أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء الدين محمد ابكر - السودانيين معاناة فاقت التوقعات والعالم (خيار وفقوس)















المزيد.....

السودانيين معاناة فاقت التوقعات والعالم (خيار وفقوس)


علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()


الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 10:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بقلم علاء الدين محمد ابكر

يعتبر الشعب السوداني من اتعس شعوب العالم فهو يملك و لا يملك ، يمتلك ثروات تندر ان تجدها في دول العالم مثل الصمغ العربي ( 80% من الانتاج العالمي ينبت في السودان) و الذي يدخل كمادة أولية في صناعة الدواء و المشروبات و صناعة الزجاج و غيرها من اوجه الصناعات ، و يمتلك السودان نوع نادر جدا من الرمل يصنع منه (السيليكون) و الذي يدخل في العديد من المصنوعات الطبية والصحية والتعليمية ولديه صنف اخر من الرمل اشبه بالحديد ( الرمل النوبي) تصنع منه المعدات الدقيقة جدا مثل ادوات الجراحة و القياس
اضافة الى امتلاك السودان لعنصر (اليورانيوم) و معدن (النحاس) بكميات هائلة و معادن (الذهب) و (الحديد) و ( النفط) ومساحات خضراء تناسب جميع المزروعات وغابات شاسعة وامطار غزيرة وانهار دائمة الجريان واخري موسمية في حال اقامة سدود عليها فانها تكفي الي العام الذي يليه ويمكن ان تساعد علي عدم احتكاك الراعاة مع المزارعين وغيرها من النعم و رغم ذلك يعاني الشعب السوداني من الفقر والبطالة والجوع والمرض كل ذلك بسبب الحكام الفاسدين الذين تعاقبوا على ادارة البلاد منذ خروج الاستعمار الذي كان ارحم من هولاء بكثير فعمل الاستعمار البريطاني علي انشاء مشاريع تنموية شاملة لاتزال تمثل عماد الاقتصاد السوداني حتي اليوم منها مشروع الجزيرة الزراعي و مشاريع اخري في الشرق و جبال النوبة و جنوب السودان السابق و النيل الازرق و شمال السودان مع اعادة تخطيط العاصمة الخرطوم بشكل راقي وشبكة ( السكك الحديدية ) وانشاء ميناء جوي (مطار الخرطوم الدولي) وميناء نهري في مدينة كوستي وميناء بحري في مدينة بورتسودان وغيرها من الانجازات التي فشلت فيها الحكومات الوطنية طوال اكثر من الستين عاماً من عمر الاستقلال الوطني و لم يكتفي السياسيين بتدمير الوطن فحسب بل زرعوا فيه الفتن والصراعات فكانت الحروب الاهلية سمة مميزة لكل حكومة سودانية وما ان تلوح بشائر السلام حتي تندلع حرب اشرس من سابقتها ،
والان وصلت الدولة السودانية الي اعلي مراحل التدهور والانهيار وهي تشهد حرب ضروس داخل عاصمتها ( الخرطوم ) وهي اخطر من كافة الحروب السابقة فهذه المرة تدور في قلب مركز اتخاذ القرار والضحية هو المواطن البسيط الذي لايجد اي تعاطف فالحرب لا تعرف الرحمة فانعدم الامان والغذاء والدواء فاذا لم يرحم السودانين بعضهم البعض فمن يرحمهم من بني البشر ؟
فعندما قامت روسيا بارسال قواتها لغزو جارتها اوكرانيا تداعي المجتمع الدولي بالعطف وباحتواء الفارين من الاوكرانيين حيث فتحت لهم دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة ابوابها مشرعة و اصبح الاوكراني محل اهتمام اينما تواجد لم يحظي الأوكرانيين بالاستقبال الممتاز خارج بلادهم فحسب وانما شمل ذلك امداد من تواجد منهم بالداخل فتدفقت عليهم ملايين الاطنان من المساعدات الإنسانية والغذائية والدواء و حتي المشافي المتحركة تم تركيبها كل ذلك تم في سرعة متناهيه الدقة ،
و بالمقابل عندما تندلع حروب في انحاء العالم لا يحظي الهاربين من جحيمها باي قدر من التعاطف نحوهم حيث يجدون كل انواع الصلف والغرور وارجاعهم بالقوة مع وصفهم بالمهاجرين الغير شرعيين ، و لكن يمكن ان نجد عذر لدول الغرب في حال تعاطفهم مع شعب اوكرانيا وذلك يرجع الي عوامل لا نريد الافصاح عنها و لكن بالنسبة للسودان لماذا لم تبادر جامعة الدول العربية علي حث دولها علي فتح حدودها والسماح باستقبال السودانين حتي بدون الحصول علي وثائق سفر او تاشيرات دخول كما فعلنا نحن في السابق مع السوريين خلال حربهم الاهلية فقد كان ومايزال السودان مفتوح بدون تأشيرة لكافة ابناء الدول العربية ولكن هل نحن مرحب بنا في حال تعرضنا الي مواقف مشابهة ، و حتي الجارة جمهورية مصر العربية لم تفعل اتفاقية الحريات الأربعة الا من جانبها حيث يحظي سكانها بحرية الدخول والتحرك في السودان وبالنسبة للسودانيين تظل الاتفاقية مجمدة اذا مالفائدة من اتفاق لا يخدم شعبنا فليذهب الى الجحيم و مصر اغلقت حدودها ولم تفتحها الا لمن يحمل جواز سفر عليه تأشيرة دخول و يكفي الذهاب الي مدينة وادي حلفا السودانية التي تقع بالقرب من الحدود المصرية لتعرف معاناة السودانين الذين كانوا يظنون أن مصر سوف تحتضنهم وتفتح لهم الحدود وتنصب لهم المعسكرات وتقدم لهم المساعدات الإنسانية ولكن ذهبت احلامهم ادراج الرياح ،
السودان ذلك البلد العريق الذي صار غريق و الذي يفوق في القدم والتاريخ والعضوية في الامم المتحده اكثر دولة اوكرانيا التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي في العام 1991م فقد كان حري بالمجتمع الدولي ان يمنح السودان الاهتمام الكافي فالسودان كان ذات يوم يعد من ضمن الدول المانحة حيث كنا نقدم مساعدات غذائية لصالح برنامج الغذاء العالمي و عندما جار علينا الزمان و حلت بنا المصائب لم نجد من يقف معنا و حتي المساعدات الإنسانية الخجولة و التي وصلتنا من دول صديقة لم تجد طريقها إلى من يستحقها من المواطنين العالقين في اماكن الحرب فالكثير منها تم توزيعها على الاسواق ليبيعها لصالح جيوب الفاسدين و بينما ذهبت بقية المواد الاغاثة الانسانية الي مدن ومناطق لاعلاقة لها بالحرب فاجتمع فساد الداخل مع تجاهل الخارج فكان شعب السودان هو الضائع ، ان ما حدث في مدينة الجنينة بغرب دارفور يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي فمنظر المواطنين النازحين وهم يسيرون على الاقدام برفقة اطفال ونساء وكبار السن واصحاب امراض مزمنة يجعل الحجر يذرف الدمع قبل اعين البشر فقد كان بمقدور المجتمع الدولي الاسراع بانشاء معسكرات ايواء بالقرب من مناطق الحرب تحت حماية دولية مع اجلاء النازحين عبر طائرات الهليكوبتر الي اماكن امنة و المناطق الاخري التي تشهد قتال مثل الخرطوم والفاشر ونيالا والأبيض تحتاج إلى امداد عاجل من المواد الغذائية الأساسية والدواء و لو كان ذلك عن طريق اسقاطها عن طريق الجو فالوضع الانساني في تلك المناطق ينذر بكارثة كبري والحرب تدخل شهرها الخامس وقد نفذ ما عند الناس العالقين في الداخل كل المدخرات من مال ومواد غذائية و هم في انتظار رحمة الله لا غيره ،
اذا علي ضمير المجتمع الدولي الاستيقاظ والعمل علي البحث عن صيغة جديدة تضمن وصول المواد الغذائية والأدوية الي جميع المواطنين المتضررين في داخل السودان وعدم تسليمها الي اي جهات حكومية سودانية وان تشرف المنظمات الدولية بنفسها علي ايصالها و علي طرفي الصراع في السودان منح تلك المنظمات الانسانية مسارات امنة حتي تصل بامان ، في السودان من لم يمت بالرصاص مات بالجوع والمرض و نداء انساني الي طرفي الصراع بان لا ضير وقف اطلاق النار لفترة اسبوع حتي تتمكن المنظمات الانسانية من انقاذ ابناء شعبكم من الموت جوعاً او بنقص الدواء ، و تبقي الحقيقة هي ان العالم يتعامل في حال وقوع الكوارث التي تحل علي بني البشر بطريقة الخيار و الفقوس فهناك شعوب تاتي في التصنيف في الدرجة الاولي حيث تحظي بالاهتمام و التقدير ، وشعوب اخري يتم التعامل معها علي اساس التصنيف العرقي والطبقي وتظل العنصرية هي سيدة الموقف وهذا درس لشعوبنا بان لا تدخل نفسها في حروب اهلية فالعالم الاستعماري لن يتدخل لمساعدتكم هو فقط يريد اضعاف جميع الاطراف المتصارعة ومن ثم ينقض على المنتصر فيكم ليسرق ما عندكم من ثروات كما فعل اسلافهم قبل قرن من الزمان

𝗔𝗹𝗮𝗮�@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺



#علاء_الدين_محمد_ابكر (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل العسكري القادم في النيجر يفضح نوايا مصالح القوي الاست ...
- امريكا نصبت فخ باستدراج (فاغنر) ولكن دهاء بوتين كان حاضر
- حرية الشعوب العربية ما بين التمسك بالسلمية وخيار المقصلة
- في مصر الانسانية تنتصر على الاديان السماوية عبر قضية الطفل ش ...
- العدالة في السودان تقطع ايادي اللصوص الصغار وتطلق سراح الحرا ...
- محمود محمد طه سيد شهداء الفكر الحر المعاصر
- هل ستكون مباراة ايران وامريكا القادمة فوق صفيح ساخن؟
- في هذه الحالة سوف يتحرك الاسلامين عسكرياً في السودان
- يمثل حكم محكمة سودانية بحق امرأة (رجما) اختبارا حقيقيا لثورة ...
- هل بات العالم في حاجة إلى مسيح جديد؟
- سوف تنتصر ثورة الشعب الايراني ولو طال الزمن
- في السودان الانتحار رسالة مشفرة تعني ان باطن الارض خير من ال ...
- واظهرت بريطانيا كامل عظمتها في يوم وداع الملكة إليزابيث الثا ...
- هل يستخدم بوتين السلاح النووي في هذه الحالة
- واخير سقط جسر لندن
- بعد مرور مائتي عام علي غزو محمد علي باشا السودان الماضي و ال ...
- *لا لرجوع النظام العام و متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهات ...
- رايلا أودينغا سليل العقلية الافريقية العاشقة للسلطة
- مفهوم القسمة والنصيب والعدالة عند تجار الدين و كونفدرالية قر ...
- ما أرى ربك إلا يسارع في هواك / مابين رفع الدعم وعودة النظام ...


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء الدين محمد ابكر - السودانيين معاناة فاقت التوقعات والعالم (خيار وفقوس)