أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم حجازين - رؤيا من سفر الرؤيا














المزيد.....

رؤيا من سفر الرؤيا


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:41
المحور: سيرة ذاتية
    


شهادة حقيقية لم تنشر بعد
وبكيت بكاء مرا وأخذت دموعي تتدفق وتحفر وجهي ، كل الدموع من على وجنتي مرت … وصارت تصنع بحرا تحت قدمي … لم أسمع صوت بكائي ، كنت أحس بالمياه الحارة تحرق وجهي وتشكل بحرا تحت قدمي .
شعرت نفسي محطما كالحطام الذي يمتد أمامي ،نظرت فإذ بي أرى تكاوين غريبة قد انبلجت ، وأيادي كثيرة انتشرت ، ولما اقتربت مني فإذ بي أرى نفسي وأرى أحبابي . كانت رؤوسا دون أجساد … وجوه مشوهة تصرخ دون مجيب … فجأة اختفت ولم أعد أراها ، كان الحطام الذي أمامي يمتد على كل الأرض من المياه إلى المياه مثل حطام الأرض زمن التكوين الأول … بقايا نيران تشتعل من براكين انفجرت لكنها نهاية بركان ،
… لم أعد أطيق أن أنظر أمامي … أردت أن أنهض من مكاني لم أستطع … أغلقت عيني فشعرت لسع الماء الحار في جفوني. ففتحت عيني لم أكن أرى شيئا .
سمعت صوتا مخنوقا وغاضبا آتيا من الأرض المحاطة بالمياه من الجهتين يستغيث وكنت أنا ذاك الجالس أمام الحطام أبكي ودموعي تتدفق وتصنع بحرا تحت قدمي … ليس من معزي إلا الصوت الغاضب المخنوق الآتي من الأرض المحاطة بالمياه من الجهتين .
من هناك رأيته قادما طويلا يمشي كالطاووس وله ثلاثة رؤوس ضخمة قابضا على سوط كبير عالقة به بقايا لحم ، نظر إلي من أعلى وابتسم… نظر إلى سوطه… وقال بصوت عال سمعته المعمورة ، هذا السوط ليس لك إنه لأعدائي وأعدائك ، لكنه لم يكن قادما من أرض الأعداء . … كنت لا أزال أسمع الصوت الغاضب المخنوق … نظرت إليه ولم اجب … فقط دموعي كانت تتدفق وتحرق وجهي وتصنع بحرا تحت قدميه ، نظر إلى المياه المتشكلة وجفل أمسك بالشعيرات السوداء التي تحيط بذقنه … ثم رفع السوط وهوى به على جسدي ، رأيت لحمي ملتصقا بسوطه … وكان هو يضحك مني أنا الذي كنت أبكي ودموعي تشكل بحرا لا معز لي إلا الصوت الغاضب المخنوق الآتي من الأرض المحاطة بالمياه من الجهتين.
وظهر إلى جانبيه سبعة رجال ذوو وجوه خائفة إذ تنظر إلي … ثم تنظر إلى السماء وتبتسم… وأخرجوا سياطا كل واحد له سبعة رؤوس تنتهي بقطع من الحديد حادة الأطراف وأخذوا يجلدونني.. كانت السياط تهوي معا ، في البداية كانت السياط سبعة وأصبح عدد الرجال عشرين كل واحد منهم معه سوط وكان عدد السياط عشرين .
قطع من لحمي كانت تعلق بالسياط … وكانت دموعي تنساب وتحرق وجهي وكانت دموعي تنساب وتشكل بحرا تحت قدمي وأقدامهم ، وفجأة نظرت وإذ بي أراهم يصارعون الأمواج التي تحاصرهم وينظرون إلى السماء كأنهم ينتظرون النجاة من فوق ، وكانت دموعي تنهمر تحت أقدامهم … نظرت إلى حيث ينظرون فرأيت طيرا عظيما تخرج النيران من جانبيه وذيله .. رأيت الطير يقترب ، صوته كالرعد في العاصفة وألقى بأشياء كالحبال ابتسموا للحظة وهم يصارعون الأمواج لكنهم لم يستطيعوا أن يمسكوها ثم رأيت الطير عائدا من حيث أتى .
كنت أبكي ودموعي تنسكب تحت أقدامهم وتصبح أمواجا … فإذ بهم يصيحون بصوت عظيم السياط ليست لك بل لأعدائك… كانت بقايا لحمي عالقة بالسياط . وفجأة سيطر صمت عظيم وكففت عن البكاء لكن حزني كان رهيبا … وأصبح الصوت الغاضب الآتي من الأرض المحاطة بالمياه من الجهتين أقوى … أخذ يقترب مني فنهضت ونهض معي الحطام والأشياء والأيدي … والوجوه والأجسام وأخذت تتكون من جديد …وإذ بي أبتسم ..رأيت وجهي ووجوه أحبائي تبتسم نظرت إلى الأرض رأيت السياط ملقاة هناك ورميت بها في البراكين التي تفجرت من جديد .
كان هذا الذي رايته في ليلة السادس والعشرين من آب عام ألف وتسعمئة
واثنين وثمانين من الميلاد واشهد انه كان حدثا عظيما وأني سأكون
بين أيديكم من الشاهدين.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل كنيسة عربية مستقلة
- موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرا ...
- موت أو حياة نظرية..... الماركسية في البيئة العربية الحلقة ال ...
- موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الث ...
- موت أوحياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الأول ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني في فلسطين عا ...
- ثمة دواعي لاستقالة الحكومة الاردنية فهل تفعل؟ !


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم حجازين - رؤيا من سفر الرؤيا