|
الشباب الجامعي السوري: محاولة تصنيف
إياد العبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 09:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
1- تقديم إذا كانت السياسة في أحد تعريفاتها هي الاهتمام بالشأن العام، فإن إقصاءها هو إلغاء لهذا الشأن وتشجيع لثقافة الكانتونات التي هي ثقافة إقصائية وجهادية بامتياز. وهو ما سوف يجتهد هذا المقال في عرضه من خلال رصد بعض مظاهر "النزوع الكانتوني والجهادي" للشباب في الجامعات السورية. 2- صور جامعية *) أولاً: يكاد لا يوجد في الجامعة أي نشاط سياسي، ولا حتى لحزب البعث الذي تقف أبنية فروعه وشُعَبه وشعاراته للتذكير فقط بأنه ما زال موجوداً. ولكن في السنوات الأخيرة قامت بعض النشاطات من قبل مجموعة من الطلاب، وخصوصاً في جامعة حلب، فابتدأت بالتظاهر والاعتصام من أجل فلسطين والعراق، وانتهت باعتصام مطلبي قُمع بقسوة من قبل طلاب بعثيين في 25 شباط 2004. لقد ساهم في ضرب هذه الظاهرة الوليدة ثلاث أطراف: الأول: هو السلطة عبر أجهزتها الأمنية وجنودها من البعثيين في الجامعة، وبعدة وسائل مثل: إجهاض النشاط بالعنف، والضغط على أهالي الطلاب، والفصل النهائي أو المؤقت من الجامعة، والاعتقالات ( التي كان آخرها اعتقال مجموعة طلاب من جامعتي حلب ودمشق، وتحويل بعضهم إلى محكمة أمن الدولة، التي حكمت على اثنين منهم بالسجن ثلاث سنوات لكن أفرج عنهما قبل إكمال عام واحد) (1). الثاني: هو الأهل، وذلك حين يضغطون على أبنائهم بكل وسائل الترغيب والترهيب، خوفاً عليهم، ولعدم الإيمان بجدوى ما يفعلون. الثالث: هو بعض عناصر الحركة الديمقراطية الذين يمارسون شكلاً من الأبوية السياسية على الطلاب في محاولة لاحتوائهم وفرض الوصاية عليهم. *) ثانياً: ما يميز الجامعات السورية هو أن الاصطفافات فيها قائمة على أساس طائفي ومناطقي وعرقي. فتعابير مثل:" الديرية، الحموية، الدرعاوية، الشوام، الدروز، العلويون، السُّنة، الأكراد..." متداولة وتعكس مضمون تلك الاصطفافات. وتستعرض الاصطفافات هذه نفسها إما في المؤتمرات الطلابية، حيث يتم "انتخاب" قيادات طلابية للجامعة، أو عندما تتحول الجامعة إلى ساحة معركة بين هذا الفريق أو ذاك. *) ثالثاً: ظاهرة أخرى تنتشر في الجامعات السورية، وهي ظاهرة الشباب المتأسلم. تكثر في خطاب هذا الشباب مفردات مثل:" الدين الصحيح، العودة إلى الدين، الإسلام هو الحل...". فإذا سألت أحدهم: " ولكن ما هو الدين الخاطئ؟" فإنه سيقوم بسرد أصول الدين، حتى لتتخيل أنه لن يدخل الجنة أحدٌ – حتى لو كان من طائفته- إلا هذا الشاب وجماعته! أما إذا سألته: " ما الذي يضمن لنا في حال عودتنا إلى الدين الصحيح أن لا نبتعد عنه مجدداً كما حصل مع أجدادنا؟" فإنك ستسمع إجابة مبنية على مفهوم المؤامرة. و" المؤامرة" ركن أساسي من أركان الخطاب الجهادي. هذا عدا عن المضمون الإيجابي الذي يتمتع به مفهوم "الجهاد" في الخطاب الديني. ومن سمات الخطاب الجهادي هذا مزجه بين الشعبوية والتعبوية، واعتماده الحصري على مرجعية واحدة، ونظرته إلى المجتمع على أنه كل متجانس لا يقبل التعددية، وتوظيفه الماضي والحاضر من أجل مستقبل أخروي أو مُعادٍ منفصلٍ عن معاش الناس في هذه الدنيا. *) رابعاً: أما الظاهرة الجديدة التي طرأت على جيل الشباب، فهي التي تذهب إلى أن التغيير لا يمكن أن يأتي إلا من الخارج، وخصوصاً من أميركا. ويجد هذا التفكير مصدره في بؤس واقع هؤلاء الشباب الذي يرونه عصياً على التغيير بيد أبنائه. ويستند بعض الذاهبين هذا المذهب إلى قراءة لماركس تتناقض، من حيث الجهة، مع القراءة التي سادت على امتداد القرن العشرين – وهي قراءة ذات مضمونٍ تحرري كفاحي نابذٍ للاستعمار. ذلك أن القراءة الجديدة هي أيضاً ذات مضمونٍ " تحرريّ كفاحي" ولكنه جاذبٌ للاستعمار وطالبٌ له، وهذا ما جعلها " تحررية" باتجاه الداخل، أو من الداخل. وتستلهم هذه القراءة مقولات ماركس التي تحيل على الأممية ورفض القومية... إلخ. أما البعض الآخر من هؤلاء الشباب، فيستلهم مفرداته من المصفوفة ما بعد الحداثية، كالاختلاف والحوار والآخر، فيقرأها "أفلاطونياً" بحيث لا تعود هذه المفردات تُعنى بالبشر وعلاقاتهم وتنوعهم ومصالحهم وتناحرهم، بل تُعنى ببشرية مجردة ومثالية ومترفعةٍ عن المصالح والتاريخ. ووفق هذا الفهم، لم يعد غريباً أن تسمع كلاماً – كالذي سمعته شخصياً- مِن مثل " أن من يقف ضد الإمبريالية فهو يقف ضد الآخر ! ". إنّ خطاب هؤلاء الشباب هو خطاب ماهوي بامتياز، يشتق الديكتاتوريات ومخابراتها ومعتقلاتها، وكذلك الإرهاب المتأسلم، من ثقافةٍ كامنةٍ في مجتمعنا نفسه. وهم، في تجريم هذا المجتمع وثقافته، التي هي عندهم ثقافة القتل والدم، يشتركون مع نقيضهم الإسلامي الذي يكفر المجتمع نفسه... ولكن – وهنا الطرافة- لأنه يرى فيه عكس ما يرى الطرف الأول من مظاهر الانحلال الخلقي والابتعاد عن الدين... إلخ. إنه خطاب جهادي وكانتوني جديد. يتدخل السحر كي ينقذ هؤلاء الشباب من حالة اليأس المطلق الذي قد يورطهم فيه منطوقهم، ليظهر أميركا على شكل معجزة أو إله يستطيع أن يخلق الحريات والديمقراطية والكرامة الإنسانية من عدم، ولتكون النتيجة أن " أميركا هي الحل"؛ وبهذا لا يختلفون عن نقيضهم الإسلامي اللدود الذي يرفع شعار " الإسلام هو الحل". وما سبق يقود إلى القول إن الديمقراطية التي يتبناها هؤلاء الشباب إنما هي " ديمقراطية طوارئ" إن صح التعبير؛ فهي ذات مضمونٍ جهادي، سنده تأليه التاريخ أو "التقدم". خامساً: تنتشر في الجامعات السورية بعض المجموعات التي تنتسب إلى الماركسية والشيوعية. وهؤلاء، في صياغة خطابهم، لا يغادرون الخط الذي رسمته حركات التحرر الوطني في القرن الماضي، وذلك بالاستناد إلى بعض مقولاتها مثل: فك الارتباط والاستتباع للنظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي، والعمل على بناء اقتصاد مستقل يهدف إلى إلغاء الأساس الاقتصادي القائم على الملكية الخاصة التي هي في أساس استغلال الإنسان للإنسان... يلحق هؤلاء الشباب المجال السياسي بالحقل الاقتصادي، ولا يعترفون له بأي استقلالية. فالمسؤول، في رأيهم، عن التأخر التاريخي، وعن الفساد والاستبداد، هو موقع نمط الإنتاج السائد عندنا من حيث تبعيته للمركز الامبريالي العالمي وشكل الملكية الناتج عنه، وكذلك لفشل مشروع البرجوازية الطرفية، الكبيرة والصغيرة. وهم، من خلال هذه الشمولية الاقتصادية، لا يخرجون عن التقليد الذي طالما وسم الماركسية عبر تاريخها، وهو تغليب الاقتصادي على كافة المجالات الأخرى وإلحاقها به، وخصوصاً المجال السياسي. ويتورط الكثير من هؤلاء الشبان في التعاطي مع الماركسية بشكل لاهوتي من خلال ثنائية " النظرية والتطبيق" التي تذهب إلى أن "النظرية صحيحة ولكن التطبيق خاطئ"، وهذا ما يعكس فهماً للماركسية يرى أنها صالحة لكل زمان ومكان؛ وهو ما سيقود إلى تعامل طوارئي مع الماركسية، كان جسده المفاهيمي في السابق يتألف من تعابير من مثل: " خائن، تحريفي،..." أما الآن فهو يستلهم مقولات من مثل: " ماركسية صحيحة، ماركسية مزيفة...". فإلى أي حد يقطع هؤلاء الشبان الماركسيون مع الأصولية الإسلامية عندما تقول:" الدين الصحيح والدين الخاطئ"؟ وهل فعلاً توجد ماركسية صحيحة وأخرى مزيفة؟ هل المناشفة والبلاشفة والتروتسكية والماوية والمجالسية والغيفارية، وكذلك التجارب الفيتنامية والكورية والخمير الحمر...، هل كل هذه تجارب لماركسيات مزيفة؟ وأين هي الماركسية "الصحيحة" إذن؟ والأهم هو: لماذا احتملت الماركسية كل هذا التزييف؟ يتجلى الطابع الجهادي عند هؤلاء الشبان: أ) في أنهم من أصحاب الحقيقة الواحدة والمرجعية الواحدة؛ ب) في " تأميم" الديمقراطية لصالح اليسار الماركسي ( ولكن ليس أي ماركسي كما يبدو)؛ ج) في تكرار كلمة " بديل" في خطابهم ( " ماركسية صحيحة بديلة عن تلك المزيفة، العمل على بلورة أممية بديلة، أن يبلور اليسار خطاباً بديلاً لما هو قائم من خطابات..." ) بحيث يظهر واقعنا قاتماً لا يحتمل إلا هذا البديل؛ د) في إعدام الماضي، وهو ما يظهر في تحميل البرجوازية الكبيرة والصغيرة تبعات الحال الذي وصلنا إليه، وتجاهل تاريخ الحركة الشيوعية المحلية والعربية والعالمية، وما ارتبط بها من نكبات وكوارث! سادساً: تنتشر في الجامعات السورية بعض المجموعات الشبابية التي تنسب نفسها إلى نيتشه أو إلى السريالية أو الوجودية، أو إلى كل هؤلاء مجتمعين في طبخة عجيبة. يغرق هؤلاء الشباب في ذاتوية مفرطة تقود إلى الأنانية والعدمية بالضرورة، ويعكس وضعهم حالةً جهاديةً سلبيةً تعزلهم عن المجتمع الذي يغدو موضوعاً لسخطهم، مستلهمين بعض المقولات والشطحات من مرجعياتهم الفلسفية مثل: ( " السوبرمان" و " الآخر هو الجحيم"...). وغالباً ما يستهلك هؤلاء الشباب في ما يجرُّه عليهم منطقهم هذا من مشاكل وعزلة. سابعاً: ثمّة ظاهرةٌ شبابية أخذت تنتشر في المجتمع السوري عموماً، وفي الجامعات خصوصاً. لكن لا بد من الإشارة أولاً إلى صعوبة الخوض فيها، وذلك لعدة أسباب: أولاً: جدَّتها؛ فهي لم تأخذ في البروز المثير للانتباه إلا في الأعوام الأخيرة. ثانياً: العزلة الذاتية التي تسمُ تجمعات هؤلاء الشباب، وحذرهم من أي غريب، كما في العزلة والحذر اللذين يفرضهما المجتمع عليهم. ثالثاً: أن هذه الظاهرة ليست ذات ملامحَ واحدةٍ، وإن كان شكلها الخارجي يوحي بذلك. يشترك شبان هذه الظاهرة في تمردهم على الواقع؛ وفي منظرهم الخارجي، حيث الشعر الطويل عند البعض والقصير المصفف بشكل فوضوي عند الآخرين، وكذلك في الوشم الذي يزين سواعدهم، وفي الملابس التي تثير الانتباه من حيث ألوانها وحجمها. ويشتركون كذلك في تعلقهم بالموسيقى الغربية، والصاخبة منها غالباً. سنقوم هنا بتقسيم هذه الظاهرة إلى فئتين، مع الاعتراف باحتمال الوقوع بالتبسيط: 1) فئة تغرق في ذاتويةٍ مفرطة، يتجلى الإنسان عندها وكأنه ذاتٌ عاريةٌ عن كل الظروف الموضوعية التي تحيط به. واستناداً إلى هذه الذاتوية يقومون بالابتعاد عن السياسة التي يخافونها، ويعدونها شأناً غريباً ومفارقاً لهمِ. ومن الجدير بالذكر أن هذه الفئة من الشباب متدينة تديناً بعيداً عن التزمت؛ فأفرادها يُصلون ويصومون ويعترفون بشرعية القيم المجتمعية، رغم معاناتهم منها بسبب مظاهرهم. وقد يستند هؤلاء الشباب إلى الماضي والأصول لكي ينتزعوا الاعتراف بهم: فمثلاً يرى بعضهم أنه من البديهي أن يحب الشاب العربي أو المسلم الشعر الطويل لأن أجدادنا العرب الأقدمين، وكذلك الأنبياء ( محمد، عيسى،...) كانت شعورهم طويلةً. وبذلك يظهر هؤلاء الشباب وكأنهم لا يفعلون ما يفعلون إلا لإعادة الأمور إلى " نصابها" الأصيل. نُضيف أن هؤلاء الشبان لا يهتمون إطلاقاً بالمطالعة، بينما تشكل الموسيقى "حياتهم" وانتمائهم الوحيد. بقي أن نقول أن هذه الفئة لا تشغل إلا مساحة الهامش من الظاهرة التي نناقشها. 2) تشكل الفئة الثانية الجسد الرئيسي لهذه الظاهرة.أما مفرداتهم المتداولة فتتشابه مع ما ساد في الستينات من فورات شبابية في أميركا، مثل:"الشعر الطويل أكثر إزعاجاً من النظريات"(2) و" إذا كنت ترفض المجتمع، فالأحرى أن ترفض أخلاقه وتبحث عن شيء جديد"، و" كل أخلاق قيد"... إلخ. لكن هذه الظاهرة صعدت في أميركا احتجاجاً على قيم المجتمع الأميركي وسياسات نخبه الداخلية والخارجية ( كالحرب الفيتنامية)، بحيث انعزل أولئك الشباب عن المجتمع الذي غدا موضوعاً لسخطهم وهدفاً لأعمال التخريب التي كانت تبرر بالاستناد إلى رؤية إنقاذية للعالم من الشرور التي تعتريه. وأما الشباب السوريون ضمن هذه الفئة فلا يقحمون السياسة في إطار عملية تمردهم واحتجاجهم، وإنما يقتصرون على بعض القيم والظواهر المجتمعية (دينية، تقاليد، العائلة..). يعيش هؤلاء الشباب في الموسيقى، حتى أنهم ينقسمون إلى طوائف بحسب الموسيقى التي يسمعها كل فريق ( المَتِل، الراب، البوب، الروك،...) حيث لكل طائفة أجواؤها وطقوسها الخاصة. ومن الفرق المرغوبة عندهم: العذراء الحديدية، آنتي بارادايس ( ضد الجنة) المشهورة بأغنية " لا أؤمن بشيء"، Man of war ( رجل الحرب)، Mega Death ( الموت الهائل ). إلا أنه من المثير للانتباه انتشار أغاني نجم موسيقى البوب والراب الأميركي " إمينم" الذي قال عنه جورج بوش إنه " أخطر تهديداً لأطفال أميركا من شلل الأطفال" ، والذي تشتهر الموسيقى التي يتربع على عرشه بأنها تروج " ثقافةً يكاد يكون القتل فيها من ملحقات الموضة " حسب وزير الثقافة البريطاني كيم هاولز. إن إمينم، عبر توحش موسيقاه، ينقض الميثولوجيا الأميركية العامة عن " ماما وبابا والأطفال السعداء التي ما زال بوش يروجها؛ إنه " شاعر تدمير العائلة الأميركية". ويظهر هذا جلياً في أحد كليباته الذي يقوم فيه بقتل زوجته المنفصلة عنه بمساعدة ابنته الرضيعة، في جو قيامي احتفالي صاخب. ويظهر ذلك أيضاً في تحقير أمه التي لا يتورع عن وصفها بأقذع الأوصاف، مثل: " أيتها الكلبة الأنانية ". (3) هنا لا بد من إثارة أسئلة من نوع: ما هو الفراغ الذي تملأه مثل هذه الأغاني عند هؤلاء الشباب؟ أم تراها دلالة على حالة الفراغ والتهميش التي يعيشونها، فهي – من ثمّ – ردة فعل على تلك الحالة؟ هل الإقبال عليها هو إعلان للجهاد ضد العائلة والقيم التي ترتبط أو تتفرع عنها في مجتمع تحتل فيه العائلة مكانةً مرموقةً في تركيبته الهرمية؟ أياً تكن الإجابات، فإن حالة الانتماء إلى الموسيقى عند هذه " الكائنات الموسيقية" تعكس الرغبة في الاستسلام لفقدان الحاضر والخروج من طيات زمانٍ مغلقٍ عطلت حركته محاكم الأخلاق الثورية والمجتمعية. إنها نوع من الإيديولوجيا الجديدة يُعلِنُ عبرها هؤلاء الشباب "الجهاد" على عالم شديد الغرابة، عالم لا عدلٌ فيه ولا حقوقٌ ولا شعرٌ ولا حبٌ ولا موسيقى ولا رقص... 3) خاتمة يعكس هذا التصنيف، الذي لا يدّعي أنه قدم تخطيطاً شاملاً لانتماءات الشباب الجامعي السوري، حالة الاغتراب التي يعيشونها. وهو اغتراب يجد أساسه في ما يلاقيه الشباب من تهميش على صعيد الحياة العامة، وفي الدور الذي تلعبه الأسرة التي غالباً ما تأخذ فيها العلاقة بين الآباء والأبناء شكلاً تملكياً هرمياً يجد مفرداته في لغة الأمر والنهي ( لا الحوار)، وفي التعليم الذي لم ينجح حتى الآن إلا في أن يقدم عالماً جامداً لا حياة فيه، وفي انعدام الأفق الذي يظهر من خلال القلق على المستقبل إذ أصبحت الوظيفة والمسكن والزواج... حلماً عزيزاً ينغص عليهم حياتهم.
هوامش 1) جدير بالتذكير أن هذا المقال تم انجازه في عام 2005 ونشر في مجلة الآداب اللبنانية في العام نفسه، وبالتالي فإن المعلومة الواردة أعلاه حول اعتقال الطلاب الجامعيين يتعين التعامل معها وفق هذا المعطى؛ إذ ما لبثت الجامعات السورية، وخصوصاً عام 2006، أن شهدت موجة جديدة من الاعتقالات والإحالة إلى محكمة أمن الدولة والمضايقات المختلفة للعديد من الطلاب الجامعيين. 2) هذه العبارة ترجع إلى جيري روبين، أحد قادة الهيبيز في الولايات المتحدة. 3) يراجع في هذا الشأن: اوهاغان شون،"إمينم والقيم الأميركية إذ تضطرب"، ترجمة عبد الإله النعيمي، مجلة أبواب، عدد 33، 2003.
#إياد_العبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشباب السوري.. السياسة والانتماء
-
الشباب السوري: بين جهاد الإقصاء وجهاد الحضور
-
الحوار/المظاهرة... وموضة الإساءة إلى السوريين
-
حلفاء الفراغ...
-
المجتمع السوري في وعي نخبه
المزيد.....
-
تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم
...
-
النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت
...
-
-سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال
...
-
برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع
...
-
وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك
...
-
المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب
...
-
شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ
...
-
حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
-
أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة
...
-
خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|