أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - هل إنتاج الابتكار يعد ضمن أولويات الجامعات الليبية الحكومية ؟















المزيد.....

هل إنتاج الابتكار يعد ضمن أولويات الجامعات الليبية الحكومية ؟


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 01:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قام الصديق الأستاذ الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي والبحث والعلمي المصري (الأسبق) بكتابة مقالة مهمة، وذلك يوم الخميس الموافق 10 أغسطس 2023م، في صحيفة المصري، بعنوان " من يقود الابتكار على المستوى العالمي " تناول كعادته - كمهتم بقضايا التعليم العالي- عدد من القضايا والموضوعات المرتبطة بالابتكار، وقدم رؤى قيمة حول الابتكار، وتأثيره على المستوى العالمي، حيث بين بأن أكثر المؤسسات إنتاجا للابتكار على المستوى العالمي هي الشركات العابرة للقارات، في حين أوضح بأن هناك تراجع لدور الجامعات والمراكز البحثية في إنتاج الابتكار أمام تلك المؤسسات العملاقة. ومع ذلك، فهو أكد بأن الجامعات والمراكز البحثية لا تزال لها أهمية كبيرة في مجال الابتكار. فهي تعزز البحث العلمي، وتشجع على التفكير الإبداعي، وتطوير المعارف الجديدة، والمهارات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجامعات لا تزال تقوم بدورًا هامًا في تأهيل الطلبة والباحثين وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لدخول سوق العمل، والمساهمة في عمليات الابتكار والتطوير. وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن أن نشير إلى أن الابتكار مرتبط إلى حد كبير بتحرك وفعالية الطالب أو الباحث أو الأستاذ داخل الجامعة، وهنا يتبادر إلى الدهن مقولة مالك بن نبي يقول فيها " إذا تحرك الإنسان تحرك المجتمع والتاريخ، وإذا سكن سكن المجتمع والتاريخ".
في الحقيقة إن السؤال الجوهري الذي يقفز إلى الذهن هنا ونحن نود الحديث عن الابتكار في الجامعات الليبية، هو : هل إنتاج الابتكار يعد ضمن أولويات الجامعات الليبية ؟
كما ينبثق عن هذا التساؤل عدد من التساؤلات الفرعية المهمة، وهي :
• ما متطلبات البيئة المحفزة للابتكار في الجامعات الليبية؟
• ما تحديات التي تواجه الابتكار في الجامعات الليبية ؟
• ما الحلول المقترحة؟
قبل الولوج إلى إجابات لهذه التساؤلات المشروعة أود طرح عدد من المقدمات المهمة، وهي :
• إن الابتكار والتطوير الجامعي يمكن أن يكونان أدوات فاعلة لتحقيق التنمية والاستقرار الطويل الأجل في ليبيا.
• قد يكون للابتكار الدور في تعزيز الاقتصاد، وتحسين فرص العمل، وتلبية احتياجات المجتمع في مجالات مثل الصحة، والطاقة، والبيئة.
• يمكن أن يكون للابتكار دور في تعزيز التعليم العالي، ورفع جودة التعليم في الجامعات الليبية. من خلال تطوير برامج دراسية مبتكرة وتبني تقنيات تعليمية وتعلمية حديثة.
• يمكن للجامعات الليبية تحسين تجربة الطلبة وتأهيلهم بشكل أفضل لمواجهة تحديات المستقبل.
وعموما، فأنه على مستوى الجامعات الليبية ارتبط مفهوم الابتكار مع صدور قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي رقم 1633 لسنة 2022م بشأن اعتماد لائحة تنظيم عمل مراكز الريادة والابتكار بالأكاديمية والجامعات الليبية، حيث تم تأسيس مراكز ريادة الأعمال والابتكار في جل الجامعات الليبية الحكومية بناءً على ذلك القرار، ولذلك فلعله من المفيد التأكيد بأن تأسيس هذه المراكز يعد اتجاهًا مهمًا في الجامعات الليبية.
هل يكفي إصدار لائحة لريادة الأعمال والابتكار ليكون هناك إنتاجًا للابتكار في الجامعات الليبية ؟
في الحقيقة نحن لا نقلل من أهمية وجود لائحة تنظم إنشاء وعمل مراكز ريادة الأعمال والابتكار في الجامعات الليبية، وهي خطوة هامة لضمان التنظيم والحوكمة والتوجيه السليم لهذه المراكز؛ إلا أن ذلك لا يكفي لضمان نجاح وفعالية هذه المراكز. إن من يحسن التأمل ويدقق النظر يستطيع أن يدرك بسهولة وجود عدد من التحديات تواجه إنتاج الابتكار في جل الجامعات الليبية الحكومية، حيث سأكتفي في هذا السياق بالتنويه إلى أهمها، وهي على النحو الآتي :
• الحاجة إلى التزام الإدارة العليا -على مستوى وزارة التعليم العالي والجامعات- بالابتكار وريادة الأعمال.
• ضعف ثقافة الابتكار.
• الافتقار إلى بنية وبيئة محفزة وداعمة لتشغيل وإدارة مراكز ريادة الأعمال والابتكار بفعالية.
• شح أو ضعف الموارد المالية.
• الافتقار إلى الربط بين المراكز والبرامج التعليمية في جل الجامعات، مما يقيد تدفق المعارف والمهارات المستقبلية إلى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
• ضعف البنية التحتية والمساحات الملائمة للأنشطة الابتكارية.
• انعدام أو قلة التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي والخدمي والمجتمع المحلي.
• الافتقار إلى الدعم والتوجيه المناسب للطلبة والباحثين الذين يسعون لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع تجارية.
• قلة أو ضعف البرامج التدريبية، وورش عمل، لتعزيز روح المبادرة وتطوير المهارات اللازمة للابتكار.
• الافتقار إلى وجود شبكة من الخبراء والمستشارين المتخصصين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال لتقديم الإرشادات والمشورة للطلبة والباحثين.
باختصار، فإن التحديات سالفة الذكر هي تحديات مقتضبة، ولكنها أقرب للواقع المسكوت عنه، حيث إن المجال لا يتسع للحديث عنها بشكل تفصيلي. إن ما يدعم وجهة النظر هذه هو ما يلاحظ عن غياب أيّ إنتاج للابتكار، وتأثيره الإيجابي على المجتمع، وذلك على مستوى الجامعات الليبية الحكومية كافة.
وعموما، فإن اللائحة هي أداة هامة لضبط إطار عمل مراكز ريادة الأعمال والابتكار في الجامعات الليبية، ولكن يجب أن تتوفر أيضًا عدد من المتطلبات اللازمة لتحقيق النجاح والتأثير الفعال لهذه المراكز.
وحتى لا تظهر أي مفارقات محتملة أو غير محتملة، نتيجة لتشابك وتعقد وتعدد التحديات التي تواجه إنتاج الابتكار في الجامعات الليبية فأنه يمكن تبني رؤية مستقبلية تتضمن عدد من الإجراءات الداعمة والمحفزة للابتكار، وهي :
• يجب تعزيز الإرادة السياسية لدعم الابتكار وإدراجه كجزء من الخطط الوطنية للتنمية.
• مراجعة وتطوير التشريعات والسياسات داعمة للابتكار وريادة الأعمال في الجامعات. فمثلا : أن تتضمن هذه السياسات آليات تمويل وتشجيع للابتكار، وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الناشئة، وتعزيز تبادل المعارف والممارسات بين الجامعات والمؤسسات الأخرى.
• تعزيز ثقافة الابتكار بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
• توفير الدعم المالي والموارد اللازمة لتحفيز واستكشاف وتطبيق الأفكار الابتكارية.
• تعزيز التدريب والتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس والباحثين، لتعزيز مهاراتهم في مجال الابتكار وتحقيق البحوث ذات الجودة العالية.
• مراجعة وتحديث المناهج الدراسية وتحسين وتطوير عمليتي التعليم والتعلم بحيث تكون قادرة على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، من خلال تشجيع التفكير النقدي، وحل المشكلات، وتطبيق المعرفة.
• تعزيز التعلم العملي والتفاعل مع الصناعة والمجتمع بشكل عام. من خلال توفير فرص التدريب والتدريب العملي والمشاريع العملية التي تتطلب الابتكار.
• توفير حوافز مادية ومعنوية لأعضاء هيئة التدريس والطلبة لتشجيعهم على الابتكار. يمكن أن تشمل هذه الحوافز المنح البحثية، والجوائز وفرص التمويل والتوجيه الفردي للمشاريع الابتكارية.
• تعزيز التعاون والشراكات بين الجامعات وقطاع الصناعة. يمكن تنفيذ ذلك من خلال إنشاء برامج تبادل المعارف والممارسات والتدريب والبحث المشترك بين الجامعات والشركات.
وأخيرًا يمكن القول، بأننا نخلص إلى أن تحقيق التغيير في هذه الجوانب يحتاج إلى تعاونًا شاملاً بين الجامعات، والحكومة، والمؤسسات الصناعية، والخدمية، والمجتمع المحلي.كما يجب أن يتم التركيز على بناء بيئة محفزة تدعم الابتكار وتشجع على التعاون وتبادل الخبرات والممارسات والمعارف، لتعزيز القدرات البحثية والابتكارية في الجامعات الليبية، ليكون إنتاج الابتكار ضمن أولويات الجامعات الليبية الحكومية



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستراتجية الوطنية للتعليم العالي في ليبيا إلى أين تتجه ؟
- الحاجة إلى تحديد الجهات التي يحق لها إصدار المجلّات العلمية ...
- عالم الاجتماع العربي حليم بركات ...كما عرفته
- هل تمتلك الجامعات الليبية القدرة على اسْتيعَاب ودعم المخترعي ...
- قراءة نقدية لفكرة التعاون بين المراكز البحثية التابعة للهيئة ...
- النظرية الاجتماعية والنظارة الطبية : محاولة لفهم وتوظيف النظ ...
- هل تصلح النظريات والمفاهيم الغربية كمدخل لفهم وتحليل وتفسير ...
- الدعوة إلى مراجعة الأفكار والتصورات عن المجتمع الليبي
- قراءة نقدية في مبادرة المبعوث الأمم المتحدة في ليبيا - الواق ...
- نكبة 1948م قراءة نقدية
- هل يستطيع الباحث في علم الاجتماع التجرد من معتقداته وقيمه وا ...
- هل الجامعات الليبية بحاجة إلى التصنيفات العالمية ؟
- قراءة نقدية عن : المؤتمر العلمي الثاني للجمعية الليبية لعلم ...
- قراءة وتدبر في الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي
- الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية
- وهم العبقرية في المجتمع العربي
- ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟
- - مستقبل التعليم العالي في ليبيا
- لغة الحرب ولغة الحوار في الأزمة الليبية
- قراءاة نقدية لدراسة عن تحولات بناء السلطة التقليدية في المجت ...


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - هل إنتاج الابتكار يعد ضمن أولويات الجامعات الليبية الحكومية ؟