس بوسع الادعائات التافهة حول" السير نحو الديمقراطية وسيادة القانون "اخفائها عن الجماهير. ومثلما لم يؤدي اعتقال صدام إلا الى المزيد من الفوضى فإن الحكم عليه بالإعدام لن يؤدي ايضا إلا الى المزيد من سفك الدماء في ظل سلطة الاحتلال ونفوذ النظام الدموي الايراني ومباركة الاخير للحكم على صدام هو تأكيد على تمسكه بعقوبة الاعدام ضد الجماهير الايرانية اولا والعراقية ثانيا.
ان إعدام صدام يعني، عمليا، فشل كل محاولات كشف جرائم النظام القومي السابق بحق الجماهير العراقية مثل القتل الجماعي والجينوسايد ضد الكرد والمحاكم الصورية والاعدامات العشوائية وتصفية المخالفين والتهجيروالتعذيب والقمع الداخلي التي ساهمت فيها اطراف دولية عديدة ومنها الادارة الامريكية بشكل اوبآخر . ومن ناحية اخرى فإن اللجوء الى حكم الإعدام من قبل قوى الاحتلال والمؤيدين لها من الأسلاميين هو العودة الى نفس أساليب النظام البعثي وجزء من عملية أحياء الأساليب القمعية التي تمارس اليوم ضد الجماهير بشكل يومي وبصورة وحشية من قبل الحكومة والميليشيات المسلحة المجرمة وان صمت الجماهير تجاه عقوبة الاعدام هو دليل على مهزلة هذه المسرحية الامريكية التي نظمت لكسب الاصوات في امريكا لإدامة الحرب الدموية وللتغطية على فشلها في العراق.
إن اختيار قضية الدجيل او حتى عملية الانفال ضد الاكراد، لا يغطي تلك الممارسات الاجرامية للنظام طوال حكمه الدموي في العراق ضد الجماهير لكون جرائم النظام مرتبطة بالحركة القومية في العراق التي هي بالضرورة تبرز وتنتج تلك الرموز الدموية .كان هتلر وموسولوني مثل صدام ارتكبوا جرائمهم المروعة بحق الانسانية بالإتكاء على الحركة القومية النازية والفاشية ولذلك فإن الجماهير يجب ان تنظر الى مسألة محاكمة صدام من هذه الزاوية لكون جرائم النظام مرتكزة على تلك الحركة القومية العروبية والطريقة الوحيدة لعدم تكرارها هو اصدار الحكم الجماهيري على الحركة القومية المعادية للنزعة المدنية والانسانية .
إن الوجوه والرموز السياسية الجديدة من القوميين والاسلاميين على الساحة السياسية العراقية لا تقل دموية عن النظام البعثي حيث ان شغلهم الشاغل ينحصرفي القتل والتعذيب والتهجير ونهب اموال الجماهير وهؤلاء غرباء عن النظام والقانون ناهيك عن محاكمة سفاح مثل صدام الذي هو مثلهم الاعلى لتنفيذ جرائمهم بحق الجماهير .
واخيرا فان اللجؤ الى عقوبة الاعدام حتى ضد اكبر مجرم عرفه التأريخ مثل صدام هو الاعلان عن الهوية الحقيقية للحكومة الدمية في العراق الذي ليس في جعبتها ما تقدمه للجماهير سوى القتل المتعمد .



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل ال ...
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية
- مغزى إستبدال العلم في كردستان العراق وغضب الشوفينية العربية ...
- مؤتمر العشائر-للمصالحة- صور مشوهة للعراق ودليل على غياب الحك ...
- ألإعلام والأقلام المأجورة جزء اساسي من الفساد المستشري في جس ...
- الحروب الأمريكية الأسرائيلية في الشرق الأوسط ،رافعة لصعود ال ...
- حرب لبنان واستقطاب القوى والمحاور الرجعية في المنطقة
- الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأه ...
- هل يمنع استمرار الاحتلال نشوب الحرب الاهلية في العراق؟
- النموذج الامريكي لتحررالمرأة العراقية؟
- أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية
- مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان ...
- حتمية الخيار العسكري الامريكي ضد ايران
- من الذي يقرر مصير العراق؟
- حول دراسة معهد كارينغي الامريكي؛ المطالبة بمحاورة الاسلاميين
- هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟
- بصدد التصريحات الديماغوجية للائمة الشيعة في العراق
- معارك الجثث هي معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية
- !هذا ما كان ينقص العراق


المزيد.....




- إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
- عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - طه معروف - حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية