الاعتداء على رجال المرور والردع القانوني المطلوب

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)

الحوار المتمدن-العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 12:59
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

خلال شهر تموز الماضي وبداية شهر اب الحالي حدثت ثلاثة جرائم اعتداء مهمة على رجال المرور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي . ففي الجريمة الاولى اعتدى مجموعة من سواق التكتك على مفرزة مرور فيها ضابط في منطقة العبيدي ومزقوا ملابسهم ، وفي الجريمة الثانية قامت اثنين من النساء بالاعتداء على ضابط مرور برتبة رائد وقذف أحذيتهن عليه في مقر عمله ،في مشهد لم يُؤلَف من المرأة العراقية من قبل، والثالثة قيام احد سائقي التاكسي بمحاولة صدم رجل المرور الواقف امامه ثم حمله على بنيد السيارة والشرطي متمسك بمؤخرة البنيد والسير به ، لولا تدخل عدد من المواطنين في محل الحادث لتم دهس رجل المرور، حيث لقنوا السائق المخالف درسا في الاخلاق والتربية . وفي الحقيقة تكررت مثل هذه الحوادث على الاطباء والمعلمين وموظفي الدولة الاخرين . ويحلل نخبة من قادة الشرطة في (تجمع الساهرون ) اسباب التجاوزات على رجال المرور بما يلي :
1- ضعف الردع القانوني للمعتدين من قبل القضاء .
2- الغرامات المرورية العالية التي ولدت لدى البعض بغضا لرجل المرور الذي يفرضها عليهم.
3- استخفاف بعض الاشخاص برجل المرور لوجود شخص يسنده اعلى منصبا وموقعا من رجل المرور
4- محاسبة بعض المسؤولين لعدد من كبار ضباط المرور وعرضه على وسائل التواصل مما يشجع على التجاوز على رجال المرور.
5- الضغط على رجل المرور لتسجيل عدد كبير من الغرامات من قبل بعض امري القواطع.
6- مرور المواطنين بحالة فوضى بعد عام 2003 مما ولد ثقافة ليست ايجابية تجاه احترام القوانين او رجال تنفيذ القانون او الموظفين والممارسة الديمقراطية غير الصحيحة .
7- ضعف التوعية الاجتماعية والقانونية لدى بعض المواطنين .
8- سيادة العرف العشائري في الكثير من المشاكل الاجتماعية وتفوقه على الاجراءات القضائية .
9- التعامل الجاف من قبل بعض رجال المرور مع المواطنيين ، مما يعقد الامور ويقود الى الشجار .
10- استئصال بعض الظواهر السلبية من البعض من رجال المرور .ولا بد من المتابعة الدقيقة لعمل رجل المرور في الشارع وابعاد العناصر التي تؤشر عليها مؤشرات سلبية خارج هذا الصنف.
11- فتح دورات تدريبية لرجال المرور يحاضر بها كبار الضباط من المرور ممن هم في الخدمة او خارجها لتعليمهم فن التعامل مع الناس .
12- ان يكون الافراد العاملين في شرطة المرور من خريجي الكليات او الدراسة الاعدادية على الاقل .
13- درجات حرارة الجو العالية تغير من طبع الانسان وتجعله نزقا يتهيج لأتفه الاسباب، وذلك ما اثبتته الدراسات العلمية ، ولا بد من ضبط النفس .
14- شرطة المرور تمثل القضاء وتمثل تطبيق القانون وذلك يتطلب ان يكون العاملين في الشارع ، ممن يحسنوا التعامل مع المواطن ويمتصوا غضبه ويحولون دون استفزازه ، وان يستخدموا النصح والارشاد قبل الغرامة ، اخذين بنظر الاعتبار الغرامات المالية العالية والمستوى المعاشي المتدني للمواطن الساعي لكسب عيشه وقوت يومه. والطرق التي تتوسطها الحفر(الطسات) وضبقها، وقلة الكراجات ، وارتفاع اجور وقوف السيارات فيها. وان رجال الشرطة عموما وجدوا لخدمة الشعب، حتى عندما يفرضون الغرامات ، فخدمة الشعب هي جوهر رسالة وزارة الداخلية .
15- القاء محاضرات على طلاب الجامعات والمدارس والمواطنين لتعريفهم بالقوانين وحرمتها واحترامها واحترام رجال تنفيذ القانون وتوعيتهم بالعقوبات القانونية بحق المتجاوزين ..
ورغم تلك الجرائم المؤشرة، فقد كان لوقوف المواطنين بجانب شرطي المرور الذي حاول احد سواق الاجرة السير به وهو ممسكا ببنيد السيارة ، واجبار السائق على الوقوف عنوة ، وتأديب السائق ، موقفا يستحق التقدير والتكريم للمواطن الذي امسك بيدي السائق ومنعه من الحركة ، كما كان الراي العام على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاد ورفض لاعتداء النسوة على ضابط المرور دلالة على احترام المجتمع والتزامه بالقوانين والتعامل الخلاق مع رجال المرور .
وتبقى القرارات القضائية الرادعة للمتجاوزين( وهم قلة ) وسيلة للردع والاصلاح ، وضمانة لتطبيق القوانين والانظمة واحترام القائمين على تطبيقها .

#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل