العلم في مواجهة الخرافة

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من مهام العلم تفسير الظواهر الطبيعية المتعلقة بالمادة والقوى التي تتحكم فيها باستعمال المنهج المتمثل في وضع الفرضيات والنماذج ثم القيام بالتجارب وهكذا نحصل على قوانين علمية ثابتة متفق عليها في المجتمع العلمي في زمن معين. والعلم على خلاف المعتقدات الدينية الغيبية المطلقة الأحكام فهو نسبي وغير مكتمل ويقبل بالتعديل والتطوير كلما ظهرت نظريات جديدة أو تجارب أخرى. كما أن تطبيق المنهج العلمي على سلوك االأفراد والمجتمعات في ميادين عديدة جعل من الممكن توقع الأحداث وتفسيرها ونذكر هنا مثلا العلوم الإقتصادية والإجتماعية والنفسية وغير ذلك. والعلم لا يحكم على الأشياء بالظن أو بالكلام بل بالدليل الذي يمكن لكل من يشاء أن يختبره ويتحقق من صدقيته أمام الجميع. كما أن هناك العلم النظري البحت باستعمال النماذج والرياضيات وتبقى كذلك إلى حين التحقق منها بالتجربة مثل نظرية أينشتاين حول انحناء مسار الضوء في الكون بفعل الجاذبية وتم التحقق من ذلك بعد عدة أعوام بمناسبة كسوف الشمس. أما نظرية الانفجار الكبير فهي النظرية الأكثر قبولا في المجتمع العلمي لفيزياء الكونيات والتي تفسر ظهور كوننا الحالي وهناك ما يدعمها كنظرية أينشتاين العظيمة E= m c^2 والتي تبين تحول المادة إلى طاقة (النجوم تتحول إلى كواكب) ونظرية Hubble حول تمدد الكون. والجدير بالذكر أن العلم لا علاقة له بالماورائيات الدينية القادمة من خيال بدائي للبشر كفرضية وجود إله خالق للكون بدون تقديم دليل ومثل ذلك الوحي والبعث والجنة والنار والملائكة والشياطين. فهل الكتب المقدسة فسرت لنا كيف خلق الإله هذا الكون ، هل خلقه دفعة واحدة وفي رمشة عين أم بالتطور؟ فالعلم يفند النظرية الدينية، فالكون كان غبارا وجزيئات وطاقة حرارية كبيرة جدا ثم تحول بالتطور لزمن طويل جدا تحت تأثير القوى الكونية الأربعة، الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الكبرى والنووية الصغرى. والماورائيات جاءت بها النصوص الدينية وهي مجموعة من الأساطير والأفكار القديمة وفي غياب الأدلة لا يمكن الوثوق فيها وجعلها حقيقة علمية. وتأكد بفحص هذه النصوص أنها من صنع البشر لما شابها من أخطاء علمية مثل أن الأرض منبسطة وثابتة لا تتحرك والشمس تجري والجبال مثل أوتاد الخيمة خلقت لثبات الأرض واستقرارها والسماء سقف وبناء معلقة بها النجوم كمصابيح وترجم الشياطين(فمن رأى منكم شيطانا فليقبض عليه).

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات