حكايات ويوميات عن الجواهـري، ومعه... بلا رتوش/ القسم الثاني

رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 00:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

- رواء الجصاني
-------------------------------------------------------------------
مساهمة في توثيق بعض مما يؤشر، ويشير، الى، وعن الجواهري الكبير، وبعيدا عن التفاصيل، تأتي هذه الحكايات واالقطات، بايجاز مكثف، وجميعها في الغالب الاعم من خلال اللقاءات المباشرة معه، واليومية احيانا، لسنوات طويلة، في بغداد وبراغ ودمشق .. الى جانب بعض مما وثقه اقربون من اهل البيت، وكذلك ما اجتهدت باهمية التقاطه في احيان اخرى. وأزعم ان ما ستأتي به السطور اللاحقات، التي وثقت وقائع هنا، وغيرها هناك، جاءت في اغلبها بلا "رتوش" ولا تسلسل نوعي، وذلك ما سيعطيها "تميزا" ما، وعسى ان يكون ذلك كائنا.. وادناه القسم الثاني:

11: موهبة القرد
ويحدث ان يستاء الجواهري من" كاتب" متقلب، حاول ان يطاله، فـ "خلده" الشاعر الكبير بابيات ضمن قصيدة طويلة عام 1982، ومنها البيتان التاليان:
وحسب القرد موهبة لغير القرد لم تهبِ/ وحسب القرد أن يمسي حديثَ الشعر والادب..


12: في عشق براغ
وكان "بعض" عاب على الشاعر الخالد البيت الأخير ادناه، وكلمة "الخلاق" بالذات، في سياق مدح الحواهري براغ، وتغزله بها ضمن قصيدة وجدانية، فريدة عام 1973 .. بل وان "احدهم " حَسبَ ذلك كفرا، لأن في المعنى تشكيك بالقدرة الٱلهية، بحسب فهمه طبعا !!! :. والبيت هو:
أعلى الحسن ازدهاء وقعت ، أم عليها الحسن زهواً وقعا / وسل الخلاق هل في وسعه ، فوق ما أبدعه أن يبدعا

13/ خلود "المقصورة"
كان الجواهري يوثق في مناسبات عديدة ( لو فنيت كل اشعاري، لبقيت "المقصورة") .. وهي قصيدة بانورامية مطولة، نشرت أواخر الاربعيناتت الماضية، وضمت أزيد من 200 بيت، ومنها:
سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف، والمنحنى/
على النخل ذي السعفات الطوال، على سيد الشجر المقتنى..

14: موهبة الملاكمة!
بقي الشاعر الكبير مندهشاً من كثيرين ظنوا بأنه معجب بالرياضات العنيفة، حين كتب فريدته عن الملاكم "كلاي" عام 1973 إلذي كان يدمي خصمه، فيكسب الملايين، بينما بقي النبغاء والموهوبون، مفلسون.. بحسب الجواهري، ويقصد بذلك ضياع المقاييس. ومن ابيات القصيدة، التي ظُنــت مدحاً لكلاي:
شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ مَوْهِبـةٍ، وفداءُ " زندِك " كلُّ موهوبِ !!

15: عن اخته "نبيهة"
ارادت اخته "نبيهة" وكانت وحيدته، ومدللته، توقيعا منه على نسخة من ديوانه عام 1977 فضنّ به عليها، تصنعاً، فأنهضمت.. ثم فاجأها بعد ساعات قليلة ليقدم لها النسخة، وعلى الصفحة الاولى الابيات الاربعة التالية، بخط يده، اهداءً:
سلمتِ أختيَ إذ لم يُبقِ لي زمني / أخاً سواها، ولا أختاً تناغيني
ولا تَغيَّبَ عن عينيَّ منبلجٌ / من حُسنِ وجهكِ يعروني فيُصبيني
يا "فرحةَ العمـر" ظَلّي بسمةً عَمَرَتْ/ بالذكرياتِ، تواسيني ، وتسليني
حَسبي وحَسبُك عن بُعـدٍ وعن كَثَــبٍ/ اني أناجيك في هذي "الدواوينِ"

16:الطاهر والجزائري
ونشهد هنا بان الجواهري بقي معجبا بتميّز الحوار المطوّل الذي أجراه الدكتور علي جواد الطاهر معه ونشرته مجلة (الكلمة) عام ١٩٧٣.. وكذلك بحوار الاستاذ محمد الجزائري لجريدة الجمهورية عام 1975..

17: خيال "انيتــا"
تراءت للجواهري معبودته الفرنسية، في نهاية الاربعينات "أنيتــا" وذلك في حسناء تشيكية مرت سريعاً أمام مقهى كنا من جلاسه معاً في براغ ذات نهار ربيعي عام 1987 فوجم وانبهر، وتصبب عشقا لها من جديد، اى بعد نحو أربعين عاما من قصة الحب بينهما.. ومما كان قد نظمها عنها:
ان وجهَ الدجى "انيتــا" تجلّى …عن صباحٍ من مقلتيك أطلّا

18: وزارة شؤون الجواهري
رد الجواهري علينا، أنا وابنه نجاح، في براغ منتصف الثمانينات الماضية، حين مازحناه، بأن طلباته منا، وتكليفاته لنا، تحتاج لوزارة، او مؤسسة، لكي يُستطاع تلبيتها .. رد علينا فورا، وبكل ثقة: وهل تستكثران ذلك علي يا (....... ) ؟؟!!


19: عن "منغول" التتار
كما نشهد بأن اكثر ما المّ الجواهري اكثر مما تألم به في حياته، وذلك من" منغول" بحسب وصفه، كان قد أستُقدم لبغـداد ، وعمل في موقع مهم، أواخر العشرينات الماضية، فأثار الفرقة والطائفية ، ثم تجرأ فأدعى بلا "عراقية" الاسرة الجواهرية !! ومما قاله - الجواهري- عن ذلك المدعي في فريدة مميزة عام 1967:
ولما حمتْ الأقدارٌ ألقت ، به "جيفُ" البطونِ إلى العراقِ

20: نبيّ الشعر
لقد كان الجواهري يصرح في كثير من الاحيان، في بعض قراءاته أمام الجمهور، أو يجيب عند سؤاله عما لديه حديثاً : ان جلّ قديم، جديد .. وجاء في داليته عام 1979:
وقائلةٍ أمَا لك من جديدٍ، اقولُ لها: القديمُ هو الجديدُ/
كشفتُ بأمسِ وجهَ غدٍ رهيب، اماطت عنه قافيةً شرودُ/
"كزرقاء اليمامة" حين جلىّ، مصائرَ قومها بصرٌ حديد/
وما كنتُ "النبيّ" بها ولكنْ، نبيُّ الشعر شيطانٌ مريدُ..
-------------------------------------------------* رواء الجصاني 2023.8.26

#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات