عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 22:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جاء مفهوم الروح المنفصلة عن الجسد من فكر الحضارات الواعية القديمة حينما فكرت وبحثت ميتافيزيقيا عن ما بعد الموت وهل هناك بعث وعودة للحياة؟ وقد شاهدوا بأم أعينهم أن جسد الإنسان عندما يموت يتحلل ويندثر وهذا تماشيا مع قوانين الطبيعة التي تسري على كل الكائنات الحية.وبما أن هاجسهم الوحيد هو الخلود والتشبث بالحياة فقد أبدعوا حيلة تقسيم الكائن الإنساني إلى مكون مادي مرئي ومحسوس وجامد (الجسم أو الجسد) ومكون غير مادي وغير مرئي كتعبير عن السلوك والإحساس والشعور (الروح) . فالجسد يفنى عندما يموت الكائن الحي أما الروح فتبقى تحوم هائمة في الفضاء في انتظار البعث لتلتحم بالجسد من جديد. وهذه الفكرة الطوباوية عند الإنسان البدائي والعوام لا يمكنها أن تبين علميا كيف تتفاعل الروح المتخيلة مع الجسد؟ ولهذا فهي فكرة متهافتة وضحلة مثل عقولهم البسيطة لانها لا تسطيع تبيان العلاقة بين الجسد وما يسمى الروح ثم كيف تخرج منه وتعود إليه؟ فالفكر الديني يغيب الأشياء مثل الإله والوحي والبعث هروبا من السؤال العلمي كيف تحدث هذه الأشياء "فالروح من أمر ربي"؟ والعلم يؤكد أن ما تسمية الأديان ب"الروح" كتمظهر سلوكي وإحساس وشعور وتصرف إرادي وغير إرادي للجسد ليس منفصلا عن الجسد ولا يمكن مغادرته ومرتبط به عضويا ومتحكم به عن طريق الدماغ والأجهزة العصبية التابعة له كيميائيا وكهربائيا وحركيا.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟