أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الجاهلية والحنين لزمن الذل














المزيد.....

الجاهلية والحنين لزمن الذل


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7700 - 2023 / 8 / 11 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم الباص هو عالم مصغر لما نعيش فيه, حيث نجلس مع عينات مختلفة من المجتمع, ونسمع صوتها, شكواها, احلامها, وبعض جنونها, لذلك ننصت لنعرف اين وصل المجتمع, واحاول هنا توثيق ما نسمع من أصوات وأفكار تتبعثر بين كراسي الباص, يوم الاحد المصادف 6-8-2023 صعدت الباص المتوجه من حي العبيدي باتجاه بغداد الجديدة عند الساعة الثامنة صباحا, كان في الكراسي الخلفية شابان يتناقشان حول الشأن السياسي, وكان نقاشهم بصوت مرتفع, قد يكون السبب محاولة للفت الانتباه والاهتمام, وقد يكون لعقد نفسية متحكمة بذاته, لذلك يلجأون للصراخ للتنفيس عن العوق الداخلي, وقد يكون تجنيد من قبل جهات لنشر الأفكار الغبية داخل المجتمع.
كان نقاش حول كيفية إصلاح حال البلاد والنهوض به, مع جبل الخيبات الكبير الذي نعيشه.

• نحتاج قائد طاغوتي ومتجبر
بدا الاول بطرح فكرة وهي: "ان العراق بحاجة لحاكم دكتاتور متجبر طاغية, كي نقضي على الفساد, ويصبح العراق اكثر امانا", انه الحنين لزمن الذل الذي تعبر عنه فئة من المجتمع, والتي لا تعرف العيش بحرية, وبغياب لطاغوت يهينها, لذلك تعبر عن الحلم الذي تنتظره وهو طاغوت جديد يسيطر على البلد ويوزع الذل على الشعب.
لذلك نجدهم يحترمون من لا يحترمهم, ويسيرون خلف كل مجرم, ويعظمون كل من يتجاوز القانون ويعتبروه رجلا فحلا شديد الذكورة, ولا قيمة عندهم للاخلاق والقيم الانسانية, بل المبادئ هي ما يفعله الطاغوت, وما اكثر هذه الفئة التي تعبر عن شوقها للذل يوميا في الباص, كأنها منظمة لنشر أفكارها داخل المجتمع.


• الشعب كله اكل حرام
كان اثنان يتناقشان حول أسباب تأخر البلد, وتسلط من لا يعمل للوطن طيلة 19 عام بعد زوال العفالقة فقال أحدهم : "الشعب كله اكل حرام, والشعب كله فاسد, والله يعطينا حكام على قدر أعمال الشعب, لذلك لن ينصلح حال البلد ابدا", وكان الآخر موافق لكلامه ويؤيده.
لغة التعميم لا يستعملها الا الجهال, وهي لغة ظالمة تجمع الفاسد بالصالح, وتوجه التهم للكل وليس للظالم فقط, فاذا اردت ان تعرف الشخص المتكلم فانتبه لطريقة كلامه, فإن كان ممن يعمم فاعرف انه جاهل, وهذه الفئة في تكاثر عجيب مما يدلل على توسع الجهل في المجتمع, وهو هدف أساسي لبعض مكونات نظامنا السياسي الذي يزدهر عمله كلما ارتفعت نسبة الجهل الاجتماعي, لذلك نجد الخرافة والاسطورة لها سوق رائج وتصبح عند البعض حقيقة مطلقة يقاتل الاخر عليها.

• خرافة الزمن الجميل
صعدت من كراج بغداد الجديدة متوجها الى باب المعظم, وما ان تحرك حتى بدا عجوز ذو شارب كث يتكلم عن زمن صدام ويقارنه بالزمن الحالي, فيقول:" كان العراق له هيبة كل الدول تخافه! وكانت الحصة التموينية الافضل في العالم! وجعلت العراقي لا يحتاج السوق! وكان الامان منتشر بسبب قوة صدام ونظامه العادل! وبقي غارق بهذه الاسطوانة العتيقة التي يرددها البعثية في الاماكن العامة بهدف جعلها ثقافة وحقيقة تجعل المواطن غير الواعي يؤمن بها, فخطاب بقايا البعث والعابثين هو تدمير الحاضر بأي وسيلة ممكنة.
في تلك اللحظة لم يسكت من في الباص, فكثر اللغط حتى قال شاب بصوت عال: "يا حاج انك تروج لحزب البعث المحظور, وهذا يدخلك في قانون الإرهاب, ويجب أن نسلمك لاقرب سيطرة"... فضحك كل من في الباص, وارتعد خوفا العجوز وتكلم محاولا تغيير الوضع المخيف الذي سقط فيه .. فقال: "كنت فقط امازحكم اي زمن جميل بل كان زمن الذل والعار والف لعنة على روح صدام المجرم".
نعم الكثيرون يرجون لزمن عار العراق (صدام) ويعتبروه الزمن الجميل في اكذوبة الهدف منها تدمير الذاكرة العراقي وتشكيل وعي منحرف يقبل رجوع بقايا حزب البعث المجرم.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتخبنا الوطني وفوضى الالوان
- الصحافة الساخرة طريق التسقيط الأنجح
- نظام صدام يسعى لحرب ايران -2-
- نظام صدام وافتعال الحرب ضد إيران
- معوقات بناء دولة قوية
- اشكاليات سياسية مزمنة
- الدولة القوية وعوامل الانهيار
- افكار لحل ازمة العنوسة
- مشروع قناة نهرية عراقية – سورية
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
- تاريخ المنتخب العراقي عام 1990
- مطلبنا: مساواة العطاء الحكومي بين جميع الموظفين
- اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
- شبح الرقيب وقلق الكاتب
- اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا
- دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية
- المغزى من حفلات توقيع الكتب
- شهادات عليا مضروبة من بيروت


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الجاهلية والحنين لزمن الذل