|
لمحات ادبية في التاريخ الاسلامي : المهدي المنتظر
صالح عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فكرة انتظار المخلص عالمية توجد في ادبيات معظم الشعوب سواء فيها ما تدعى سماوية الرسالة أو أرضيتها. والمخلص يتنوع حسب حاجة منطلقه الاجتماعي والعقائدي؛ غيران الجميع مشتركون بصفة الكمال التي يتحلى بها والغيبة ثم المجيء آخر الزمان لإحقاق الحق وتخليص البشرية من آلامها. مثال ذلك (بهرام الزرادشتي، فيشنو الهنود، اوشيدر المجوس، بوذا البوذيين، مسيح المسيحيين، مهدي الشيعة…الخ). في غضون ذلك تحاول العقلية المؤمنة استجلاب كل دليل على الصحة والعقلية المنكرة استحلاب كل دليل على البطلان. وبما أن في التاريخ الإسلامي قصصا ترتفع فيها نسبة الخيال أو التعويل على القدرة الإلهية فإن فكرة المهدي نفسها غير غريبة على المنظومة المعرفية للإسلام. هي التكملة الطبيعية لعدد من الخوارق الواردة في القرآن وما يروى عن النبي : (عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة (إناء) يتوضأ منه فجهش الناس نحوه قال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة (الإناء) فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة- صحيح البخاري ج / 3 ص1310) في محاولة لدحض تشكك قريش بمحمد وسؤاله عن معجزة حقيقية اذا كان نبيا حقيقيا. في الفكر الشيعي، مثلما يرد التقديس في الفكر السني، تبزغ العصمة، يقول الطوسي عن آل البيت (عصمهم من الذنوب، وبرأهم من العيوب، وطهرهم من الدنس، ونزههم من اللبس، وجعلهم خزان علمه، ومستودع حكمته، وموضع سره، وأيدهم بالدلائل) بحيث يتحولون إلى كائنات غير أرضية غير زمنية تتشكل الأخلاق عندهم فطريا وإلهيا، والمعرفة تصلهم إلهاما ربانيا، أي كائنات كاملة محلومٍ بها و ُمتمناة أكثر مما هي نتاج لبيئة اجتماعية. فيكون بالامكان بل من المعقول أن يغيب احدهم لأكثر من 11 قرنا، والعقل والنقل والتاريخ والمرويات موجودة لإسناد كل طرف. يؤكد آية الله محمد الصدر (لاشك أن للمهدي(ع) غيبتين اثنتين. وهذا من واضحات الفكر الأمامي، بل من قطعياته التي لا يمكن أن يرقى إليها الشك- تاريخ الغيبة الكبرى، ص6). والبراهين على ذلك كثيرة ، بل علمية باعتقاده، منثورة في القران وفي الحديث وفي الروايات عن آل البيت، كالآيات (سورة النور54، سورة التوبة33، سورة الفتح28، سورة الصف9.. وغيرها كثير) والتي تعاني من تعدد المعنى والقابلية على التأويل المعاكس بالقياس إلى أمر هام وخطير كهذا لا حكمة مقنعة من إخفائه.. يروى عن علي بن أبي طالب، جد المهدي، ومركز التشيع، (قال كميل بن زياد دخلت على أمير المؤمنين و هو ينكث في الأرض فقلت له يا مولاي ما لك تنكث الأرض أ رغبة فيها. فقال و الله ما رغبت فيها ساعة قط و لكني أفكر في التاسع من ولد الحسين هو الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا تكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون يا كميل بن زياد لا بد لله في أرضه من حجة إما ظاهر مشهور شخصه و إما باطن مغمور لكيلا تبطل حجج الله- الشيخ المفيد– أربع رسالات في الغيبة ص12-13).
تقول الاية : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا )، يؤكد الشيخ المفيد إن الإمام هنا هو المهدي المنتظر. يسمى المهدي، بطريقة اشتمالية ضخمة، بصاحب الزمان. هو ابن الحسن العسكري الإمام الحادي عشر، ولد سنة 255. يروى انه غاب وعمره خمس سنوات ثم عاد بعمر 70 سنة وغاب غيبة ثانية مستمرة منذ ذلك الحين حتى الآن. له قدرات خارقة. فقد ولد قبل 11 قرنا وهو قادر على البقاء حيا رغم شروط الطبيعة القاسية وحتميات الزمن والهرم والموت. بهذه يبدو كتحد إنساني خيالي لفكرة الفناء. فكما أن الموت قاهر للنبت والحجر والإنسان، تستطيع الفكرة المجردة أن تقهره وتعيد إليه تلك الصفعات طويلة الأمد التي وجهها للإنسانية. وهناك اطروحتان في غيبته، احداهما غيبة الجسد بالكامل عن النظر، والأخرى تخفيه بأشكال مختلفة ( يحتجب فجأة فلا يراه احد، بالرغم من انه لم يغادر المكان الذي كان فيه- موسوعة الإمام المهدي، الكتاب الثاني، ص33). ليس هو وحده من يتمتع بطاقية الإخفاء، بل تنسب بعض الأخبار الاختفاء إلى فرسه الذي يركبه وخادمه الذي يخدمه، بل حتى الصراف الذي يحول عليه شخصا لأخذ المال- نفس المصدر والصفحة. يمكن للمهدي أيضا أن يعيش في كل مكان، وفي أي بلد لسنين وسنين بلا انكشاف، خاصة الجزيرة العربية ليشارك سنويا في الحج.. حيث تكون حياته عادية غير ملتفت إليها، وقد يعمل في التجارة أو الزراعة، ثم ينتقل إلى مدينة أخرى. ومع مراعاة الجانب الأمني، وطبقا لشروط المسلم الذي لا يكتمل دينه إلا بالزواج، فإن المهدي متزوج بطريقة فيها الكثير من الغرابة وتجاوز الحس الإنساني حسب الوصف الوارد في الأدبيات الشيعية ( زواجه بصفته فردا عاديا في المجتمع، أو بشخصيته الثانية (التي يتنكر بها) ممكن ومن أيسر الأمور، بحيث لا تطلع الزوجة على حقيقته طول عمرها. فان بدا التشكيك يغزو ذهن المراة في بعض تصرفاته أو عدم ظهور الكبر عليه بمرور الزمان.. أمكن للمهدي(ع) أن يخطط تخطيطا بسيطا لطلاقها وإبعادها عن نفسه، أو مغادرة المدينة التي كان فيها إلى مكان آخر، حيث يعيش ردحا من آخر من الزمن، وقد يتزوج مرة أخرى.. وهكذا- الموسوعة ص 62). وبخصوص ذريته من زواجاته المتكررة فهناك احتمالان الأول أن يشاء الله انعدام الذرية على الإطلاق أو بوجود القليل من الذرية التي تجهل نسبها إلى المهدي و( لعلنا نصادف بعضا منهم، ولكن إثبات نسبه في عداد المستحيل – نفسه ص 63). وهكذا يجوز أن يكون المهدي أي شخص في العالم على اعتبار تخفيه من جهة أولى، وعدم ثبوت أواصف محددة له معروفة من جهة ثانية، وعلى اعتبار قدرة الله التي لا تحد من جهة ثالثة. الناس الذين يرون المهدي لا يعلمون انه هو إلا بعد أن يذهب، لذلك تسمع بين أن وآخر من يقول انه رآه هنا أو هناك، وفي الأمكنة المقدسة عند الشيعة بشكل خاص ( يروى عن مجتهد حديث في العراق انه حين يجلس في مجلس يترك يمينه فارغا، ويطلب شيئين شيئين دائما لأنه يعتقد أن المهدي يزوره ويجالسه ويتعشى معه). أما زيه فانه ( يقابل الناس بأزياء مختلفة. ففي عدد من المرات يكون مرتديا عقالا و راكبا جملا أو فرسا. وفي مرة على شكل فلاح يحمل المنجل، وأخرى على شكل رجل من رجال الدين العلويين – النجم الثاقب). يلاحظ في ذلك انتماء الأوصاف لبيئة صحراوية أو زراعية يصعب تصورها مع حصول التقدم الحضاري.
يمتد نفوذ المهدي إلى مديات واسعة غير محدودة تقارن بالفعل الإلهي من ذلك ( في كل عمل خيري عام أو سنة اجتماعية حسنة أو فكرة إسلامية جديدة، أو نحو ذلك.. نحتمل ان يكون وراءها اصبع مخلص متحرك من قبل الإمام المهدي (ع) وانه هو الذي زرع بذرته الأولى في صدر أو عمل احد الأشخاص أو الجماعات- الموسوعة- ص50). فهو يؤازر ويؤيد ويقنع المرء بفعل الخير ويرفع أسباب المنعة، ويقلل من تأثير الفعل الظالم بحيث ينعدم تأثيره. وبذلك لا تفلت شاردة أو واردة ولا تخرج ذرة في الكون، مادامت إنسانية وخيرة، عن سلطة المطلق، سواء بشكله السماوي (الله) أو بشكله الأرضي (المهدي).
من الأسباب الكبرى للغياب، برواية جعفر الصادق، مخافة من قتل أعدائه له، فهو مطلوب في كل عصر من أهل الضلالة، حتى أن احد علماء الشيعة البارزين يشير إلى أن دول الاستبداد العالمي الحالية تبحث عنه لتقتله. وحينما يسال العقل المنطقي إن الأعداء قد يعرفون بعلامات الظهور ويستعدون يجيبك: (الظهور ليس أمرا اوتوماتيكيا قهريا بعد حدوث العلامات مباشرة. بل هو اختياري مخطط من قبل الله تعالى عز وجل. فمن الممكن تأجيل الظهور ولو لعدة سنوات، حتى ينقطع الاستعداد. ولا يظهر المهدي(ع) إلا على حين غرة من أعدائه - ص448). السبب الآخر المضاف لاختفائه، وهو السبب التقليدي الذي يتم اللجوء إليه عادة: امتحان إيمان الناس. ومن صفات الزمن الذي يعود فيه الغائب انه مفتوح على الأبدية، غير محدد وكل من يقول بوقت معين كذاب كما يذهبون، وهي إحدى سمات البنية الدائرية في الفكر الشيعي. لكن هناك علامات على ظهوره، غير مشروطة بالاقتران المباشر بالظهور. أي، تبدو أحيانا متوفرة في كل وقت، وعامة إلى درجة استحالة استثناء ضرورة إحداها على الأخرى من جهة، ثم إبقاء الأمل مستمرا بالعودة ما دامت العلامات متوفرة في كل وقت من جهة ثانية. العلامات تتلخص بما جاء الأنبياء من اجل تغييره في الأعم الأغلب: التردي الأخلاقي، الجور وغياب العدالة والظلم والقسوة، ابتعاد الناس عن الدين ( إهمال القران وتعطيل الشرائع وعدم إتباع آل البيت). ومن يتصفح التاريخ يجد أن كل هذه الدواعي للظهور قد بلغت ذروة لها في كل مرحلة تاريخية، والأمر مستمر هبوطا في المستقبل. والتنبؤات كثيرة منها ما ورد عن النبي حسب المصادر الشيعية ومنها ما يختص به الروي الشيعي مثل ( انحراف القيادة الإسلامية في المجتمع بعد الرسول، ما يحدث لدولة بني العباس، التنبؤ بزوال دولة بني امية، التنبؤ باختلاف أهل المشرق والمغرب، التنبؤ بثورة صاحب الزنج، أخبار النبي بوقوع الحروب الصليبية، مقاتلة الترك، فتح القسطنطينية) إضافة إلى كل ما يضاف في هذا الصدد من ربط تأويلي حدسي أو ما يوضع من حديث فيما بعد الحادثة وجعلها سابقة لها وما يستثمر من ظواهر الطبيعة ( الصيحة والنداء باسم المهدي، كسوف الشمس في وسط الشهر، خسوف القمر في آخره..) أو الظواهر الخارقة ( رجوع الأموات إلى الدنيا، وقوع المسخ، ظهور وصدر في الشمس ).
التاريخ الإسلامي كتابة تعويضية ترد على الإشكالات التي استجدت بعد انقضاء عهد النبوة، وتاريخ الطوائف كتابة تعويضية موازية مهمتها التمحيص في أكثر الاعتراضات ( الطائفية أو الإلحادية) خطورة ومحاولة إيجاد الروي المناسب لها. ثمة جيش هائل من الموظفين، بتعيين هذه الطائفة أو تلك، هذه المؤسسة الملكية أو تلك، هؤلاء الأعداء أو أولئك، مهمتهم الإضافة على التاريخ لمصلحة أيدلوجية. يمكن اعتبار ثلاثة أرباع التاريخ المكتوب إسلاميا من قبيل الدفاع عن التاريخ أو العقيدة أو الطائفة أو الصحابة، أما ما يجب عده ثقة كاملة كوثيقة فقد ضاع في أتون التأليف التاريخي طويل الأمد. في الحالة الشيعية تمثلت الكبوات السياسية لعلي بن أبي طالب ومقتله، وخسران المعركة التي خاضها الحسين في كربلاء، والمطاردات المتواصلة للعلويين وقتلهم، والتأثر بالثقافة الفارسية، وإيجاد تبرير عدم إظهار الإسلام في زمن النبي وما بعده على الدين كله وإناطة ذلك بفضاء ميتافيزيقي مفتوح، واستغلال المسألة من جانبها السياسي، ومحاولة إدامة حماسة القواعد الشعبية، تمثلت في شكل يريح التاريخ والإنسان معا: الأسطورة. لقد ذهبت شعوب قديمة لتمثل صورة الإله القادر الجميل المتكامل بشريا، على اعتباران الله خلق الإنسان على صورته، وشيعيا تم تمثل الإنسان الكامل المثال من توليفة خاصة تجمع النبي ووصيه أي علي في شكل دائم الوجود، عبر غيبة صغرى مختومة بغيبة كبرى ممتدة حتى هذه اللحظة. إن انبثاق فكرة المهدي ومن قبلها فكرة المخلص وفكرة الانتظار تعد واحدة من أعمق التعويضات التي قدمها التاريخ والخيال للإنسان حينما يستحيل هدفه. ذهب الخيال في تصور المهدي المنتظر إلى مداه، وهو، في ولادته وما أحيطت بها من سرية، في إخفائه صغيرا وغيبته في عمر 5 سنوات وعودته في عمر 70، ثم غيبته التي تصل إلى الآن، وفي قدرته على التخفي والانتقال في الزمان والمكان، وتحديه الموت، و انتصاره على أعداء الله في نهاية المطاف وتحقيق العدل الكامل، اقرب إلى حلم إنساني، معبر عنه عبر اكبر لمحة أدبية أنتجتها البشرية. تروي المسرودات الشيعية، عن ولادته، قول الجارية أنه (لما ولد السيد- تقصد المهدي- رأت له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ أفق السماء ورأت طيورا بيضا تهبط من السماء و تمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير، فأخبرنا أبا محمد (عليه السلام) بذلك فضحك ثم قال: تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرك به وهي أنصاره إذا خرج)
#صالح_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|