أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية















المزيد.....

خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 513 - 2003 / 6 / 9 - 15:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أصدرت حركة حماس بيانا أعلنت فيه وقف الحوار مع حكومة أبو مازن،جاء القرار ردا على التنازلات والالتزامات الخطيرة،التي تلاها محمود عباس في بيانه الشهير والخطير،الذي صدر بعد قمة العقبة.حيث  جاءت كلمات أبو مازن قوية،مؤلمة،وصاعقة ،ففجرت موجة من الغضب والاحتجاج في الشارع الفلسطيني،لأنها تجاوزت الحد الأدنى، من الحدود الدنيا للثوابت الفلسطينية. فكلمات أبو مازن التي هي التزامات تعهد بها أمام دولة عظمى كأمريكا،وقوة محتلة واستعلائية كإسرائيل، لن تمر مرور الكرام.وعلى محمود عباس وحكومته تحمل مسئوليتها.أما المؤسف في كلام أبو مازن أنه لم يعر أي اهتمام لمعاناة شعبه. كما أنه أدار ظهره لآلام الفلسطينيين،ولم يكلف خاطره بالحديث عن الاحتلال،وكأن القمة تجمع بينه وبين شركاؤه في السلام فقط.مع أن هؤلاء هم ألد أعداء فلسطين.أليس شارون هو رمز للإرهاب اليومي الذي تتعرض له فلسطين؟ نعم هو كذلك،والجميع يعرف ذلك بما فيهم أبو مازن نفسه.أليس بوش عنصريا وعنجهيا ومتخلفا سياسيا؟ نعم هو كذلك،ولو كان عكس ذلك،لما قال كلامه الطائفي والعنصري،حول يهودية دولة إسرائيل،وهو يعلم أن فيها عرب وآخرين غير اليهود. ورغم هذا وقف رئيس الحكومة الفلسطينية ليتحفنا بكلماته الرنانة،وشعاراته البراقة. فكان ملكيا أكثر من الملك،وأمريكيا أكثر من بوش،ولا نريد أن نقول معاديا للانتفاضة مثله مثل شارون أو أكثر قليلا..

أن الذين تابعوا خطاب محمود عباس،وسمعوا كلماته المهينة بحق الشعب الفلسطيني وشهداءه ومقاومته ونضاله الوطني.لا بد أنهم لعنوا الساعة التي سافر فيها هذا الأخير إلى العقبة،لأنه أصبح منذ الآن عقبة في وجه الوحدة الوطنية،وفي وجه المقاومة والانتفاضة،وأصبح ظهرا يستطيع شارون الاستناد إليه في عملية ذبح الانتفاضة.

لقد أتحفنا أبو مازن بسيل من الجمل التي لا يعترف بها شعب فلسطين،فهو كان يتحدث باسم الفلسطينيين،لكن الحقيقة تقول أن الشعب الفلسطيني لا يعترف بأبي مازن كممثل له، بعد تلك المهزلة السوداء، التي رأيناها في قمة العقبة. فالذي يريد تمثيل شعب فلسطين عليه امتلاك الروح الفلسطينية المقاومة والعنفوان الفلسطيني المثابر،المتمسك بالحقوق الشرعية الفلسطينية.وعليه التحدث عن معاناة وحقوق ومطالب الشعب،لا ألاهتمام بأمر المحتلين وأمنهم وسلامتهم (حتى في سيريلنكا). وعليه التوقف عند حدوده وحدود المصلحة الوطنية الفلسطينية. أما أبو مازن فقد تجاوز تلك المصلحة، وألحق بها الضرر، عبر خطابه السيئ في العقبة.وهذا بحد ذاته جعل حركة حماس توقف الحوار معه،وهذا موقف منطقي وسليم،لأن أبا مازن كان يتكلم في خطاب العقبة وهو في كامل وعيه،ولم يعر اهتمامه للشعب والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية.بل أكثر من ذلك تجاوز الثوابت الوطنية،وتعدى خارطة الطريق بكل سيئاتها المعروفة. فقد ساهم هو نفسه في تشريع الاحتلال وتحريم المقاومة،حين قال بأنه وسلطته سوف يلتزموا ببنود خارطة الطريق وتطبيقها. يعني تبدأ تلك الخارطة بضرب المقاومة الفلسطينية وسحب سلاحها واعتقال أفرادها ووقف نشاطها،مقابل لا شيء،بالضبط لا شيء.. في خطابه الشهير،تجاهل محمود عباس أهم الحقوق الفلسطينية الرئيسية،وهي حق العودة للاجئين الفلسطينيين،حقهم في العودة إلى وطنهم وديارهم،وهذا يعني موافقته على توطينهم في الخارج أو إعادة تهجيرهم في العالمين العربي والغربي.أما القدس فلم يذكرها ولو عن طريق الخطأ في بيانه المذكور، رغم أنها قضية أساسية. وألزم أبو مازن نفسه وسلطته بأشياء لا يمكن تطبيقها دون الاحتكام إلى لغة الأعداء في عملية تطبيقها.فمحاربة "الإرهاب" أي المقاومة،يتطلب عملا أمريكيا ،إسرائيليا ،عربيا وسلطويا مشتركا.يتم عبره توجيه ضربة قاسية وقاصمة للمقاومة الفلسطينية،وتتكفل أمريكا بالضغط على الجهات التي توفر الدعم للمقاومة من أجل وقف دعمها المادي وحتى المعنوي.وقد طالب محمود عباس علنا أمريكا وإسرائيل وكل المعنيين بالتحالف ضد "الإرهاب" أي ضد المقاومة باللغة الأمريكية المعهودة.العمل معا من أجل القضاء على "الإرهاب" أي من ضمنه، على المقاومة في فلسطين.

  هذا الطرح الخطير والضار لا يمكن له أن يكون طرحا وطنيا،ولا يمكن الموافقة عليه والقبول به فلسطينيا.وقد أحسن الأخ عبد العزيز الرنتيسي فعلا عندما قال أن أبو مازن لا يمثل الشعب الفلسطيني على الاطلاق في هذه القمة.لان الرجل كان يتحدث بلسان أمريكي إسرائيلي فصيح. أما كلامه الذي ينذر بويلات قادمة،سوف يرتد عليه وعلى حكومته التي جاءت بقرار خارجي وليس بموافقة شعبية ووطنية فلسطينية.رغم أنها نالت ثقة أغلبية أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني. لكن هذا المجلس لا يمثل أيضا كل الشعب الفلسطيني،لأن للشعب ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية،بالإضافة للفصائل الوطنية و الإسلامية مثل حماس والجهاد وغيرهما،من التنظيمات الموجودة خارج إطار المنظمة. ورغم هذا تبقى المشكلة كبيرة،فالشعب الفلسطيني موجود على مفترق طرق خطير،وتنقصه المرجعية السياسية، والأخرى القانونية،خاصة أن عرفات محاصر ومعزول ومكبل. وأن منظمة التحرير الفلسطينية ما عادت موجودة سوى وجودا اسميا فقط. فقد تم تغييبها وركوبها من كل صوب وحدب خلال العشر سنوات الأخيرة.فكانت تستعمل مع مؤسساتها الشرعية المعطلة لتمرير اتفاقيات مشبوهة ومرفوضة. ما عدا ذلك كان ولازال معطلا. لذا من الضروري الآن العمل على إصلاح المنظمة وترميمها وتفعيلها،وإعادة هيكلتها والبدء بحملة وطنية شاملة لمدها بالدعم والإسناد. ثم الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل يعيد بناء المنظمة من جديد،لتستوعب كل الأشياء التي استجدت في الساحة الفلسطينية. ثم لتنطلق من جديد بمؤسسات وقيادة فاعلة،تنتهج العمل الجماعي والديمقراطي سبيلا ووسيلة،لتحقيق الهدف الفلسطيني الأسمى. في الختام نقول،لا يمكن القبول بأبي مازن وغيره من الذين يهيمنون على المنظمة بلا وجه حق،ويتحدثون باسم شعبنا وكأنه خراف في قطيع يقودونه. لقد انتهى زمن التصرف بحقوق شعب فلسطين عبر مؤسسات غير ديمقراطية وغير منتخبة. هذا الزمن هو زمن الشعب الفلسطيني بكل فئاته الوطنية، بمقاومته العظيمة وتضحياته المميزة،أنه زمن الانتفاضة والتحدي والكفاح والجهاد، زمن الجمعيات والمؤسسات والمنظمات التي تشكلت لحماية حقوق شعب فلسطين،وحقوق اللاجئين في المقام الأول،وليس زمن التوسل والتسول عند أمريكا وإسرائيل.وقافلة المقاومة تسير بثبات،أما قافلة المهزومين،فإلى زوال كما الاستيطان والاحتلال.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية