أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ذئاب .. وأغنام .. وكلاب















المزيد.....

ذئاب .. وأغنام .. وكلاب


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحرش الجماعى بالفتيات والسيدات، فى قلب القاهرة، فى رائعة النهار، أيام عيد الفطر، ظاهرة بالغة الخطورة تتطلب دراسات علمية وبحوثاً اجتماعية تقدم لنا إجابات موضوعية عن عشرات التساؤلات عن أسباب هذه البلطجة وذاك الانقلاب السلوكى الهمجى غير المسبوق، والذى يمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة فى المستقبل إذا لم تتم معالجة الأمر بصراحة وحسم على كل المستويات.
ويزيد من خطورة هذه الظاهرة المروعة أن المصريين كانوا- على وجه العموم- بعيدين عن مثل هذه الممارسات الكريهة، على الأقل فى العلن ووضح النهار وبصورة شبه جماعية .
وان القاهرة – وبخاصة منطقة وسط البلد – كانت من اكثر الأماكن أماناً فى العالم.
وان الدولة – تاريخياً – قوية ، بحيث إذا فكر عشرة أشخاص فى التجمع والتظاهر هرعت قوات جرارة من الأمن المركزى بأعداد تفوق أعداد المتظاهرين أضعافاً مضاعفة .
وان قوات الأمن إذا كانت غير موجودة لسبب أو لآخر فان نخوة المواطن المصرى العادى كانت دائما كفيلة بردع الغوغاء وشذاذ الآفاق.
فماذا حدث لكل ذلك؟
أين قوات الأمن؟ وأين نخوة الناس؟ ولماذا تحول أبنائنا إلى ذئاب بشرية يتعاملون مع عاصمة بلادهم كما لو كانت مدينة معادية ويتعاملون مع بنات وسيدات القاهرة كما لو كن سبايا مستباحات؟! ومن أين جاءتهم هذه المشاعر المريضة؟ وكيف تغلبت هذه الغرائز الهمجية على التنشئة الاجتماعية فى نظام التعليم المنهار؟
وكيف استفحلت هذه الظاهرة بهذا الشكل الجماعى فى وقت تتعاظم فيه أشكال التدين فى معظم مجالات المجتمع بصورة مبالغ فيها فى كثير من الأحيان، وفى وقت تقوى فيه شوكة تيارات الإسلام السياسى؟!
كل هذه الأسئلة – وغيرها الكثير – تحتاج إلى إجابات دقيقة حتى نستطيع أن نمنع ماهو أسوأ .
لكن ما هو اخطر من تلك الظاهرة المروعة، هو محاولة دفن الرؤوس فى الرمال ، بل ومحاولة البعض إنكار حدوثها أصلاً. وإذا كان البعض قد قام بـ "التهويل" فى تصوير هذه المهزلة فان الرد على هذا التهويل لا يكون بـ " التهوين" أو الإنكار . خاصة وان التقارير الأخبارية ليست مقتصرة على الصحف المستقلة أو مواقع الإنترنت بل ظهرت على صفحات جرائد "قومية" كبيرة تضمنت وقائع مخيفة، منها تلك الوقائع التى نقلها الزميل ايمن السيسى فى التحقيق الصحفى المنشور له يوم الأربعاء الماضى بجريدة "الأهرام" .
وهو الأمر الذى دفع أحد عشر منظمة لحقوق الإنسان لإصدار بيان قالت فيه "انه من غير المقبول تجاهل شهادات العديد من شهود العيان على الانتهاكات التى تمت خلال أيام العيد وفى مناسبات أخرى سابقة والتعامل مع القضية باعتبارها مجرد شائعات".
وأضاف البيان "أن ما حدث فى منطقة وسط القاهرة خلال أيام العيد هو مؤشر على مشكلات اجتماعية واقتصادية وثقافية كبيرة يعانى منها المجتمع المصرى وعلى الخصوص الشباب، كما تعبر عن فجوات قانونية تحتاج إلى الاعتراف بها وتكاتف جميع القوى لإيجاد حلول جذرية لها وليس التعامل معها بشكل سطحى لن ينتج عنه سوى تفاقم الانتهاكات لحقوق الإنسان".
واختتمت المنظمات بيانها بالمطالبة بسرعة فتح تحقيق شامل فى هذه الانتهاكات لإثبات المسئولين عنها، واتخاذ ما يلزم لضمان عدم تكرار تلك الانتهاكات فى المستقبل .
والمنظمات الموقعة على هذا البيان هى مركز الجنوب لحقوق الإنسان ، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان ، ومركز هشام مبارك ، ومركز "ماعت" للدراسات الحقوقية والدستورية ، والمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير ، ومركز قضايا المرأة المصرية ، والمرصد المدنى لحقوق الإنسان ، والبرنامج العربى لنشطاء حقوق الإنسان، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان .
ولعل المجلس القومى لحقوق الإنسان أن يدرس هذا البيان وان يتبنى – هو الآخر – المطالبة بالتحقيق الشامل فى هذه الفضيحة التى تدق لنا أجراس إنذار مدوية تحذرنا من انقلاب واسع النطاق قد يهدر السلم الاهلى إذا لم يتم تجفيف منابعه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذلك سد ثغراته الأمنية .
وفى كل الأحوال .. لا يجب ان ننزلق إلى التفسيرات السطحية التى سارع البعض إلى تسويقها من اجل حصر مناقشة هذه المهزلة فى إطار ضيق وخاطئ.
من هذه التفسيرات إلقاء اللوم على الضحية، اى على الفتيات والسيدات اللاتي تعرضن للمضايقات والتحرش الفج.
ويدخل فى نطاق هذه التفسيرات منهج الشيخ تاج الدين الهلالى مفتى المسلمين فى استراليا الذى شبه النساء غير المحجبات باللحم المعروض فى الأسواق .
فالغالبية العظمى من الفتيات والسيدات اللاتى تعرضن للتحرش فى قلب القاهرة محجبات، بل أن شهود العيان قالوا أن بعضهن منقبات، ولم يكن الحجاب أو النقاب رادعاً للذئاب البشرية .
وحسنا فعل الكاتب الكبير احمد عبد المعطى حجازى بتصديه لهذا الرأى المفزع بدفاعه أيضاً عن غير المحجبات، فالقول بأنهم لحم معروض للبيع فى الأسواق " تجاوز فج وعنف بالغ" فاللحم المعروض للبيع هو لحم الذبيحة أو لحم العاهرة . ومن حق الأستراليين أن يرفضوا كلام مفتى المسلمين فى استراليا ومن حقنا نحن أيضاً ان نرفضه ونبرئ منه الإسلام والمسلمين ..فالمرأة ليست لحما معروضاً فى الأسواق وليست أحبولة الشيطان كما كان ينظر إليها الرجال فى عصر الظلمات، وانما هى إنسان، هى أم الرجل، وشقيقته، وابنته، ورفيقة حياته، وفى هذا الإطار يجب أن ننظر إليها ونتعامل معها. والذين لا يرون من المرأة الا جسدها مرضى يرفضون وجودها فى المجتمع ، ويجعلونها ان ظهرت أمامهم مسئولة عن وساوسهم الجنسية، كما يجعل اللص ضحيته مسئولاً عن ارتكابه جريمة السرقة لأنه كان يسير حاملاً نقوده!
أن ما يثير غرائز هؤلاء السادة فى المرأة ليس وجهها أو شعرها وانما هى ثقافتهم التى تجعل المرأة مجرد جسد مثير".
هذا الكلام المهم الذى يقوله الكاتب الكبير احمد عبد المعطى حجازى يجعلنا ندرك حجم المأساة إذا ما وضعنا فى اعتبارنا مرة ثانية أن معظم الفتيات اللاتى تعرضن للتحرش فى قلب القاهرة كن متسربلات بالحجاب أو النقاب، بما يؤكد ان "الفتنة" ثقافة متخلفة عششت فى عقول هذه الأعداد الغفيرة من الشبان" .
لذلك .. وبعيداً عن نظرية " الإنكار" التى يختبئ وراءها البعض ونظرية "اللحم الأبيض" التى تؤدى إلى لوم الضحية وانتحال الأعذار لتلك الذئاب البشرية المسعورة، يجب ان ندرس، ونحلل، وبالعقل والعلم والموضوعية والحكمة والمسئولية .. دفاعاً عن أمهاتنا وبناتنا وحبيباتنا.. اى دفاعاً عن أنفسنا ومجتمعنا المدنى .
ويجب إلا ننسى أن معظم النار من مستصغر الشرر، وقديماً قالوا: "إذا كان عدوك نملة.. فلا تنم له" .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل التعديل
- -إبسن- .. و-دنقل-
- فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصدي ...
- ..إلاّ الماء والهواء يا حكومة
- باقة ورد إلى محمد عوده
- وادى دجلة .. فى خطر
- شكوى الفلاح الفصيح من بنك الائتمان الزراعى
- نوبل .. والفقراء
- كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى
- صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط
- كلام المصاطب.. وتقارير العسس
- جرائد .. قبرصية
- بلد .. شهادات
- البحث عن البيزنس فى جزيرة افروديت - 1
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 2
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 3
- قواعد اللعبة
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!
- الفنقلة!
- الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - ذئاب .. وأغنام .. وكلاب