أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية















المزيد.....

لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 00:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية

كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ). الباب الأول : القيم الأساس للدولة الاسلامية
الفصل الأول : الاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية
مقدمة
1 ـ جاء فى العهد القديم
جاء فى سفر التثنية فى الأصحاح العشرين من عدد 10 وما بعده:
" حين تأتى من مدينة لكى تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالتسخير ، ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك ، بل عملت معك حربا ، فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء ، والأطفال ، والبهائم ، وكل ما فى المدينة وكل غنيمتها فتغنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب ألهك ، وهكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا ، التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ، وأما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب ألهك نصيبا فلا تبقى منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريما ، الحيثين ، والأموريين ، والكنعانيين والرزيين والحويين واليوسيين كما أمرك الرب ألهك ".
2 ـ وجاء فى أنجيل متى ، فى الأصحاح العاشر عدد 24 :
" لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض ، ما جئت لألقى سلاما ، بل سيفا ، فأنى جئت لأفرق الأنسان ضد أبية والأبنة ضد أمها والكنة عن حماتها وأعداء الأنسان أهل بيته ، من أحب أبا أو أما أكثر منى ، فلا يستحقنى ، ومن أحب أبنا أو أبنة أكثر منى فلا يستحقنى ومن لا يأخذ صليبة ويتبعنى فلا يستحقنى ومن وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " .
3 ـ لو أتيح للمحمديين العبث بالقرآن الكريم وتحريف نصوصه لكتبوا فيه ما يجعل فتوحات الخلفاء الفاسقين دينا. عجزوا عن ذلك فافتروا أحاديث جهادهم الشيطانى .
4 ـ ونعطى تفصيلا :
أولا :
1 ـ على خلاف ما يفهم الجميع فان الجهاد فى الاسلام هو لتأكيد السلام، والسلام هو معنى الاسلام فى التعامل مع الناس فى داخل الدولة الاسلامية ، وفى التعامل مع الدول الأخرى خارجها . ولا بد أن تكون الدولة الاسلامية المُسالمة قوية ، لأنها لو كانت ضعيفة فإن ضعفها سيشجع من لديه رغبة توسعية وعتدية فى الاعتداء عليها .
2 ـ الدين السُنّى بالذات هو دين السيطرة والعُنف والهيمنة ، فهو نتاج حكم الخلفاء الفاسقين المستبدين أصحاب الفتوحات والامبراطوريات ، وفى هذا الدين تم ربط الجهاد الاسلامى بالاعتداء والفتوحات . وصنعوا أحاديث شيطانية ، وزعموا اكذوبة النسخ تتلاعب بآيات الله جل وعلا القرآنية لكى يتم لهم ادخال تشريعاتهم المناقضة للاسلام داخل الاسلام فى موضوع الجهاد وغيره.
3 ـ إلا إن أبرز ما فعلوه هنا هو ذلك الحديث الذى زعموا فيه أن النبى محمدا عليه السلام قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله)
هذا الحديث يناقض القرآن فى أكثر من ألف آية قرآنية تؤكد أنه لا اكراه فى الدين وأن الحرية مطلقة فى الايمان والكفر. بل إنه يناقض حقائق التاريخ وحقائق الواقع حيث لم يتم تطبيق هذا الحديث الكاذب طوال تاريخ المسلمين وإلا كانوا قد أكرهوا جميع غير المسلمين على دخول الاسلام ، وهذا لم يحدث بدليل وجود أقليات من أهل الكتاب حتى الان ووجود تشريعات فى الأديان الأرضية نفسها عن ( أهل الذمة ) .
4 ـ ومع كل الأدلة القرآنية والتاريخية والواقعية التى تقطع بكذب هذا الحديث إلا أنه لا يزال دستور الارهاب فى عصرنا لدى متطرفى الدين السنى . فهو لا يزال موجودا فى البخارى وبقية كتب السنة ، ولا يزالون يرددونه فى المساجد والتعليم الدينى.. ولا يزال يستشهد به أسامة بن لادن وغيره ، لأنه دستورهم فى تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين : معسكرهم الذى يجعلونه معسكر الاسلام والايمان ، ومعسكر الكفر الذى يجعلونه دار الحرب. ومع أن الاشارة الى تشريع الجهاد فى الاسلام قد تكررت من قبل فى سياق الفصول السابقة فاننا لمجرد التذكير نكر بعض ما سبق ونأتى بتفصيلات أخرى تؤكد على تناقض الجهاد الاسلامى الذى يستهدف حقن الدماء مع الارهاب الذى يقتل المدنيين طبقا لتشريعات العصور الوسطى والتى ينفذها حاليا الارهابيون الوهابيون.
تشريعات الجهاد و القتال في الاسلام : لتدعيم السلام والحرية
1 ـ سبق التاكيد على ان الاسلام فى التعامل مع الناس هو السلام ، وأن الايمان فى التعامل مع الناس هو الأمن والأمان. وأن كل انسان مسالم ويأمنه الناس فهو مؤمن مسلم بغض النظر عن دينه. وأن كل إنسان ظالم قاتل فهو كافر مشرك بسلوكه. وفي الاطار السابق نفهم تشريعات الجهاد في الاسلام .
2 ـ والجهاد في مصطلح القرآن الكريم يعني بمفهوم عصرنا ( النضال ) وبذل الجهد والطاقة ، ولكن ليس طلبا للدنيا ، بل ابتغاء مرضاة الله جل وعلا بالنفس والمال .
2 / 1 : وقد يكون ذلك بالدعوة السلمية بمجرد قراءة القرآن كقوله سبحانه وتعالي ( فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52) الفرقان ) .
2 / 2 : وقد يكون الجهاد دفاعا حربيا ضد عدو مهاجم ، بدأ بالعدوان .
3 : هنا تتوالي تشريعات القرآن الكريم لتضع احكامه وقواعده واهدافه .
3 / 1 : وعموما فالاحكام في التشريعات القرآنية هي (أوامر ) تدور في اطار ( قواعد تشريعية) ،وهذه القواعد التشريعية لها ( مقاصد) أو اهداف ،أو غايات عامة ،. فالامر بالقتال له قاعدة تشريعية وهوان يكون للدفاع فقط ، ورد الاعتداء بمثله او بتعبير القرآن (في سبيل الله )،ثم يكون الهدف النهائي للقتال هو تقرير الحرية الدينية ومنع الاضطهاد في الدين ،كي يختار كل انسان ما يشاء من عقيدة وهو يعيش في سلام وامان حتي يكون مسئولا عن اختياره امام الله تعالي يوم القيامة .
4 ـ ونضرب بعض الامثلة :
4 / 1 : يقول سبحانه وتعالي ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة )، فالامر هنا (قاتلوا) ، والقاعدة التشريعية هي ( فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) .
4 / 2 : وتتكرر القاعدة التشريعية في قوله تعالي ( فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) ( البقرة ). أى إن ردّ الاعتداء يكون بالمثل ، وهذا ما ينبغى على المتقين .
4 / 3 : اما المقصد او الغاية التشريعية فهي في قوله سبحانه وتعالي : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) أي ان منع الفتنة هي الهدف الاساس من التشريع بالقتال . والفتنة في المصطلح القرآني هي الاكراه في الدين والاضطهاد في الدين فيما يخص التعامل بين الناس حين يضطهد القوى الباغى الضعيف فى دينه ليرغمه على تغييره، أى يفتنه فى الدين ، وهذا ماكان يفعله المشركون في مكة ضد المسلمين يقول سبحانه وتعالي : ( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة ) إعتادوا الغارة على المؤمنين فى المدينة ليفتنوهم ويردوهم عن دينهم . والله جل وعلا وصف الفتنة بأنها أكبر من القتل . ووصفها أيضا بأنها ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ )(191) البقرة ).
4 / 4 : ويلاحظ فى نفس التشريع أن إستمرارية القتال الدفاعى مرهونة باستمرارية الهجوم الحربى ، فإن توقف المعتدون توقف الدفاع ، قال جل وعلا :
4 / 4 / 1 : ( فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) البقرة ).
4 / 4 / 2 : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) .
5 ـ وبتقرير الحرية الدينية ومنع الفتنة او الاضطهاد الديني يكون البشر قد تحملوا مسئوليتهم عن حريتهم الدينية أمام مالك يوم الدين سبحانه وتعالي ، فلا يعتذر أحدهم بأنه وقع عليه إكراه فى الدين . وهذا ما ينبغى أن يكون ، لذا كان للقتال الدفاعى فى الاسلام مقصد أو غاية هى تقرير الحرية الدينية ومنع الاضطهاد والإكراه فى الدين ، لأن الله جل وعلا هو مالك الدين ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ) وهو جل وعلا مالك يوم الدين ، وهو الذى سيحكم بين البشر جميعا فى الدين يوم الدين ، وهو جل وعلا القائل : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ). الذى يصادر الحرية الدينية ويقيم للناس محاكم تفتيش وقوانين لازدراء الدين إنّما يجعل يوما للدين فى الدنيا قبل يوم الدين ، ويغتصب سُلطة الله جل وعلا ، أى يزعم ـ صراحة أو ضمنا ــ الالوهية ، وذلك معني قوله سبحانه وتعالي ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) (193) البقرة ) ، وتكرر هذا فى سورة ( الأنفال ) : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) . ويلاحط أيضا أن الآية تنتهى بنفس التنبيه : ( فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الانفال ) أى ينتهى الدفاع بانتهاء الهجوم .
6 ـ تشريعات القتال في الاسلام تتفق مع مفهوم الاسلام والايمان والمسلم المؤمن ،او بمعني اخر هي تشريعات تؤكد علي السلام وتحميه من دعاة العدوان ،وتؤكد علي حرية العقيدة وتفويض الامر فيها له سبحانه وتعالي يوم القيامة وتحميها من دعاة التعصب والتطرف واكراه الاخرين في عقائدهم واختياراتهم.
7 ـ تشريعات القرآن جاءت بتأكيدات اخرى فى الصلة بين القتال فى الاسلام وبين الاسلام السلوكى ( السلام والأمن والأمان ) . ونعطي لذلك أمثلة من القرآن الكريم :
7 / 1 : في سورة النساء وهي تتحدث عن حرمة قتل انسان مسالم مؤمن مأمون الجانب ،يقول جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92)النساء ) أي لايمكن ان يقتل مؤمن مسالم مؤمنا مسالما الا علي سبيل الخطأ، او بمعني اخر لا يمكن ان يتعمد المؤمن المسالم قتل المؤمن المسالم الاخر، ثم تتحدث الاية عن الدية المفروضة واحكامها . وفى الآية التالية يقول جل وعلا : عن عقوبة قتل المؤمن المسالم : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء ) فالذي يقتل مؤمنا مسالما جزاؤه الخلود في جهنم مع العذاب العظيم ولعنة الله وغضبه ،وهي عقوبات فريدة قلما تجتمع فوق رأس احد من الناس يوم القيامة . ثم يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94) النساء )، وهنا يأتى الحديث عن ذلك المؤمن المسالم الذي تحرص تشريعات القرآن علي حقه في الحياة أنه في ساعة المعركة بين جيش كافر مهاجم معتدى وجيش مسلم مدافع ـ يجب حقن دم جندى بمجرد نطقه بالسلام ، دليلا على إسلامه السلوكى . أى يعطى رب العزة جل وعلا مسوغا للنجاة لكل مقاتل في الجهة المعادية فيكفي ان يقول (السلام عليكم ) ، فاذا القاها حقن دمه ، لإاى إنسان يقول (السلام) فهو مسلم له حق الحياة ، حتي في ساعة الحرب ، واذاتعرض للقتل فان قاتله يستحق الخلود في النار والعذاب العظيم ولعنة الله وغضبه .
7 / 2 : فى سورة التوبة ، والتى بدأت بالبراءة من الكافرين ناقضى العهد . ومع ذلك فقد وضعت تشريعا للمحارب فى جيش العدو المعتدى وهو يقاتل المسلمين ثم بدا له أن يراجع نفسه فما عليه الا ان يعلن الاستجارة ،وحينئذ تؤمن حياته او يُعطي الامان، ويسمعونه القرآن حتي يكون سماعه للقرآن حجة عليه يوم القيامة ،ثم علي المسلمين ايصاله الي بيته في امن وسلام، قال جل وعلا : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6).
7 / 3 ـ أما إذا وقع فى الأسر فى ميدان المعركة فالاسلام يحفظ حياته ويطلق سراحه بالافتداء أو بالعفو عنه . قال جل وعلا : ( فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) (4) محمد ) وإذا تم العفو عنه تحول الى ضيف أو ابن سبيل له على المسلمين حق الرعاية وحقوق مالية وعينيية فى الصدقة وغيرها الى أن يصل الى وطنه.
دولة إسلامية قوية
الدولة الاسلامية لا بد أن يرتبط التمسك بالسلام لديها بالاعداد العسكرى حتى لا يطمع العدو المعتدى فى الهجوم عليها. وبذك الاستعداد العسكرى يفكر المعتدى أكثر من مرة قبل أن يبادر بالهجوم. إذن فضعف الدولة الاسلامية المسالمة هو الذى يشجع هلى الاعتداء بينما قوتها هى التى تردع الدولة ذات الطبيعة العدوانية من الاعتداء. ولذلك فان الاستعداد العسكرى فى الدولة الاسلامية ـ المسالمة بطبعها والتى لا تبدأ حربا ولا تعتدى على الآخرين ـ هو الذى يرسّخ السلم وهو الذى يحقن دماء المعتدين والمسالمين على السواء, وفى نفس الوقت فإذا جنح المعتدى للسلم فلا بد من الاستجابة له حتى لو كان مخادعا. لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يتكفل بحماية طالب السلم والساعى له. قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنفال ).
أخيرا :
1 ـ هذا هو الجهاد فى الاسلام .
2 ـ أما الخلفاء الفاسقون وصحابة الفتوحات فقد اعتدوا على من لم يعتد عليهم وسلبوا الأموال وقتلوا الأسرى وسبوا الأطفال والنساء وفق ما كان سائدا فى عصرهم . أى اتبعوا شريعة العصور الوسطى و تجاهلوا شريعة الاسلام ، ثم بعدها صاغ اللاحقون من شريعة العصور الوسطى وعقائدها أديانا أرضية ونسبوها للاسلام. وجاءت الوهابية فى عصرنا الراهن تبعث من جديد أشرس الأديان ألأرضية للمسلمين وهو الدين السنى الحنبلى.
3 ـ أعادوا العمل بما جاء فى العهد القديم والعهد الجديد المُشار اليه فى البداية .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترادف أساس فى بيان القرآن الكريم
- عن ( المحلل / شبكة الخطوبة / التشابه والاحتلاف بين المحمديين ...
- آه .. يا مصرُ ..!!
- عن ( الوفاء بالعقود / قوم عاد / ألقاب المستبد )
- كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) : الفهرس والمقدمة
- عن ( أتبع سببا / القلب السليم / بشار الملعون / كذب المحمديين ...
- مصادر والفهرس لكتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السن ...
- عن ( سورة الأنبياء / مسيحيون مسلمون )
- خاتمة كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى ...
- عن ( النبى وأزواجه وعصمة أصحابه )
- مقالات ذات صلة : عن حق ولد الزنا فى الانتساب لأبيه
- عن ( يعمهون / المشيئة الالهية فى الحرية الدينية )
- الاسلام صالح لكل زمان ومكان .. لماذا ؟
- عن ( مشاكل شخصية / منتهى / الغسل والوضوء )
- لمجرد التذكير : الحج أشهر معلومات
- مقالات ذات صلة : مدة الحمل : هل هي سنوات أم شهور ؟
- عن ( حريق القاهرة / حق الزوجة فى الفراش / ولا تركنوا / الحج ...
- مقالات ذات صلة : فى الاسلام : التبنى حرام .!!
- عن ( إختلاف الثقافات / الضلال والهداية / السلام والتسليم / ر ...
- مقالات ذات صلة : الزنا مُباح فى الدين السُنّى : أليس هذا برا ...


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 على ا ...
- الحلو صار يحبي .. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد عل ...
- خلى طفلك يستمتع باجمل الاغانى والاناشيد.. التردد الجديد لقنا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن استهداف مستوطنة مرغليوت بصل ...
- غضب فرنسي من إسرائيل واستدعاء لسفيرها بعد اعتقال دركيين في إ ...
- فتوى دينية من غزة تدين هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أك ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام في باريس تقرع مجددا لأول مرة منذ حري ...
- البرلمان الألماني يصادق على قرار لحماية الحياة اليهودية
- لأول مرة منذ حريق 2019.. شاهد أجراس كاتدرائية نوتردام تقرع م ...
- بعد خمس سنوات على الحريق... أجراس كاتدرائية نوتردام تقرع من ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية