أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - المشهد العراقي .. صراع التحاصص














المزيد.....

المشهد العراقي .. صراع التحاصص


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 22:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل طرف من أطراف ما اصطلح عليه بــ ((العملية السياسية)) في العراق يعرف ما يريد، كل منها يريد الحفاظ على نظام المحاصصة الطائفية ـ الإثنية، ويعمل في ذات الوقت على توسيع حصته من غنائمها. طرف واحد فقط، هو مقتدى الصدر، الذي وجد أن المحاصصة تلحق به غبنا، لا يمكنه من ترجمة تميزه عن باقي الأطراف، ويحول دون تحقيق تطلعه للقيام بدور ((السيد القائد)).

أراد مقتدى كسر طوق المحاصصة، عن طريق دغدغة كل المشاعر الشعبية المعلنة والمضمرة ضد المحاصصة وفسادها، ومغازلة كل الأطراف ما عدا المالكي، الذي سبر تطلعات الصدر لأحتلال موقع مرشد جمهورية العراق الإتحادية، وفي ذلك وظف مقتدى على نحو مرتبك الخطابين السياسي والديني. السياسي موجه لفرقاء العملية السياسية، وللمجالين الأقليمي والدولي، والديني للتلاعب بذلك الطيف الواسع الهجين الذي يتكون منه ما يسمى بالتيار الصدري.

لكن مقتدى فشل في مسعاه لعزل المالكي، لان كل طرف من أطراف منظومة المحاصصة، أدرك أن أية خطوة باتجاه عزل طرف من أطرافها، يحمل لها جميعا ــ على نحو منفرد أو جماعي ــ خطر الأقصاء. وساعد المالكي في البقاء مؤثرا في المنظومة، تهور مقتدى وصبيانيته، وافتقاره التام الى الحس السياسي.

نقطة ضعف مقتدى، رغم شعبيته الطاغية في الشارع الشيعي المعدم، أنه ليس سياسيا يمتلك الحس والوعي السيايين، ويحسن استخدام أدوات الصراع السياسي على نحو ناجح وقوي، وهو يدرك هذا النقص فيحيط نفسه بجماعات موزائيكية من سياسيي الصدفة، يتوهم فيهم براعة سياسية، ليس لها أي أساس على الواقع، ويتأرجح هو وقراراته السياسية بين نصائحهم المتناقضة، ويجهد لسد النقص في الجانب السياسي، بالإتكاء على الجانب الديني، المتمثل بإرثه الأسري. وهنا أيضا مشكلة فمقتدى في الحقيقة ليس رجل دين حقيقي، ولقب حجة الإسلام الذي يستخدمه إحيانا هو أدنى مراتب التراتبية الدينية الشيعية، يحصل عليها من أتم ــ وربما حتى من لم يتم ــ ما يسمى بدراسة السطوح، وهي الدراسة الحوزوية الأولية في المؤسسة الدينية الشيعية.

ولهذا فمقتدى غير قادر على أرتجال خطبة دينية، أمر يجعله، في خطبه المكتوبة يمزج بين الدين والسياسية. ولا تطمح الأوساط البسيطة التي تضع نفسها رهن إشارته إلى أكثر من هذا، يكفيها هذا لأنها مطحونة اقتصاديا ومهمشة سياسيا. وقبل هذا وذاك فقيرة معرفيا.

المشكلة إذن في توافق مرتزقة العملية السياسية على قواعد مكنتهم من احتلاب موارد البلاد الاقتصادية، ومراكمة ثروات هائلة، أسسوا بها جيوشا ومليشيات، مستعدة للتقاتل في ما بينها نيابة عنهم، للإحتفاظ بعطاياهم. يحاول بعضهم أحيانا تغيير تلك القواعد، كما فعلت العائلة البارزانية عام 2017، والتي أحبط حيدر العبادي محاولتها، بمناورات أتسمت بقدر لا بأس به من الذكاء. ولولا عودة كركوك الى حضن الدولة الإتحادية، لزجت العائلة البارزانية الشعب الكردي في حرب مع باقي مكونات العراق، ذودا عن ما أسماه البارزاني مسعود حينها بـ (( حدود الدم )).

يمكن تلخيص الأمر بأن العراق محكوم من زمر متنافسه لا يملك أي منها القدرة على إقصاء بقية المنافسين، أرتضت جميعا ـ بعض منها على مضض ـ التوافق على تحاصص موارد العراق الأقتصادية فيما بينها، وإهمال مصالح الشعب العراقي بكل مكوناته، وهي تستغل المعاناة الشعبية الناجمة عن ذلك في عملية الصراع الذي يشتد حينا ويخفت حينا آخر، تحت شعارات من قبيل: الأصلاح، وحقوق الكرد، والمقاومة الإسلامية والدفاع عن المكون السني.

هذا هو المشهد العراقي باختزال، وكل اختزال لا يخلو من خطأ.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب
- اليسار الحقيقي واليسار الزائف
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - المشهد العراقي .. صراع التحاصص