أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مظفر عبدالله - ماقاله تاج الدين ليس مخالفا للاسلام...! - على هامش ازمة مفتي الاسلام في استراليا















المزيد.....

ماقاله تاج الدين ليس مخالفا للاسلام...! - على هامش ازمة مفتي الاسلام في استراليا


مظفر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال مفتي استراليا و نيوزيلندة تاج الدين الهلالي ؛ ان مسؤولية اغتصاب النساء تقع بالدرجة الاولىعلى عاتق النساء المغتصبات. هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث المفتي ويخلق ازمة بهذا الاسلوب اللاانساني، بل صرح لاكثر من مرة بمثل هذه التصريحات المتخلفة التي يهين بها المرأة ولكن يبدو انه وقع هذه المرة في مازق لا يحسد عليه و ليس بامكانه انقاذ نفسه بسهولة .
وردا على هذه التصريحات تحدث العديد من مسؤولي الحكومة الاسترالية بدءا برئيس الوزراء حتى وزير الصحة والخزانة ومستشارة رئيس الوزراء للشؤون الاسلامية ورئيس اللجنة العليا للتمييز اضافة الى الكثير من الكتاب والمثقفين والصحافيين و احزاب ومنظمات مختلفة بل ان العديد الجمعيات والمنظمات والشخصيات الاسلامية استنكرتها ، كل هذه الردورد و الاحتجاجات انعكست في الوسائل الاعلامية ا
من الجدير بالذكر ان نفس هذا المفتي كان قد هاجمني في خطبة يوم الجمعة نهاية شهر رمضان 2000 اثر نشري لمقال عن موقع ومكانة حقوق الانسان وخاصة النساء و ما يمثله شهر رمضان من هجمة للاسلاميين والانظمة الاسلامية على تلك الحقوق، حيث قال حينها في خطبته التي نشرت في جريدة البيرق بان؛ مظفر ابن عبدالله يريد الشهرة فقط من كتابة هذه المقالةو طبعا لم ينس بان يطرز اقواله تلك بمجموعة من الكلمات و العبارات النابية.
الا انني الان لن اقول للمفتي بان يريد الشهرة من وراء اقواله تلك .. لانه اشهر من نار على علم ، بل اقول انه برهن على ما قلته حينذاك عن تصاعد و تشديد استبداد الاسلاميين والانظمة الاسلامية في شهر رمضان عبر القرون ولحد الان..
ان نقدي واحتجاجي هنا ليس على ما قاله المفتي حول المراة والحريات الشخصية فقط لان من الواضح بانه لا وجود لاي من حقوق الانسان وخاصة حقوق المراة في الاسلام ولكن ما اريد توجيه الانظار اليه هو ضرورة الاحتجاج ضد الذين خلقوا ظروفا مناسبة للاسلام والاسلاميين في عالم اليوم ككل وخاصة في البلدان الغربية بحيث صار من السهل على المفتي و امثاله ان يتفوهوا بمثل التصريحات وهذه الاقوال الرجعية الشائنة .
اولا: ان ما قاله المفتي ليس جديدا ولا مخالفا للدين الاسلامي بوصفه منظومة فكرية و سياسية واجتماعية وان اكثرية الانظمة الحاكمة في البلدان "الاسلامية" وخاصة ايران والسعودية والسودان والعراق وافغانستان و....الخ تطبق الشريعة الاسلامية والقوانين المنبثقة عنها وما يدعو اليه المفتي هوتطبيق تلك القوانين و الانظمة في استراليا. ان من يومن بانه يوجد في الاسلام ذرة من حقوق الانسان وخاصة حقوق المراة التي وردت في المواثيق الدولية المعاصرة ليس الا مخدوعا او مخادعا يحاول اقناع الناس بهذه الدعاوى .ان الاسلام بوصفه رؤية وتلقيد اجتماعي يتناقض مع حياة الانسان على كل الصعد الفلسفية والسياسية والاجتماعية .ان التاريخ الواقعي و ليس التاريخ الرسمي او تاريخ السلاطين يشهد بان كل الانظمة والسلطات والحكام الاسلاميين بدءا بمحمد يعادون المطاليب والحقوق الانسانية .وان ايمان و قناعة الناس بصورة عامة بهذا المنظومة الفكرية والاجتماعية لم تنتشر و تترسخ بسبب عقلانيتها وصحتها بل كان نتيجة صراع وتصادم دموي و عن طريق العنف او التهديد. ان ما يدعو المفتي الى تطبيقه في استراليا، يمارس اليوم في العديد من البلدان الاسلامية و يطبق بقوة القانون و الاجهزة القمعية و هي نفس ما تعمل القاعدة على تطبيقه بقوة المتفجرات و المفخخات البشرية.
ثانيا: ان النقد والاحتجاج اللذان يطرحان من قبل مسؤولي الحكومة الاسترالية و بعض الحكومات الغربية تشبه تلك الانتقادات والاحتجاجات التي يطرحها بعض الملالي والشخصيات الاسلامية الاخرى بوجه اقوال المفتي.ان نقد هؤلاء المسؤولين للدين عموما وللاسلام خصوصا هي اقل بكثير من الانتقادات التي طرحها رواد عصر النهضة من الفلاسفة والعلماء في اوروبا كفولتير وسبينوزا و فيورباخ وداروين ، هذا اذا تغافلنا عن نقد كارل ماركس الذي شبه الدين بافيون الشعوب واصبح يومها و ما يزال كابوسا يجثم على صدركل الاديان والحركات الدينية .
ثالثا: ان ما يقوله مسؤولي الحكومة الاسترالية وعلى راسهم رئيس الوزراء جون هاورد لا يتجاوز العتب على المفتي و لكن ما يفعلونه في الواقع هو مساعدته وامثاله من كل النواحي وهم ينظرون الى اقوال المفتي وكل ممارسات الاسلاميين وحتى ارهابهم بانها مسائل شخصية بحتة بعيدة عن رؤى و ممارسات الاسلام و لذلك يصنفون الشخصيات والتيارات الاسلامية الى تيارات اصولية ومعتدلة والى حضارية وغير حضارية ومن هذه الزاوية يمدون يد العون الى بعض التيارات حتى من اجل وصولهم الى السلطة كما نشاهد اليوم في العراق ودول كثيرة . وان دعم امريكا وحلفائها ليس اليوم فقط بل خلال اكثر من نصف قرن لهؤلاء الجماعات الارهابية حقيقة واضحة.اضافة الى ذلك فان السياسات التي تنتهج من قبل الانظمة الغربية ومنها استراليا كسياسة التعددية الثقافية او النسبية الثقافية حيث تدفع تلك الحكومات ملايين الدولارات الى المنظمات والجمعيات الخيرية الاسلامية وحتى الى فتح المدارس والكليات الاسلاميةوفرض تقاليد بالية على الجاليات في هذه البلدان الغربية.لا يمكن لاية ثقافة دينية ومذهبية وطائفية وقومية ...والخ ان تكون ثقافة انسانية لانها لا تتماشي مع طبيعة الانسان التي تتجاوز كل تلك الاطر و المحددات.
رابعا: قال المفتي وبعد كل هذه الاحتجاجات بانه يعتذر من كل امراة احست بجرح مشاعرها واضاف بان الوسائل الاعلامية وبعض الشخصيات الرسمية والاجتماعية فسروا تصريحاتي ليس ضمن سياق الخطبة ويريدون خلق ازمة من هذه التصريحات لاغراض شخصية ولكن بعض المسؤولين الحكوميين ومسؤول لجنة التمييز العنصري يرون بان هذا الاعتذار لا يكفي ويحاولون اتخاذ اجراءا قانونية وخاصة طرده من لجنة الفتاوى وبعضهم يطرحون تسفيره من استراليا علما بان المفتي لديه الجنسية الاسترالية .انني ارى بان اعتذار المفتي وطرده من موقعه ليس حلا كافيا لتصريحاته الاخيرة لسبب بسيط هو ان الهلالي قد كرر مثل هذه الاقوال لاكثر من مرة . صحيح ان الاجراءات القانونية والادارية ضرورية ولكن الحل الواقعي والجذري هو الضغط على الحكومة الاسترالية لوقف دعمها لهذه المنظمات والجمعيات والشخصيات الدينية ككل وخاصة الاسلاميين ومنع دعمها للمدارس الدينية وخاصة منع التعليم الديني تحت سن البلوغ منعا باتا ، مطالبة الدولة بالتوقف عن دعم الدين تحت اية مسمىومنع فرض الدين والشعائر والممارسات الدينية على الاطفال لان ليس للطفل دينا. ان لابعاد الطفل عن الدين و التعاليم والخرافات الدينية اهمية كبيرة وانسانية.
اضافة الى كل هذا يجب ضمان حرية النقد الديني وعدم منع نقد الدين تحت ذريعة عدم المساس بمقدسات الناس .لان حرية التعبير والراي لدى الانسان اقدس شيء واسمى من كل المقدسات الاخرى.كما يقول منصور حكمت :من حقك نقد وفضح مقدساتي ومن حقي نقد وفضح مقدساتك .
ولكن ايجاد هذه الاجواء وهذا النوع من الحرية غير المشروطة و غير المقيدة مهمة من؟؟ انها مهمة كل التقدميين والاحرار والعلمانيين و الشيوعيين والماركسيين .
نهاية اكتوبر 2006 -سدني



#مظفر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أضراب عمال طاسلوجة الى أضراب السليمانية
- الأكراد وكارثة حلبجة: قضية وحلول


المزيد.....




- إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م ...
- تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا ...
- في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو ...
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مظفر عبدالله - ماقاله تاج الدين ليس مخالفا للاسلام...! - على هامش ازمة مفتي الاسلام في استراليا