استغاثة قاضي أمريكي...

كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 18:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

على موقع فوكس نيوز، كتب منذ يومين ʺفيل جينʺ و هو قاضي أمريكي، عن خطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال فقال: ʺلقد حذّرت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة من أنّ انتشار الصور الجنسية التي يتم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي للأطفال يفتح الباب للتطبيع مع الاعتداء الجنسي للأطفال...
و هذه الظاهرة لا تقتصر على بلد بعينه حيث يحذّر الخبراء من وجود وباء مشابه في الولايات المتحدة الأمريكيّة من قِبل الأشخاص الذين يميلون للاعتداء على الأطفال فيعمدون لإنشاء صور جنسية مزيفة و لكنّها تبدو واقعية للغاية للأطفال فقط مما قد يؤدي إلى تطبيع هذا السلوك الدنيء للاعتداء على الأطفال مع صعوبة معاقبة الجُناة ذلك أنّ مؤسسات إنفاذ القانون ستجد صعوبات متزايدة في التمييز بين الصورة الحقيقية و تلك المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي!!ʺ
يواصل الكاتب الأمريكي كلامه مذعورا فيقول: ʺيبدو أنّ أطفالنا و عائلاتنا قد باتوا يقعون مباشرة في طريق شرّير لم نشهده من قبل و في حال لم نقف لمواجهة هجوم هذا الشيطان فانّ الرجال و النساء الأشرار سيلتهمون عقول أطفالنا و أجسادهم و أرواحهمʺ.
هذه، يا سادة، استغاثة مواطن أمريكي برتبة قاضي محترم يخشى على الإنسان من عواقب هذا الاختراع المدمّر الذي استنبطه الإنسان ليبث الفوضى و الانحطاط في المعمورة كلّها.
لو كان هذا كلامي أنا أو أي شخص عربي آخر لَهَجَتْهُ الشبكة العنكبوتية العربية من المحيط إلى الخليج و اتهمته بالجهل و التخلّف و لاعتبرت أنّ الذكاء الاصطناعي تطوّر رائع لفائدة البشر!!
طبعا أغلبنا مازال يجهل أبجديات هذا المسمّى بالذكاء الاصطناعي و أوّلهم هذا القاضي الأمريكي ذو الفطرة السليمة الذي استهلّ مقاله قائلا: ʺمعظم الأمريكيين ليس لديهم أدنى فكرة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي و ما تعنيه لسكّان العالمʺ.
و ربّما لذلك خرجت نائبة الرئيس الأمريكي ʺكامالا هاريسʺ لتوضّح للنّاس الخائفة غير الفاهمة و تقول لهم بشيء من التطمين: ʺالذكاء الاصطناعي هو نوع من الأشياء الرّائعة و هو يعني التعلّم الآلي حيث يتم تعليم الآلاتʺ.
لكنها ما لبثت أن استدركت فقالت: ʺو لكن جزء من المشكلة هنا يتمثّل في المعلومات التي سيتم إدخالها في الأجهزة و التي ستحدّد بعد ذلك القرارات التي يتم اتخاذها...ʺ.
انتهى كلام المسؤولة الأمريكية البارزة، و لن تنتهي مآسي البشر بعد هذا الاختراع الأمريكي المرعب...
و الآن...
كيف سنحمي أنفسنا نحن العرب من هذا الشيطان المتربّص بنا و ببيوتنا و بكل إنسان يسعى إلى أن يكون، قدر المستطاع، سويّا مستقرّا، يحيا مرتاحا في حضن عائلة دافئة و في وسط مجتمع متراحم يُوقِّر الشيخ الكبير و يعطف على الطفل الصغير و يحترم و يُعاضد الأم و الأب اللذان يكدحان لتكوين أسرة سليمة في كنف الأخلاق العربية النبيلة: أخلاق التوادد و الاحترام.
كيف سنتهيأ لهذا الصراع القادم من بعيد ليُسيطر على أرواحنا النقيّة و يُلوّث فطرتنا السليمة؟؟؟
و كيف سندخل غمار هذه الحرب المبتدعة التي يجرّوننا جرّا إليها اليوم و بأي فكر و بأي سلاح؟؟؟
هل أنتم مستعدّون لسماع رأي و خُطتي؟؟؟
اتركوا لي بعض الوقت فاني متعبة اليوم و إن كنتُ لأخشى، إن تكاسلتُ أو تأخرتُ، أن يسرقوا قلمي منّي و يُجيبكم الذكاء الأمريكي بدلا عنّي!!

#كريمة_مكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات