سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس بخاف على أحد إن نظام الملالي ومنذ تأسيسه إعتمد على توظيف وإستخدام العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه ومآربه، وحتى إن تصفية معارضيه وکل من يخالفه تتم بناءا على طروحات ذات صبغة دينية بحتة نظير قانون المحاربة القرووسطائي وقبل ذلك کله الفتوى الدموية التي أصدرها مٶسس النظام خميني بإعدام 30 ألف سجين سياسي عام 1988.
جرائم النظام وإنتهاکاته کلها تتم بإستخدام العامل والغطاء الديني، وحتى إن کراهية المرأة ومعاداتها والمس بکرامتها وإعتبارها الانساني إنما يجري بإستخدام العامل الديني، وإن قتل الشابة مهسا أميني والذي کان العامل المباشر لإندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، إنما کان بسبب العامل الديني، وحتى إن مايسمى بدوريات الارشاد ومايعزم النظام على تشکيله مما يسميه"حارسات الحجاب"، إنما کله يعود الى إستخدام وتوظيف العامل الديني من أجل بقاء وإستمرار النظام.
لکن السٶال المهم الذي يواجه النظام على مر الاعوام المنصرمة عموما وبعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، هو: هل إن الشعب الايراني قد إقتنع بما يقوم النظام ويفعله بإستخدام العامل الديني وتوظيفه من أجل تحقيق أهدافه وغاياته؟ بطبيعة الحال، إن الاجابة هي بالنفي خصوصا إذا مانظرنا بإمعان الى الواقع الايراني والى الخط العام الذي يربط بين الاحداث والتطورات، ومن دون شك فإن النظام وبعد مرور 44 عاما على تأسيسه، يشعر بالخوف والقلق ليس من نأي الشعب الايراني بنفسه عن المفاهيم والطروحات الفکرية ـ السياسية ـ الاجتماعية للنظام والمبنية کلها على أسس دينية، بل وحتى من رفضها والتصدي لها ومواجهتها!
عندما يحث قائد الحرس الثوري، حسين سلامي مساعديه على انعاش القواعد وتفعيلها، واحياء الروح الاسلامية لاجتياز المصاعب، فإن هذا الحث قد جاء بعد إظهار لايرانيين غضبهم خلال مراسم العزاء في محرم من هذا العام بسياق وإتجاه يخالف مايريده النظام ويرغب به، فإن هذه التصريحات تدل على القلق والتخوف من إن مايعرضه النظام من قيم وأفکار ذات صبغة دينية، باتت غير صالحة ولم يعد يقبل ويأخذ بها أحد!
رجل الدين المتشدد، أعمد علم الهدى، ممثل خامنئي في مدينة مشهد والذي يعتبر من المقربين من خامنئي، أعرب عن انزعاجه من غياب المصلين عن منابر النظام، والانکى من ذلك ماقد کشف عنه عضو البرلمان الايراني سليمان ذاکر من إحصائيات بخصوص إفلاس سوق الدجل والمتاجرة بالدين من قبل النظام عندما إعترف قائلا:" لدينا أكثر من 75000 مسجد، بضعة آلاف من الحسينيات، بضعة آلاف من دور القرآن، لكن اذهبوا أيها الأصدقاء، ممثلو السلطات الثقافية، وشاهدوا، أكثر من 50000 من مساجدنا مغلقة أو شبه مغلقة"، نعم لم يعد الشعب الايراني ينخدع بکذب ودجل النظام وبتوظيفه العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة، وهذا يعني وبکل وضوح بداية الافلاس الفکري لنظام الملالي والذي يعني بالضرورة لإنهيار وسقوط هذا النظام عما قريب!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟