أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - ابتزاز كهربائي وقالب ثلج وشرك سياسي














المزيد.....

ابتزاز كهربائي وقالب ثلج وشرك سياسي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم السادس من شهر آب الحالي تعطلت محولة الكهرباء في زقاقنا, ومعها توقف الزمن, حيث وقعنا بين أمرين.. الأول هو: مطلب موظفي الكهرباء الابتزازي وهو مبلغ مليون وخمسمائة الف دينار لجلب محولة جديدة بدل المحولة العاطلة, مع أن من صميم عملهم إبدال التالف بمحولة جديدة, والأمر الثاني رفض الأهالي جمع المبلغ, وهكذا مرت الايام ببقاء الحال على ما هو عليه, انقطاع الكهرباء لساعات طويلة جدا مع صيف لا يرحم, فاضطررت ان اكون مهجرا بسبب موظفي الكهرباء الذين ماتت ضمائرهم, اصبحت الايام بلا معنى.
حاولت تقديم شكوى لكن الفساد لا ينفع معه اي شكوى, كتبت ونشرت واتصلت, ولكن كل الجهود تبددت أمام غول الفساد العجيب, وهو متضخم جدا في وزارة الكهرباء, فلا تبديل للمحولة الكهربائية إلا بدفع مبلغ الابتزاز وهذا اخر الكلام, وكانت مقدمة مقالي عن محنتي, عسى ان تصل كلماتي لرجل نزيه وقوي في الدولة, فيوقف مهزلة موظفي وزارة الكهرباء المبتزين الفاسدين.
الان اعيش مع ابي في بيته العتيق, ومعه جبل من ذكريات الطفولة والمراهقة, وكوابيس زمن صدام والحصار.

• صدام وبائع الثلج
كان يقال ان الصمت هو زاد الحكماء وهو امر رائع لكل انسان يبحث عن الرقي التطور المعرفي, لكنه صمت ترقد على حافاته لسعات شهر آب وبعض الحزن مما نكابده في حياتنا العجيبة, ولكن كيف التزم الصمت أمام فوضى الأفكار, وهو ما حصل ليلة امس حيث جاء احد الاقارب لزيارة ابي, وهو عجوز يحمل فكر معكوس وغريب مهجن! عن السياسة وعن الحياة.
فحاولت السكوت امام سيل الترهات التي تنساب من فمه, لكن لم استطع الاستمرار بالسكوت, ألجمته بحجر كبير الدلالة, فبعد ان قال: "كنا بخير في زمن صدام, كان كل شيء متوفر"..! فذكرته بأمر بسيط, وقلت له: "هل نسيت معروف ابن أخيك على الزقاق, حيث كان يبيع الثلج, ولولاه لما شربنا الماء البارد, وهل تذكر لماذا يبيع ابن أخيك الثلج.. اذكرك.. لان الكهرباء غير موجودة في زمن صدام, لذلك يلجأ الناس لشراء الثلج"... فضحك وسكت ورحل.
لكن شعرت انني كان يجب ان ادعه يفرغ عن ما في نفسه فهو عجوز, وكان امرا سيئا ان اناقش واجادل واحاول الانتصار.

• الشرك السياسي
شاهدت نقاشات سياسية بائسة في التلفاز, احد الضيوف يعبد كبير حزبه, بل يجعله في رتبة الملائكة! واحيانا يصل به الى رتبة الاله! فهو شرك من نوع جديد, يمكن أن نطلق عليه بالشرك السياسي والعياذ بالله, حيث يرى المصاب به أن كل ما يصدر عن صاحبه هو الحق المطلق, مع ان الحقيقة المطلقة فقط عند الله عز وجل.
والجنون ان لا يعترف باخطاء زعيم حزبه, بل يرفض ان يعترف باخطاء كل رجالات حزبه, بل يرى كل ما يصدر عنهم هو من صميم الحق, وكما قيل قديما: (كل ما يصدر عن خسرو فهو جميل).
نعم هو جنون وعندها يكون الصمت افضل, حيث لا نفع لاي دلالة او اشارة او محاول لفرض العقل والمنطق, أغلقت التلفاز كي تستريح أذناي من جنون الشرك السياسي.

• اخيرا:
مرت الايام ثقيلة وانا انتظر ان ترجع الكهرباء لبيتي, والى اليوم الظلام يطبق على الزقاق, مع كل الجهود التي حاول الاهالي تحقيقها, الا قضية المال فان أغلبهم فقراء ومحدودي الدخل, فمن أين يأتون بمبلغ الابتزاز البالغ مليون وخمسمائة الف دينار, بالمقابل موظفي وزارة الكهرباء مصرون على موقفهم المخزي! المال مقابل الكهرباء.
بالامس كان يتحكم بحياتنا الأحمق صدام ابن العوجة, واليوم يتحكم بنا زمرة من الفاسدين والجهلة, الذين يجدون الحصانة من الخارجين على القانون, ربما لو عشنا في جزر المالديف او غواتيمالا او جزيرة قبرص لكانت الايام اكثر هدوءا, والحياة اكثر عدلا.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاهلية والحنين لزمن الذل
- منتخبنا الوطني وفوضى الالوان
- الصحافة الساخرة طريق التسقيط الأنجح
- نظام صدام يسعى لحرب ايران -2-
- نظام صدام وافتعال الحرب ضد إيران
- معوقات بناء دولة قوية
- اشكاليات سياسية مزمنة
- الدولة القوية وعوامل الانهيار
- افكار لحل ازمة العنوسة
- مشروع قناة نهرية عراقية – سورية
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
- تاريخ المنتخب العراقي عام 1990
- مطلبنا: مساواة العطاء الحكومي بين جميع الموظفين
- اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
- شبح الرقيب وقلق الكاتب
- اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا
- دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية
- المغزى من حفلات توقيع الكتب


المزيد.....




- إسرائيل توجه إنذارا لسكان جنوب لبنان بعد دخول وقف إطلاق النا ...
- 3 رؤساء فرنسيين لم يوقفوا أحداث نوفمبر الساخنة في باريس
- وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ
- اتفاق وقف إطلاق النار بين -حزب الله- اللبناني وإسرائيل يدخل ...
- مباشر: بدء سريان هدنة لمدة 60 يوما بين إسرائيل ولبنان بعد أش ...
- اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله يدخل حي ...
- بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
- ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
- بيان أمريكي عن قصف -منشأة لتخزين الأسلحة- تابعة لجماعة موالي ...
- مسؤول أمريكي: لم نهدد إسرائيل بوقف تزويدها بالأسلحة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - ابتزاز كهربائي وقالب ثلج وشرك سياسي