أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحية مقبولة















المزيد.....

بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحية مقبولة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 513 - 2003 / 6 / 9 - 15:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

على ما يبدو سيكون مستقبل العراق مرهوناً لفترات طويلة لتغييرات وتبدلات لا تستقر على أمر إذا بقى الحال على ماهو في الوقت الحاضر، مرهوناً لإشارة حاكم العراق بول بريمر ومن ورائه الإدراة الحاكمة في واشنطن..

قبل الإحتلال سعت التصريحات والخطب والوعود الأمريكية وحتى الإنكليزية إلى ايهام الناس بخطر وجود أسلحة الدمار الشامل، وانتقلت بعد ذلك الى نقطة أخرى "تحرير العراق " من أجل خلاص الشعب العراقي من الدكتاتورية والإرهاب وتسليم البلاد الى العراقيين الذين سيحكمون أنفسهم لأن هذه القوات ليست بقوات احتلال ولا تريد البقاء إلا وقت قصير جداً، ولقد طبل لهذه التصريحات والوعود اولئك الذين تمت تربيتهم في واشنطن أو الذين يسيرون في ركاب المخططات الأمريكية.

لقد رافقت تلك الوعود والتعهدات مقترحات عديدة لا يتسع الوقت لذكرها، كانت لمجرد أن تطرح فكرة حتى تطلق أخرى تتسابق معها في الميدان لإنعاش الآمال والطموحات بفائدة التحرير المرتقب!! وفوائده الجمة، بهدف اقناع العراقيين قبل غيرهم بأهمية التغييرات المرتقبة وتخليص العراق من واقعه المزري واسقاط الدكتاتورية التي عاثت فساداً في البلاد وفي المنطقة، وانطلى على الكثيرين هذه الخدعة والوجه القبيح لأمريكا الإستعمارية وكذلك وجوه عملائها ومستخدميها والداعين لهذه الوجهة من أجل مخططاتها في العراق .

ولم تكن  بداية الإحتلال ولا محصلته النهائية تثبت على قاعدة واضحة، ولا كيفية حل هذا الإشكال الذي سيلازم وجود القوات الأمريكية والإنكليزية ومصالح بلديهما وما كان يسمى سابقاً مؤتمر لندن وصلاح الدين والتوصيات المزمع تنفيذها على أرض الواقع.

ان هذا الأمر لم يكن بالأمر الهين على الذين لا يعرفون اللعَب السياسية للقوى الاستعمارية، والذين يثقون  " بِقَسم الشرف " لهذا الرئيس وذاك الحاكم أو المسؤول، لأن الشرف هنا يقاس بالمحصلة في مقدار الفائدة والكم من الأرباح التي ممكن ان يجنيها ذاك الطرف أو هذا، وقد تطول هذه العملية أو تقتصر حسب الظروف، وهذه الظروف سوف تتحكم بتنفيذ الوعود والتعهدات بعد أن تجد الأرضية الصالحة لتنفيذها.

ان الإحتلال الذي نشاهد جنوده وأسلحته ودباباته وطياراته موجود ليس للنزهة، لأن المهمات التي تقع على عاتق هذه القوات ما زالت غير مستكملة، ومن أجل استكمال هذه المهمة يجري تجرية عدة " بروفات " لمسرحية مقبولة أولاً من واشنطن ولندن وثانياً الحلفاء الداخلين الذين سيؤمنون استمرار عرض المسرحية وجماهير تدفع ثمن تذاكرها، وفي هذا الصدد أدخل الحاكم بول بريمر اسلوباً لا يختلف عن أساليب الوعود

والتعهدات وتبديل الأدوار والأسماء التي أطلقت قبل اسقاط النظام الدكتاتوري واحتلال العراق، بريمر يريد ان يضع لمساته الأمريكية على كل عمل يقوم في العراق ولهذا دعى في آخر الأمر إلى طاولة مستديرة لقوى وشخصيات لم تكن إلى أيام معدودات معروفة أو يقام لها وزناً سياسياً وجماهيرياً ليقيم بها توازناً بينها وبين القوى المؤثرة والفاعلة في المجتمع العراقي وليفهم هذه القوى أن عملية خلق مضادات ليست بالعملية الصعبة بوجود قوات الإحتلال المدججة بالسلاح.. وهو يتصرف بطرح أوامره وشروطه وكأنه في الأراضي الأمريكية. يلغي ويغير حسبما يريد لتحقيق هدف أمريكا الأكبر، البقاء في العراق أطول مدة زمنية وبهذا يخرج الإرادة الجماهيرية العراقية من دائرة التاريخ، ومنذ بداية تعيينه واعفاء الجنرال جي جارنر بدت عملية التموج في تحقيق سلطة لإدارة البلاد، وأصبحت الأمور لا تستقر على شيء إلا وتلغى ليبدأ شيء آخر، مرةً دعوته لأعضاء مؤتمر لندن وصلاح الدين والإضافات الأخرى التي جرت، ثم على حين غرة رفض الفكرة للإنتقال إلى فكرة عقد مؤتمرأ وطنياً، ثم إلغاء هذا الأمر بحجة أن هذه التجمعات والأحزاب والشخصيات لا تمثل جميع فئات الشعب العراقي، فانتقل إلى طرح دعوة إلى عشرات الأحزاب إضافة إلى زعماء العشائر وزعماء دينيين وأقليات فضلاً عن الأعضاء السبع التي همشت شخصيتهم السياسية والتنظيمية بهذه الدعوة..

هذا التهميش مرده للسياسة الأمريكية وهي ليست بالجديدة عليها مما جعل الآخرين في وضع محرج وبخاصة أن الاعتقاد كان سائداً أن الولايات المتحدة سوف تعتمد عليهم ولا يمكن أن تتجاوزهم لما قدموه من دعم لوجستي واعلامي قبل وأثناء الإحتلال.

ان الاجتماع المنوي عقده سيقوم بإجراء مناقشات لقيام إدارة جديدة غير تلك التي اتفق بول بريمر عليها مع زعماء الأعضاء السبعة، وبهذا تستطيع واشنطن عبر باول بريمر تمرير مخططها الهادف إلى وضع اليد كاملة حتى وان جرى اختيار مجلس للإدارة..

ان الحاكم بول بريمر يعي جيداً قيمة الوقت الذي يجب أن يستغل بأسرع وقت ممكن لصالح الإحتلال، وبما أنه يرغب في تشكيل لجنة أو ادارة تبدأ أعمالها لاتخاذ القرارات من أجل مستقبل العراق كما يراه وتراه الادارة في واشنطن فعليه أن يتأكد أن مثل هذه الإدارة يجب أن تكون طيعة لأوامره ولا تشق عصى الطاعة عليهم.

لقد غيب عن البال فحوى القرار 1483 الذي أصدره مجلس الأمن الذي ينص على بقاء " السلطة المطلقة " لقوات الإحتلال لحين قيام حكومة تمثل العراقيين من خلال انتخابات عامة، وهي قد تطول ما بين عام أو عامين والله أعلم...

ان التصريحات التي ادليت من قبل بعض الاعضاء السبعة أشارت أنهم ماضون في عقد المؤتمر الوطني لأنه شأن عراقي لا يجب أن تتدخل فيه الولايات المتحدة الأمريكية، لان التأجيل سوف يخلق مشاكل وانقسامات خطيرة تنعكس على مجمل القضايا في العراق وهو ليس في صالح الولايات المتحدة وبريطانيا ولا في صالحهم في الوقت الراهن، ولا نعرف ما هو رد الفعل إذا ما استمر اصرار عقد مثل هذا المؤتمر وهل ستكون قرارته ملزمة لقوات الإحتلال صاحبة الأمر والنهي فيما يخص مستقبل العراق..

لا يمكن أن نضحك على أنفسنا، فالوضع ليس بالبساطة التي تشير إلى اننا  مادمنا قد تخلصنا من " صدام وحزب البعث" فسوف تكون الأمور أسهل من السابق.

ان تاريخ الإحتلالات الأمريكية لبلدان عديدة مازالت باقية في الذهن فلا يمكن المراهنة على قوات تحتل بلداً عسكرياً ستكون آخر الأمر أكثر ديمقراطية لتمنح البلد المحتل وشعبه حرية الاختيار والديمقراطية في تشكيل حكومته الوطنية وخروج قوات الإحتلال بعد ذلك.

 

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدولة الدينية حلاً لمشاكل جميع العراقيين والعراق ؟
- أين كنتم يا أيها البرلمانيون من ضحايانا ؟ نصيحة للذين يتراشق ...
- للأطْفَــــــــالِ أُغَنِي
- ما الفرق بين زيارة وزيارة ؟ زيارة بلير للبصرة وزيارة جي جارن ...
- حنين إلى المـــــــدّ
- العلة أصبحت ليس في المواقف فحسب وإنما في...!
- إنَهم جَاءُوا إلَينا دَيْدَبَاء... !
- البارحة كان الشيخ الفرطوسي واليوم الشيخ العبادي
- كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي
- الثقافة والوعي عند الإنسان
- مغامرة الحلم في اليقضة
- فسيفساء المقابر
- فسيفساء فكرية
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الرابع - ال ...
- مهزلة زبيبة والملك وجمال الغيطاني والحديث عن الماضي اليساري
- انتخبوا محمد الفرطوسي رئيساً جديداً للعراق!! - شر البلية ما ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الثالث - ال ...
- ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحية مقبولة