|
يوميات نسوية في رواية (سمعت كل شيء)
قيس كاظم الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 18:54
المحور:
الادب والفن
-1- تبدو رواية سارة الصراف (سمعت كل شيء) الصادرة عام 2023م عن دار الحكمة بلندن، بطبعتها الثانية، رواية مختلفة تماماً عمّا كتب من روايات عراقية في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، منذ عام 2003م، وحتى هذا العام(2023م)، على الأقل لأنها اتخذت موضوعاً له خصوصية ،ألا وهو وضع المرأة ومعاناتها وتشظياتها في زمن الحرب العراقية -الإيرانية، حين كان الرجال في الجبهات (من آب 1982-8 آب1988)؛ أي بحدود ست سنوات متتالية ، متخذة من فضاء العراق الكبير مكاناً للمراقبة، ومن شارع طه في الأعظمية ببغداد عراقاً مصغراً ومتشعباً ومتواصلاً مع البصرة وبعقوبة والجبهات كافة، وكان الكاتب الراحل جبرا إبراهيم جبرا قد ذكر شارع طه في سيرته الذاتية حيث كانت تسكن أسرة زوجته لميعة برقي العسكري. كان التواصل قائماً بين شارع طه وبين بعقوبة حيث يسكن أهل البطلة (عشتار) وبين البصرة وبعقوبة حيث تعمل عمتها مودة طبيبة في المستشفى العسكري، وفي البدء لابدّ من مناقشة الأسلوب الروائي الذي كتبت به الرواية ،وهو أسلوب اليوميات، الذي كتب به يوسف الصائغ يومياته، فذكرت اليوم والشهر والسنة، ولكنها أثقلت العنوانات بذكر موضوع الفصول فاليوميات وتاريخها يكفي للدلالة على محتواها، لأن من حق القارئ أن يتأول ويكتشف، وكذلك كانت نهاية الرواية محبطة وذات طبيعة إعلامية تماماً، وان كانت الكاتبة عشّقت السرد الروائي بسرد وثائقي عن الأحداث والحرب والمتغيرات. تعد كتابة اليوميات أقرب إلى أدب المذكرات والخواطر والسيرة الذاتية وما شاكل ذلك، مما يعني انه أسلوب سهل قريب من نفس الكاتبة وهواجسها ،وهو نوع من البوح القابل للاستمرار، بطريقة شبه يومية ، يرى محمد خضير بأن أسلوب اليوميات ، هو نوع من تسجيل المفكرات التي توثق حياة أصحابها، ضمن شعور لديه" بأن مفكرات مي زيادة وجبران ونعيمة وطه حسين والرصافي والجواهري والسياب كان سيكون لها شأن عظيم في خضّم اليوميات الأدبية العربية، لولا ضياعها بين مفكرات الساسة والمصلحين الذين سجلوا حوليات الصراع ضد التدخل الاستعماري الأجنبي في مطلع القرن ومنتصفه".[ص89/ السرد والكتاب، استعمالات المشغل السردي: محمد خضر، دار شهريار، ط2(البصرة،2020م)] وهذا يحيلنا الى العنوان(سمعت كل شيء) حيث السماع له علاقة بحياة النساء وحبهن للنميمة والتصنت، وخصوصاً وان غالب شخصيات الرواية من النساء، حيث يشيع لديهن الحسد والخرافات ،والهواجس والخوف في زمن الحرب الطاحنة التي يذهب فيها الرجال ولا يعودون. -2- استطيع القول ان السماع/الصوت يتصارع مع الصورة/المرآة بطريقة تنافسية لرسم مشاهد السرد، ولهذا كثر ذكر الصوت في الرواية متمثلاً بأصوات القصف والبكاء وصوت البيانات وصوت التلفاز والراديو، وصراخ الأطفال وضجيج السيارات والأناشيد الحربية والأغاني؛ فالصوت تعبير عن الاتصال الشفاهي المباشر الذي يوازي الصورة متمثلة بصور الطلبة وصور المعركة وصور الأصدقاء وصور البيوت والصور المنشورة في كل مكان لرئيس، في بغداد التي تطالها الصواريخ الإيرانية فتحولها إلى ركام؛ بجانب هذه الإحالات ثمة بعض المشاهد الوصفية ،والصور المضمرة للآلهة عشتار التي ترافق البطل ة الساردة (عشتار) كتعبير رمزي عن صورة بابل وآثارها وحضارتها التي تتعرض للانتهاك. تبدو الصورة فاعلة في بناء الرواية ،وخصوصاً وان الكاتبة تزاوج بين سرد الراوي العليم والسرد عبر ضمير المتكلم على لسنا عشتار التي بدت أكبر من سنها، فهي مع نهايات الرواية (أي بعد ست سنوات) ولم تنتمي للدراسة الجامعية،وقد حصل هذا الارتباك نتيجة قلة الخبرة في كتابة الرواية، حيث تكون الشخصية المهيمنة على مقدرات الرواية في ريعان الطفولة والصبا. فكيف اختارت الكاتبة الشخصية المعبرة عن صوتها وذاتها وعن الآخر الغائب بهذه الصورة. وقد حصل هذا الأمر بسبب تمثل الكاتبة لطفولتها وصباها فأعادت إنتاجها بشكل رواية، فاختارت الزمن الذي قضت فيها ست سنوات من عمر الحرب وعمرها، فكان السبيل أمام تحقيق هذا النوع من الكتابة هو أسلوب اليوميات الذي يوفر لها القدرة على حصر المشاهد، وترتيبها زمنياً، وكأنها تكتب سيرتها الذاتية، فالبدايات في الغالب تكون أكثر التصاقاً بالسيرة الذاتية، وذلك لأن مفهوم السيرة الذاتية الحقيقية، يتمثل في "الروايات والرحلات والمسرحيات والقصص وغيرها من الأشكال السردية. وتوسع مفهوم السيرة الذاتية العربية مقارنة بالسيرة الذاتية الغربية ،ويبرر أحياناً أخرى - وخاصة ما يتعلق بالسيرة الذاتية العربية الحديثة – بغياب الحرية من المجتمعات العربية مما يجعل الكاتب يلجأ الى كتابة سيرة ذاتية تحت مسميات أجناسية أخرى".[ص 246/ كتابة الذات ، دراسات في السيرة الذاتية:د. صالح معيض الغامدي، المركز الثقافي العربي(الدار البيضاء -بيروت،2013م)] وبهذا تكون السيرة الكاتبة قد دوّنت سيرتها ومنطقتها وأطلت على واقعها من خلال هذه الرواية /اليوميات/العنوانات الكاشفة. -3- تعد عشتار رمزاً للمرأة العراقية المهدورة الحقوق، ورمزاً متدفقاً بالعطاء ،ورمزاً للطفولة المحرومة من الأبوية، والمحبطة والمحاطة بالحرمان واليُتم، وهي شخصية أنثوية تنمو ببطء، خلال الست سنوات من الحرب تكونت رؤيتها وثقافتها ونمت شخصيتها، وباتت تفصل بين الاعتيادي والمبهم ، بين موت الأبوين ورعاية الجدة (الحبوبة) التي تخشى إن تنتهي حياتها وتموت، الزمن هو زمن قتل وموت واندثار وتحولات خطيرة تتلبسها عقدة الخوف من (أبو بريص)، واحد من الزواحف التي تسلق الجدران، وتخيف الصبيان؛ وهذه العقدة لها أكثر من سبب ، ربما لظلام البيوت القديمة وشحة الضوء والأساليب الحديثة في النظافة والوقاية. الاسم كما تقول العرب هوية الإنسان وهو علامة لوجود شخص له ملامح خاصة، أو كما تقول:" اسمي عشتار حملته خجلاً وهمّاً طوال سنوات طفولتي وصباي، ثم بدأت أتعايش معه وأحبه وانتمي إليه حتى استطعنا أن نتفاهم معاً عندما اقتربت من عقود الحكمة والهدوء".[ص9/ دار الحكمة، ط2(لندن، 2023م)]. وقد نتساءل : ماذا تعني عشتار للعراقيين، أو للعراقي، تلك الأنثى التي قادت تموز إلى العالم الأسفل وتخلت عنه، وجعلته ضحية لها؟ من خلال هيمنة عشتار على حركة السرد والكلام في الرواية، يتم استحضار الذكريات والرحلات، وهو أيسر من الاسترسال الدائم وكسب الحرية في التعبير حيث ترحل مكانياً من بغداد الى بعقوبة تتحول الرواية إلى يشبه الرحلة حين تقول: "حقيبتي ثقيلة، قد تطول رحلتي الى بيت جدي، خالتي الكبيرة نداء ،وصلت قبل أيام من السليمانية مع زوجها وانيها، خالتي مودة في طريقها من البصرة، والعائلة بانتظار خالي فارس الذي لم يستطع النزول في إجازة طوال الشهرين الماضيين حيث معارك الحاج عمران في القاطع الشمالي".[ص220-221] فالحرب متوغلة في حياة الناس، فحتى مودة الطبيبة في البصرة هي الأخرى تعيش الحرب من خلال القصف اليومي على المدينة، حيث سيُضرب المستشفى الذي تعمل فيه، ولكن القدر انقذها ؛بسبب تعرضها للإسقاط في حملها فنقلت إلى بغداد. مشكلة الرواية ان شخصية عشتار وفقاً لعمرها ووعيها غير مؤهلة لسرد مثل هذا العمل الروائي الكبير ،لأنها تصدم القارئ وتشكك في قناعاته وفي منطقية الأحداث، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول وعي الشخصية وقدرتها على تنفيذ هذه البطولة برواية تقف بين الحياة والموت. -3- توجد مجموعة شخصيات نسائية كثيرة في الرواية ومتنوعة، نثرتها الكاتبة للتعبير عن وضع مجتمع النساء في ظل ظروف الحرب، فعايدة التي يتوفى زوجها العسكري في اجازته، ولا يحصل على استحقاقه الكامل، وترك ابنه خالد تحت رعايتها، تضطر للعمل في مجلة (ألف باء)؛وهناك تتعرض الى غوايات رئيس التحرير عباس الرجل الكبير والجاف، فترتبط به سراً بلا عقد زواج وتستمر العلاقة حتى نهايات الرواية فتتكلل بالزواج، وكانت هذه العلاقة مثار همس وتقولات في المجلة وبين نساء المحلة؛ بينما تتزوج سندس زواجا ً تقليدياً، ومودة تتعرض للإسقاط بسبب القصف وبسبب عدم وجود لغة مشترك بينها وبين زوجها. لهذا تطلب الطلاق بعد ذلك مع نهايات الحرب ،وكأن إحساسها كأنثى يدفعها للبحث عن قوي يمثل المجتمع الذكوري المسيطر، في ظل ظروف الحرب الخانقة. أما العجائز فلهن تاريخهن وحياتهن وبحثهن عن الأخبار والمستجدات فما زلن يتمسكن بأهداب الماضي ويعشن في ظلاله، يشعرن بالحسد والغيرة من الاخريات ،ويردن ان يفرضن رؤيتهن القديمة في طاعة زوجة الابن وتلبية طلباتهن. أما رغد فتعيش حياة مؤلمة بسبب طلاق زوجها لها فهي معلقة بين الأبناء والحرمان. وكحال المرأة في الرواية كان حال الرواية نفسها، متنوعة وهشة ،تتعرض في الغالب إلى مسلمات ثابتة،،غير قابلة للتغيير، ولا تصحو إلا عند نهاية الحرب في 8 آب 1988م، فتجد نهاية الحرب عبارة عن كلمات نارية وأغنيات؛ في الوقت الذي ذهبت فيه الضحايا أدراج الرياح، من دون ذكريات ولا أحلام ولا تاريخ يجسد تلك التضحيات. تبدو النساء مستسلمات إلى قدرهن تماماً، وقراراتهن بيد الرجال؛ فالحرب أعادت التفكير الذكوري إلى الخطوط الأولى، كما تبدو الشخصيات الذكورية مشوشة تخشى نقد السلطة وخائفة ان تمسها بشيء، فعندما مات زوج عايده، وبقيت وحدها مع ابنها خالد، قالت إحدى النساء: - عيني بعدها بعز شبابها، شلون راح تربي الولد وحدها ينراد لها رجال.[ص28] ومن هنا تشتري جدة عشتار لخالد ولعشتار هدية ذات رمزية خاصة تتعلق برسم الجندر، او الرموز الأنثوية والذكورية الكامنة في تصورات المجتمع الذكوري نفسه، والذي دجنته الحرب وزادته تضخماً، اذ تقول الكاتبة/البطلة: "اشترت لي جدتي (تُنكة) وهي أشبه بمزهرية من الفخار الملون ترمز إلى الإناث، ويقابلها الإبريق المخصص للأولاد، تنكه لي وإبريق لخلد."[ص37] رمزية التنكه تحيل إلى المهبل يقابله الإبريق الذي يحيل الى ماء الذكورة وعضوها، في تمثيل واضح لفعل الخصوبة واستمرار الحياة بالرغم من الحروب والهفوات، حيث تحاول خلق التوازن بين الصورة والصوت، صوت الإبريق ولهف التنكه لسماع خرير الماء فيها،ومع تغلب الإبريق وتدفقه الإيجابي واستسلام الأنثى السلبي للهدية ذات الرموز الواضحة، تبدو المرأة كئيبة تحاول قراءة صورتها وتاريخها وأنوثتها عبر المرآة، من أجل نظرة إعجاب واحدة من الرجل. وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات، في ظل الأحلام الضائعة؛فقد كانت مدرسة عشتار في الوزيرية "مملكة نسائية بحتة، لا رائحة للذكور فيها".[ص158[ فلما انساقت عايده مع عباس في علاقة جسدية ،أبهرتها رائحة الرجل وقوته، مؤثراته، وكأنها تمارس علاقته بالرجل لأول مرة، وكأن حياتها مع زوجها السابق لم تكن بين رجل وامرأة، فلماذا تشعر الأرملة بهذا الحرمان! هل ترى علاقتها بالرجل فرصة لا تعوض؟ فقد كانت عايده ترى أن الرجل" هو الأقوى، دائماً الأقوى، هو من اختار حياته دونها".[ص281] أما العانس فان دبيب اليأس يسري في مفاصل حياتها، في وقت تبتلع الحرب الكثير من الرجال، فلا يطرق بابها أحد، أما رغد المطلقة التي هجرها زوجها وطلقها؛ فقد بقيت تواجه المجهول لوحدها ،في زمن الحرب حيث تتصدع جبهات البيوت ،وتتحمل المرأة الثقل لوحدها، فتحاول قدر الإمكان الاستسلام للأمر الواقع، فلم تعد العلاقة بينها وبين زوجها هي مجرد حاجة جسدية ، بقدر ما هي علاقة مصيرية لا يمكن الفكاك منها؛ ولهذا عندما تفقد الزوج تبقى مجرد دمية في مهب الريح، ترتضي بالعلاقة السرية، او ترتضي بالقنوط والحيرة كما هو حال رغد وأزمتها. -4- لعل وجود كلمة (سمعت) في عنوان الرواية في عنوان الرواية يثير الكثير من الأسئلة: هل يلغي وجود الرموز والإحالات الأسطورية في الرواية سرديتها المفتوحة؟ هل كشفت الرواية عما هو مسكوت عنه؟ هل كانت الرواية تعبيراً صادقاً ضد الخيانات المستمرة سياسياً وجسدياً ونفسياً؟ هل كان عزوف الرجال عن النساء لأسباب منطقية كما هو الحال بين إيمان وزوجها ،ورغدة مع زوجها؟ هل عبرت الرواية عن النهايات أكثر من البدايات؟ وهل جاء السرد الروائي الذي اختطته الكاتبة اعتباطياً ،أو انه كان تعبيراً عن سلاسة الكتابة؟ في البدء لا بدّ ان نقول بأن هذه الرواية رواية أفقية، بحسب ما جاء في ترتيب فصولها ،وسيرها الزمني الأفقي لست سنوات من الحرب، كما جاءت لغتها على مستويين: الأول، السرد العام والرئيسي، وبعض حواراته جاءت باللهجة العراقية العامية. والثاني، كان عاماً يمثل الطبقات او الفئات الاجتماعية الشعبية، وكذلك كانت الأخلاق عامة ورزينة ومعبرة عن قانون العيب ،ولكنها من الداخل والأعماق (الصناديق، العالم الأسفل لعشتار البابلية)هي عالم الجنس والخمرة والمتعة وفساد الأمكنة والهزيمة كاليتم والترمل والعنوسة؛ كما هي حال السلطة ظاهراً محترمة وضرورة ،وفي الأعماق خوف ورهبة. فعالم الحياة عدة عوالم حرب مدمرة، وعالم الأثاث الراقي والحفلات ،وعالم الجمال الذي دمرته الحرب ، كما في رويتها عن صديق خالها، وهو " يحكي الأهوال التي مرّ بها خلال المعركة الأخيرة، طلب منه فارس أن يخفض صوته، فنحن نجلس في الحديقة تحفنا الأشجار متراصفة والسياج قريب، وحتى الشارع قد تكون له آذان تميز لكنه الغضب والحزن التي يتحدث بها (نصف) الشاعر الذي يداعب أوتار العود تماماً كما يحيك كلمات قصائده، الجندي الذي عاد من الموت بعد أن شهد على موت رفاقه"[ص240] فمن المحتمل أن يحصده الموت"الذي لا يميز بين شاعر جندي وإنسان جندي، لا يكترث بقصائد تكتب في وصفه،وتحكي الصراع مع الحياة على جبال مشتعلة".[ص241] وقد نتساءل: لما تدفع الأمهات ثمن رحيل أبنائهن حزناً؟ والإجابة تعني أن آثار الحرب لا تنتهي بانتهائها، وغنما تبدأ حين انتهائها ،وقد تكون النهاية، أشبه بمقص الرقيب ،وهذا ما كانت تعانيه رغد التي انفصل عنها زوجها وتركها معلقة. حيث "كل شيء يخص رغد كان ناقصاً ومبتوراً ، خاضعاً لمقص الأيام الذي لم يكن يلعب مع عبثنا آنذاك، حتى أوراقنا المدرسية كانت دائماً مقصوصة من الجوانب".[ص59] وهذا المقص هو المسكوت عنه ، كما كانت العمة فطوم متحفظة وهي تركب في سيارة الأجرة لأن" كثيرين من المخابرات أيضاً سائقو أجرة".[ص148] حتى عباس رئيس تحرير مجلة (ألف باء) كان يشعر بانه مقيد، ويخشى مؤيد، المحرر الأدنى منه، لهذا كان يقول:" أنا مرغم على كتابة ما لا أحب، وحتى لو كنت مقتنعاً بالمبدأ بما اكتبه". كما يقول:" ممنوع عليَّ أن اقترح بل أدعم وأشجع أفكاراً جاهزة، قلمي مخنوق مقهور، وأنا مقهور معه".[ص334] وفي مواضع أخرى يرى بأن الحراس وموظفو الاستقبال يتابعون بصمت بالرغم من صخب الحرب والصواريخ والتلفزيونيات " كل ما يجري كأنه عرض سينمائي، يعرفون قصص الغرام ومشكلات النساء العائلية ومغامرات الرجال، بل يكتبون تقاريرهم الدورية إلى المخابرات بلا شك وربما يكون هم من الأمن والمخابرات من يدري؟".[ص356] فالسماع الذي اقترحته الكاتبة في عنوان روايتها، هو فكرة/ ثيمة رئيسية، لأنها تتعلق في بناء النظام، وبناء الحياة، كل شيء يتصل بالأعلام والأخبار وزعيق المذيعين للتشويش على الاختراقات العسكرية بين الجيشين، كما توجد حالة من الايهام او الوهم يخلقها السماع ويرسخها حتى تغدو كالأحلام والرؤى، ثم تتحول إلى قاعدة رصينة، ومن هنا تبدو بعض الكلمات العابرة ذات أهمية راسخة في بناء الرواية النفسي والتعبيري، وفي علاقة السرد بالموجودات والأشياء، فقد كانت هه الرواية رواية حرب، كتبت بعد نهاية الحرب ،وقرأت ما سمعته عنها فدونته ليكون صورة حية لمجتمع خنقته الحرب بجبال من جليد.
#قيس_كاظم_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي بابا والخيانة المضادة
-
المحجر.. المكان والموقف
-
صندوق الغائب *قراءة جديدة في قصص(المملكة السوداء)*
-
المقالة الأدبية وحكاية (الرجل الفسيل)
-
المفارقة في حكايات (الفاشوش في حُكم قراقوش)
-
شعرية الخيانة في كتاب (مخاطبات الوزراء السبعة)
-
ذكريات مؤجلة في (الرحلة الناقصة)
-
السرد والمقام في كتاب (العبرة الشافية والفكرة الوافية)
-
هل كانت قصيدة النثر سومرية..؟
-
شعرية التزوير في حكايتين عربيتين
-
ذكريات سياسية في كتاب (مقتطفات من الذاكرة)
-
بنية التوقيع في قصائد : اكليل موسيقى على جثة بيانو - للشاعر
...
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|