أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام شكري - أفيون الاسلام - ومخدرات الاصلاح البرلماني: بشأن شعاري -نزع السلاح غير الشرعي- و -الدولة المدنية- في العراق ولبنان














المزيد.....

أفيون الاسلام - ومخدرات الاصلاح البرلماني: بشأن شعاري -نزع السلاح غير الشرعي- و -الدولة المدنية- في العراق ولبنان


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 21:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تبرز قوى التغيير الاصلاحي في العراق ولبنان اليوم شعارين خاطئين كليا. اولهما "ضرورة نزع السلاح غير الشرعي - اي سلاح الميليشيات - حزب الله والتيار الصدري والحشد والعصائب... وغيرها" والاخر "ضرورة تشكل دولة مدنية". هذان الشعاران السياسيان لا يقلا تخديرا عن "أفيون الاسلام" الذي نفثته قوى السم والدم للاسلام السياسي للعقود الثلاثين الاخيرة. ان هذين الشعارين هما شعارا البرجوازية الصغيرة التي يبدو ان الامر قد اوكل لها الان بانتاج "الافيون" ولكن بشكل اكثر سياسية و"مدنية".

ان الشعارين في الكثير من الاحيان يتم تبادلهما تقديما وتأخيرا. ولكن الشعاران يخرجان من رحم نفس البلادة السياسية. اما ننزع سلاح الميليشيات لكي نستطيع ان نشكل دولة "المؤسسات" او دولة "مدنية". واما ننشأ دولة مدنية لكي تنزع سلاح نفس ميليشياتها!. الاول يطالب بنزع سلاح ميليشيات حتى تشكل دولة "حقيقية" والثاني يطالب من دولة ميليشات دينية ان تتحول الى مدنية!.

هل هذا هراء ام ماذا؟.

في العراق ينشط "الحزب الشيوعي العراقي" ويدفع باخلاقية ديمقراطية رائعة من اجل الدولة المدنية وترسيخ حكم المؤسسات الديمقراطية المشكلة من شخصيات كفوءة ونزيهة و"ديمقراطية". هذا المطلب يدرك جيدا ان الدولة الحالية هي دولة ميليشيات. كيف يطلب من دولة ميليشيات ان تتحول الى دولة مدنية؟ طبعا باسلوب اخلاقي رفيع.

ان هذه الاخلاقية السماوية تقابلها دناءة سياسية اروع. فهم يقومون بدور المخدرين السياسيين للجماهير في ان الامكانية قائمة لتشكيل هذه الدولة بالتوسل من قتلة وسفلة ومجرمين وارهابيين يجلسون معهم في نفس البرلمان الديمقراطي. وللعشرين سنة الماضية دأبوا على نفس هذه المناورات حسب قوة هذا الطرف الاسلامي او ذاك اما للذهاب والتحالف معه لنيل بعض المكاسب او التوسل والمحاباة للمنظومة السياسية وتزييف الواقع السياسي للجماهير بحجة امكانية التغيير من داخل "وكر الاجرام".

اما في لبنان فتنشط قوى التغيير البرلماني في المطالبة بنزع سلاح ميليشيات حزب الله وتشكيل دولة مدنية او دولة المؤسسات او دولة "حقيقية" وهلمجرا. قوى التغيير تلك ليست على نفس نهج الحزب الشيوعي العراقي ولكنها تمتلك نفس الخصائص اليسارية القومية الاصلاحية. سؤالي لتلك القوى من بالظبط سينزع سلاح اكبر ميليشيا في الشرق الاوسط؟ منظمة اطباء بلا حدود ام قوات "اليونيفيل"؟ لا اجابة طبعا.

ان نشاط هذه القوى ليس بسبب مبادئها الاخلاقية الرائعة. فنشاطها اليوم قد اطلقته او حفزته احداث عظيمة جرت في لبنان والعراق عام 2019 و2020 - ثورة تشرين. راديكالية تشرين في كلا البلدين اذهلت الاسلاميين وميليشياتهم وبرزت تلك القوى الاصلاحية اثر هذه الهبة الجماهيرية العظيمة. ولكن ليس من اجل تقوية الميل الثوري في العراق او لبنان بل من اجل كسر ثورة تشرين وتقديم بديل "مخفف بالماء". فقط من هذا الموقع الطبقي لهذه القوى بامكاننا فهم شعاراتها المخدرة.

أفيون الشعوب الاسلامي تم فضحه كليا من قبل الجماهير الغاضبة. لقد انشأوا لهم المشانق الرمزية في بيروت وضربوا صور قادتهم بالنعال في كربلاء والنجف وبغداد وحرقوا بوستراتهم العظيمة في طهران. افيون الشعوب انتهت صلاحيته. واليوم اتى الدور على اطباء التخدير السياسي البرلماني.

بنظر هاتين القوتين (ولا اقصد مطلقا انها قوى منسجمة سياسيا بدليل ان التغييريين بلبنان اختلفوا قبل المواجهة الاولى مع دافعي اجورهم)، اقول بنظر هذه القوى ليس الدين وموقعيته الاجتماعية محل هجوم او نقد او تقريع. بل على العكس. انهما يناشدان بابراز "دين الله الحق" ، الدين المعتدل، وكلاهما يقول لا يجب المس ب"معتقدات الجماهير" المقدسة. مرة اخرى. ليس من باب الاخلاقية العظيمة للبرجوازية الصغيرة بل من منطلق عدم المس بمبادئ دافع الرواتب البرلمانية.

انهما على هذا الاساس يقفان فقط ضد سلاح الميليشيات!. هذا الموقف اخلاقي بلا اي معنى عملي سياسي ولا يشكل اي خطر لاحد. وكلاهما بالتأكيد مع الدولة المدنية! لم لا؟ الم يقف مقتدى الصدر هو الاخر معها والان صف من الملالي يصطفون للدعوة الى الدولة المدنية؟ ان عزل الدين نفسه عن الدولة واجهزتها ليسا في الاجندة. الدولة العلمانية ليست في الاجندة. فهذا المقدس الايديولوجي لا يمكن المس به والا تحولوا بجرة قدم الى حطام برلماني.

ان انشاء دولة علمانية ومجتمع مدني ونزع سلاح الميليشيات وانهاء تسلط قوى ارهابية على حياة الجماهير، لا بل حتى حل مشكلة "العدو الصهيوني" لن يأتي الا من تشرين. من الشارع الثائر لا من البرلمان الخانع والجبان. الحل يكمن لا في "سحب سلاح الميليشيات" ولا في "تشكل دولة مدنية" بل في "اسقاط دولة كل الميليشيات وتحطيمها كليا" وبناء سلطة جماهيرية اخرى مختلفة تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل الدين عن الدولة وكل اجهزتها وتحرير الجماهير من الرعب والخوف والقلق ورهن حياتهم بيد ميليشيات مسلحة ودولة ميليشيات مسلحة.

على ثائري وثائرات تشرين في كل من العراق ولبنان عديم الانسياق وراء هذه القوى الاصلاحية التي لا تفعل في الواقع سوى اغراقهم في المزيد من الاوهام والضبابية لكسر همتهم وحرف انظارهم.

فقط بشعاري "كلن يعني كلن" في لبنان و "الشعب يريد اسقاط النظام" - كل النظام في العراق، سيكون بامكان الجماهير استرجاع هويتها الانسانية وانهاء استلابها على يد هذه القوى، وتخرج المجتمع من هذا النفق المظلم والخانق.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوط امريكا الحمراء!
- في الاخوة الانسانية او … “السلام على من اتبع الهدى”!
- الشرطي السويدي المضبب
- حول خنق اليسار العراقي لبؤر النضال الاجتماعي
- بيان مساندة للصحافية اللبنانية ديما صادق
- حول الخطاب الاخير لحسن نصر الله حول احداث الطيونة
- الى ثائرات وثوار لبنان !
- العنصر الجديد
- ابقوا في البيت! Stay at Home
- الحرية لغسان الفاضل !حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السل ...
- حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق
- مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العرا ...
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق
- فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة
- بمناسبة الذكرى 11 لحرب امريكا في العراق - رسالة سعيد نعمه ال ...


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عصام شكري - أفيون الاسلام - ومخدرات الاصلاح البرلماني: بشأن شعاري -نزع السلاح غير الشرعي- و -الدولة المدنية- في العراق ولبنان