أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... المغرب والجزائر، -اليد الممدودة-...















المزيد.....

شذرات اقتصادية... المغرب والجزائر، -اليد الممدودة-...


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7713 - 2023 / 8 / 24 - 16:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هناك عدة جوانب من "الأزمة" المغربية ـ الجزائرية، تستحق المناقشة والتحليل. ولا يتسع المجال للحديث عن كل هذا. في ظل الظروف الحالية، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك نقاش علمي ورصين من قبل المثقفين/ات والفاعلين/ات خصوصا من الجزائر والمغرب، كضرورة مرحلية وآنية لإنهاء الصراع والخلاف. المرحلة جد صعبة تتطلب منا الحكمة والعقلانية، والتوقف النهائي عن السب والشتم، والكف عن الترهات التي تطلق هنا وهناك؛ علينا الدفاع عن السلم والسلام وعن الشعبين المغربي والجزائري لأن أي اهتزاز سياسي أو أمنى من شأنه أن يسبب أضرار وخيمة لكلا النظامين. إن مصالح المغرب مع مصالح الجزائر، ومصالح الجزائر مع مصالح المغرب.

لست في موقع لإعطاء دروس أخلاقية أو سياسية لأي أحد لأن المصالح الاستراتيجية تفرض الدفاع عن السيادة الوطنية والأمن الداخلي لكل دولة. إن تجارب الاستعمار القديم والجديد تعلمنا أنه بدون إرادة وطنية مستقلة واستقرار سياسي وأمني في المنطقة، وخاصة دول الجوار، لا يمكن تحقيق الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. إن أي علاقة سياسية إقليمية غير مستقرة لها عدة انعكاسات سلبية على الجميع. أصبح الكل يدرك أن الاستعمار القديم خلّف "ورقة ضغط" في كل منطقة وفي كل بلد، ولا يمكن لأي بلد كان تابعا لها الإفلات والانعتاق إلا بتحرير نفسه وخلق شروط سياسية للتحرر. للأسف، ولعوامل مختلفة، فإن ورقة الضغط بالنسبة للمغرب هي "الصحراء الغربية"، حيث لم تمنح الدول الاستعمارية الغاصبة المغرب والجزائر أية فرصة للتوصل إلى التفاهم وإرساء أسس التعاون الاستراتيجي، لأنها أرادت مواصلة استنزاف خيرات وثروات البلدين. على الرغم من مرور عدة سنوات على استقلال البلدين لا زال الملف عالقا لأنه وبكل اختصار لا زالت الدول الاستعمارية القديمة والدول القوية القديمة والصاعدة مصلحة في استمرار مثل هذا الشتات لأن فيه مصدر لقوتها الاقتصادية الداخلية وآلية لاستمرار استقرارها الاجتماعي ولبقاء ديموقراطيتها الليبرالية المتسمة بالهشاشة والاستبداد. طبعا، هذه السياسة تنهجها مع باقي مستعمراتها في افريقيا، لذا فإنها تظل حريصة على استمرار سياسة التفرقة وتعميق الخلافات على الرغم من أنها ظاهريا تبدو دول ديموقراطية ومدافعة عن حقوق الإنسان والسلام!!

لقد اتضح للأطراف القريبين جغرافيا من المغرب والجزائر أن هاذين البلدين يتمتعان بعدة مزايا تاريخية ودينية وثقافية ومؤهلات جغرافية وثروات طبيعية تسمح لهما بلعب دور ريادي مع باقي الدول الافريقية وتحقيق التنمية. ولهذا السبب تريد الدول الغربية والدول الاستعمارية القديمة إدامة الأزمة من أجل حماية مصالحهم الاقتصادية والمالية؛ إن هدفهم هو عرقلة كل المساعي والجهود للحوار وبناء قوة اقتصادية ومالية في شمال افريقيا أو في المغرب الكبير؛ إنها إرادة سياسية للقوى الغربية التي لا زالت تحكم سيطرتها على مختلف السياسات الخارجية للدول النامية والفقيرة. وهي فرصة لمواصلة نهب خيرات وثروات افريقيا. لقد بات جليا أن رفاه الدول الغربية ونجاح ديموقراطياتها هو على حساب معاناة الدول الافريقية (الانقلابات العسكرية، الهجرة، الفقر، الإرهاب، التطرف، الخ).

لقد حاولت عدة دول نامية، ولا زالت، الإفلات من القبضة الحديدية للدول الغربية المهيمنة، لكن دون جدوى لأن قوتها العسكرية والمالية وسيطرتها على المؤسسات والمنظمات العالمية تحيل دون ذلك. هناك عدة صعوبات تعيق هذا الأمر مما لا يضع مجالا للشك أن الدولة الواحدة لا تستطيع القيام به، فمثلا تحاول مجموعة بريكس (BRICS) القيام بهذه "الثورة العالمية" والتخلص من الهيمنة الغربية، على الرغم من أنها تضم الصين والهند ذات استراتيجيات ومصالح متناقضة؛ لقد اتفقت دول البريكس على تحقيق استراتيجية موحدة من أجل التنمية، فلا تنمية ولا سيادة وطنية دون حماية من التدخل الأجنبي ومن إنشاء أقطاب عالمية جديدة، هل ستنجح؟ ربما نعم إذا ما توفرت الشروط، لكن ما يهمني هل ستدفع باقي الدول الإفريقية ثمن نجاح بريكس؟ هل ستبقى إفريقيا القارة التي لا يحالفها الحظ على مر الأزمنة؟

لا يجب الانتظار، كما لا ينبغي على الجزائر والمغرب التنافس أو الصراع لأن من شأن ذلك تقزيم دورهما في المنطقة وتعريض مصالحهما للخطر خصوصا مع الأزمة الأخيرة في النيجر واحتمال نشوب الحرب وزيادة مخاوف الدول الغربية من فقدان سيطرتها في المنطقة. ينبغي على البلدين التعاون وفتح نقاش جدي حول القضايا المشتركة من أجل خلق تكامل وتعاون إقليمي قوي ومثمر للطرفين خصوصا على المستويات الاقتصادية والمالية والعسكرية. لا ينبغي الاتكال على أي تحالف لأن الجميع يدافع عن مصالحه. على الرغم من الخلافات، يمكن اعتبار "اليد الممدودة" ميثاق استراتيجي من أجل تحقيق تنمية داخلية وسيادة وطنية وإرساء جبهة خارجية لمواجهة التطرف والهجرة غير الشرعية. لقد شكلت الحرب الأوكرانية ــ الروسية محطة مهمة في التاريخ الحديث حيث لا زالت تداعياتها تتثقل كاهل العديد من الدول خصوصا المغرب والجزائر وإن بدرجات مختلفة. علاوة على ذلك، فإن التطورات المتسارعة في النيجر والدول المجاورة لها يظهر أن الصراع بين القطبين العالمين امتد بالقرب من الحدود الجزائرية، مما سيكون له انعكاسات وخيمة أولا على الجزائر وبعدها على باقي الجيران بما فيها المغرب، لذا لا بد من فتح الحوار والجلوس على الطاولة لتفادي عواقب عدم الاستقرار على الجميع.

وأخيرا، من الصعب التنبؤ بما سيحدث في القادم من الأيام خصوصا وأننا في ظرفية عالمية جد صعبة سواء على المستوى الإفريقي أو على المستوى الدولي، مما سيخلف آثار وخيمة على استقرار وتنمية بعض الدول الافريقية، لذا من المفروض تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الشركات الدولية لتخطي المرحلة، ولتكون الجزائر والمغرب في مربع الكبار. فالجزائر يمكن أن تكون قوة اقتصادية مهمة وتلعب دور مهم لشمال افريقيا خصوصا كصمام أمان للهجومات التي يمكن ان تشنها التيارات الإرهابية أو القوى الدولية الداعمة لها. ونفس الشيء بالنسبة للمغرب. لذا فالتعاون هو حتمية تاريخية ومصلحة استراتيجية مهمة بين البلدين. كما لا ننسى بان السياسية الفرنسية في افريقيا (على غرار باقي الدول الاستعمارية القديمة) أصبحت جد مفضوحة ومهزومة خصوصا مع صعود قوى أخرى منافسة مما سيؤدي إلى انقسام افريقيا إلى مجموعتين كبيرتين إذا ما لم تكن هناك براغماتية في التعامل مع كل هذه الأحداث، فإفريقيا ستكون خاسرة، هل يمكن للجزائر والمغرب الاتفاق على أن يكونا معا حتى لو اختلف الشركاء والحلفاء؟
https://aichaelalaoui.ma/



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات اقتصادية... التحول السريع الى أنظمة استبدادية…
- شذرات اقتصادية ... أية تداعيات لقرار بنك المغرب
- شذرات اقتصادية… الكرة -الهجينة- …
- شذرات اقتصادية ... التعاون جنوب ـ جنوب وسيادة الدولة
- شذرات اقتصادية… بناء الدولة الاجتماعية في زمن الأزمات...
- شذرات اقتصادية… أزمة الدولة أو الدولة في أزمة…
- شذرات اقتصادية... لا أصدقاء في الاقتصاد (1)
- شذرات اقتصادية... منطق السوق يسيطر على المؤسسات
- شذرات اقتصادية... التعليم وسؤال الجودة
- حكاية من وحي المجتمع... أنا شاب، عالة على أسرتي...
- شذرات اقتصادية... -المتحور- الكوفيد الاقتصادي في المغرب
- شذرات اقتصادية... بعد السكتة القلبية، الناتو يعلن عن -مشروع ...
- أقصوصة من وحي المجتمع... لقاء خاص مع أطفال هُم لَنَا
- كوفيد19، الحرب ما بين المعلومة والمصلحة
- إما أن -نكون او لا نكون-...
- شذرات اقتصادية. التعليم، لا يمكن تطبيق سياسة النعامة...
- أقصوصة من وحي المجتمع... -اشْرِي مِن عِندِي، أنا دائما عِندِ ...
- منطق الصراع والعودة بعد كل أزمة...
- أنا أضع الكمامة....
- أقصوصة من وحي المجتمع... لهذا تم ضربي...!!


المزيد.....




- إحداها عربية.. تصنيف للمدن من حيث كثافة المليارديرات بين سكا ...
- بيتكوين ترتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 98 ألف دولار مد ...
- صعود أسعار النفط مع استمرار التوترات الجيوسياسية
- دبي تنتج أكبر سبيكة ذهبية في التاريخ (فيديو)
- مؤتمر -كوب 29-: أنشطة سوكار للطاقة...بين المصالح الاقتصادية ...
- إسراكارد تحت ضغط التضخم وخسائر القروض المتعثرة تفوق 33%
- إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني ...
- -أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا ...
- أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
- سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... المغرب والجزائر، -اليد الممدودة-...