|
#سوسيولوجيا_الاشهار_الطقسي
واثق الحسناوي
الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 18:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن امام كارثة كبرى احلّت بالعربِ بصورةٍ خاصة، والمسلمين بصورة عامة وهي ؛ الغلو في الدين او الممارسات الطقسية، وهذا ما مرّت به الاديانُ الاسيوية والهندوفارسية تحديدا الى يومنا هذا ، والكنائس في اوربا سابقا في القروسطية في مرحلة الصراع الكاثوبورستانتي،اذ كانت تستثمر كافة مظاهر الغلو الاشهاري، لغرض ترسيخ عقائدها المثيلوجية بدوكَما اشهارية لاهوتية صنمية عبر تجليات وتمثلات، من كلمات وعبارت وشعارات وصور ورسوم وتماثيل ومنحوتات او حركات جسدية مختلفة (لغوشارية) اخذت طابعا زمنيا ومكانيا مقدّسا لدى الاتباع عبر قرون من الزمن، كان الهدفُ منها هو الحاجة الى عطف ورضا الطبيعة او تنظيم المجتمع وضمّه عبر منظومة مقولبة معينة، يسهل السيطرة عليها وتوجهيها كما يوجه الراعي القطيع ،واستمرت هذه الأفعال والاقوال والفنون والرياضات الى يومنا هذا بدعم من الكهنة والسدنة ورجال الدين ،تنمو وتطور ككرة ثلج وتتغير نوعا ما حتى وصلت الى حدّ الاشباع والتخمة منزاحة عن مسارها الاول بتأييد جماهيري قطعاني منقطع النظير، وهنا يجب الإشارة الى وجود المخادمة والمقايضة بين طرفي العملية الاشهارية التواصلية ( المرسل / رجل الدين، والمرسل اليه/ القطعاني) فالمرسل يبحث عن السلطة والقوة والنفوذ والسيطرة عبر سلاح التمثلات الدينية السحرية او غيرها ، والمرسل اليه يبحث عن تلبيه حاجاته من امن وامان واستقرار واطمئنان وتوفير العيش الكريم او البسيط وضمان حياة مابعد الموت وهي مثيلوجية سومرية بحتة ، فالاولُ يستقتل من اجل دفع اتباعه لعبادته الى درجة الاستشهاد والتضحية والفناء من اجله بحججْ واهية، تدّعي انها تضمن له العيش الكريم فيما بعد، والثاني يتمسك بالاول بصورة قدسية قلّ نظيرها، كونه يراه المخلص والمنقذ والوسيلة التي تخلصه من عذابات الحياة ونغص العيش، طلبا للخلاص الابدي ( وهذا مالمسناه في معظم الديانات القديمة بلا استثناء)، وهكذا نجد الأول يتماهى في تعذيب وارهاق وتكليف الاخر وصهره في بوتقة افعاله السحرية الوثنية الصنمية، والثاني يتماهى في تضحياته وايثارات من اجل إرضاء الاخر ،طلبا للخلاص وهكذا تتم العملية التخادمية بين الساحر والمسحور في معظم الديانات الوثنية القديمة للحضارات التي سبقتنا بالاف السنين، بخاصة الهندية الاسيوية منها، اذ لم نجد مثل هذه التمثلات في الديانات السومرية القديمة بهذا الشكل المفرط والمبالغ فيه مثيلوجيا . ولكن في اوربا وبعد نشوء الفلسفة الاغريقية العقلانية واليونانية البرهانية،و الحقائق العلمية، ووجود المحركات العقلية للذات العلمية، عبر الاستدلال والبرهان والاستبيان والتمحيص والتدقيق تم اخضاع جميع النصوص والتمثلات والسلوكيات والأنشطة الطقسية الى معيار العقل وأدوات العلم لتشيذيب وتهذيب وتمحيص وتنظيف وتعقيم ، هذه المثيلوجيات الوثنية الصنمية او حتى ما شاب المثيولوجيات الرسالية الحالية، وبهذا تم فصل الخيال والتخيل والسحر والاساطير الشعبية عن العقل والعلم والواقع عبر معيار الاستدلال والبرهان والاستقراء والمعايرة والمقايسة، وهكذا تخلّصت شعوب اوربا من اكبر طوق وثني جثم على صدور شعوبها، وبدأت أوربا تنهض بالعلم والمعرفة والفن والادب والقانون وترسخ وجودها وتضمن حقوق أبنائها بقوانين وضعية، جعلت من الجميع سواسية امام القانون بمختلف اجناسهم واعمارهم وجنسياتهم ولغاتهم، وتخلّصت من العنصرية الدينية المقيتة القذرة، التي أغرقت اوربا في ظلام دامس وبحور من الدم والظلام والجوع والفقر والهلاك والفساد والالحاد، فكان للاشهار العلمي المضاد دورٌ كبيرٌ في رفع الغطاء عن هكذا مماراسات حيوانية مورست ضد البشر بحيونة صارمة .اما ما يجري من غلو فاحش وجائر ومقيت في بلداننا العربية والإسلامية اليوم او قبل هذا بقرون ، فمنبعه الحضاراتُ الاسيوية القديمة وتحديدا ( الهندوفارسية) التي دخلت الإسلام كرها او طمعا او خشية، لذلك ظلّت تمارس ما تراكم من ممارسات طقسية قديمة لها وهي في الحاضنة الإسلامية بدليل انها الى اليوم لم ولن تتخلى عن حضاراتها القديمة، فتجد جميع ما يتعلق في حضاراتها القديمة من رموز وقيم وشعارات وصور موجود في اعلامها الرسمية او الاجدر والمداخل للبنايات الرسمية كالمطارات ومحطات القطارات والمتاحف والأماكن العامة، كونها تعتقد برمزية هذه التمثلات والتجليات اللغوشارية، وقد اشيع في مناطقنا العربية مثل هكذا مماراسات وفعاليات وانشطة وتجليات وتمثلات وفنون وثنية صنمية منذ دخول هذه الشعوب الاسيواوربية الى الاسلام والى وقتنا هذا على الرغم من مناقضتها للاسلام بشكل قاطع وقطعي، وتحت ظل ودعم او سكوت كثير من رجال الدين من أصول اسيوية سنة وشيعة ،فهي مدعاة للتأمل والعرض والنقد بخاصة كونها ممارسات وشعارات ونصوص ليست مقدسة او معصومة او منزلة من السماء، لذلك وجب نقدها نقدا عقلانيا، لتخليصها من شوائب الخرافة والدجل والتدليس والأدلة، التي اوصلتنا الى اقذر مرحلة في التاريخ –على الرغم من اننا نعيش في عصر التكنولوجا والتقدم والسوبرنيطيقيا للأسف- لذلك نحذّر من تسيس الدين عبر عناصير من أصول غري عربية بواسطة هكذا مماراست منحرفة صنمية ظالة _ وهي حاصلة وواقعة فعلا_ ومن ركوب المنابر الدينية خلال ممارسة الطقوس من قبل المتدينين الجُدد- وهم في واقع الامر وباطنهم وظاهرهم وثنيون بامتياز- اذ ان كلَّ السلوكيات والاقوال والافعال والتجسيدات والتمثلات والتجليات والنصوص والشعارات والفنون.. تؤكد بصورة قاطعة و قطعية انها أنشطة وممارسات وفعاليات وتجليات وتمثلات وحمولات دلالية وهمية وهنية غير بشرية او عقلانة اطلاقا بعيد كل البعد عن الإسلام والعقل والعلم والإنسانية والمنطق والبرهان، بدليل ان كثيراَ من رجال الدين في العالم رفضها ان لم يكن حرّمها ، كونها ممارسات وثنية بحجّة انها لم ولن تذكر في القرآن الكريم او السنة النبوية الشريفة او مذهب اهل البيت الاطهار عليهم السلام .بل هي تراكمات لديانات وثنية سحرية بدعية صنمية (هندوفارسية) اسيوية بحته، ابعدت الدين المحمدي العلوي الحسيني الاصيل عن جادة الصواب .لذلك ننصح ونوصي بمكافحة هذه الفايروسات الطارئة والدخيلة على الاسلام عبر معايرتها ومقايستها مع القرآن الكريم وسنة الرسول الاعظم و مذهب ال بيته الاطهار،من قبل رجال الدين الاشراف أولا والاكاديميين العلميين المهنيين ثانيا ، ومن قبل المسوؤلين الوطنيين ثالثا ،عبر تشخيص مصادر وتمثلات هذه الجماعات وعرضها للتشريح والنقد العقلاني والمعايرة والمقايسة، ثم إعادة صياغتها صياغة عقلانية علمية رصينة تتماشى مع القران والسنة ومذهب اهل البيت عليم السلام، فإن وجدت وطابقت وشابهت وحاكت فبها، وإن لم تُوجد وهي ابتداع وبدع المتدينين الجدد من الاعاجم والأجانب، فعلينا تركها ومكافحتها والا فعلى الدين السلام؛ الذي اوصلنا اتباعُه الوضعيون المؤدلَجون المسيسون الى مرحلة التحيون والقطعان. .
#واثق_الحسناوي_اكاديمي
#واثق_الحسناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة من تحت التبن.!
-
انثربولوجيا شيزوفرينية
-
#اصوليات_عاهرة
-
المعدان وتشظي الهوية
-
كيف تعرف انك معيدي .
-
تصنيم المجتمع
-
مثيلوجيا صناعة الصنم
-
صعود الهامش وهبوط المركز ايديولوجيا
-
عقلنة النص الميثولوجي والايديولوجي .
-
صناعة خطاب المراة مثيلوجيا
-
غريزة التوحش
-
تماهيات الأنا في الآخر على المسرح التراجيدي في قصيدة - رسالة
...
-
الخطاب الاشهاري الراديكالي اشكالية التنظير والتطبيق.
-
فيلمُ شاشSHASH قراءةٌ سيميائيةٌ حِجاجيةٌ تواصلية في النقد ال
...
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|