|
الطاوية والفيزياء الحديثة / استكشاف التماثلات بين الفيزياء الحديثة والصوفية الشرقية - (3-3)
خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 7699 - 2023 / 8 / 10 - 11:01
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قرأت لكم كتاب الطاوية والفيزياء الحديثة من تأليف فريتجوف كابرا – ومن 313 صفحة /طبعة 1999 م / اعداد خالد علوكة . وص161 – (وقع التجربة الصافية يدل على انه لامكان بلا زمان ولازمان بلا مكان ، إنهما متواشجان . في رأيي أن حدس الصوفية الشرقية بوعي الزمان هو أحد الاسباب الرئيسية لماذا تبدو نظراتها في الطبيعة أكثر مطابقة للنظرات العلمية الحديثة من نظرات فلاسفة الاغريق . ومن جهة اخرى فأن الفلسفات الشرقية هي فلسفات مكانية زمانية ، وبالتالي فإن حدسهم غالبا مايأتي قريبا جدا من الاراء عن الطبيعة التي تشتمل عليها النظريات النسبية الحديثة ). وص172 - ( يؤمن الصوفيون إنهم يستطيعون فعلاً اختبار المرحلة الزمنية للمكان الزمان كاملة حيث لايتدفق الزمان ابدا. وهكذا يقول دوجن استاذ الزن : الاغلبية يؤمنون بان الزمان يمر، والواقع انه يمكث حيث هو .إن فكرة المرور قد تسمى الزمن ، ولكنها فكرة خاطئة ، لانه حالما يراها المرء تمر مروراً ، فانه لايستطيع أن يفهم أنها تمكث حيث هي . ويقول غوفندا { الرؤية مرتبطة مع مكان ذي بعد عال لذلك لازمان لها } ...) وص173 – ( وبالمقابل يؤكد الصوفيون الشرقيون انه في الزمان المتعالي يتخطون ايضا عالم السبب والنتيجة . وحسب كلمات سوامي فيفكانادا: { الزمان والمكان والسببية مثل الزجاج يظهر المطلق من خلاله ... في المطلق لايوجد زمان ولامكان ولا سببية }. تبين التقاليد الروحانية الشرقية لاتباعها طرقا شتى للعبور خلف التجربة العادية للزمان لتحرير انفسهم من سلسلة السبب والنتيجة - من عبودية الكارما كما يقول الهندوس والبوذيون ، لذلك قيل إن الصوفية الشرقية هي التحرر من الزمان وبالمناسبة فان الشئ نفسه يقال عن الفيزياء النسبية ) . وص176 – ( الهدف المركزي للصوفية الشرقية هي اختبار كل الظاهر في العالم باعتبارها تجليات للواقع المطلق ذاته ، وينظرون لهذا الواقع باعتباره جوهر الكون يخضع ويؤكد كل الاشياء والاحداث التي نراقبها ). وص 177- ( وقد علم بوذا { ان كل الاشياء المركبة هي غير دائمة وكل الآلام في العالم تنشأ من محاولتنا التمسك بالاشكال الثابتة – الاشياء او الناس او الافكار – بدلا من قبول العالم يتحرك ويتغير }.ويؤكد البوذيون - بانه لايوجد شئ ابدأً يستحق ان تتمسك به - ). و178 – ( الفيزياء الحديثة تولت ايضا الى ادراك الكون باعتباره شبكة من العلاقات مثل الصوفية الشرقية ، واعترفت بان هذه الشبكة ديناميكية فطرية .) وص 180- ( الفيزياء الحديثة تصور المادة ليس على انها سلبية وخامدة بل حركة دؤوبة راقصة متذبذبة تقوم البنى النووية والذرية بتحديد نماذج إيقاعها ، وهذه هي ايضا الطريقة التي يرى بها الصوفيون الشرقيون العالم المادي .جميعهم يؤكدون ان الكون يجب ان يفهم ديناميكا وهو يتحرك ويتذبذب ويرقص ). وص 188 – ( يبدو ان الصوفيون الشرقيين في حالات وعيهم غير العادية وعوا تفسيرالمكان والزمان على المستوى الجهري او الماكروسكوني ، وبالتالي رأوا الاشياء الجهرية او العيانية بطريقة مشابهة جدا لمفهوم جسيمات مادون الذرة ). وص203 –( نقرأ عند الآي شنغ : القوانين الطبيعية ليست قوى خارجية للاشياء ، بل تمثل انسجام الحركة المتأصلة فيها ). وص 206 – ( الكون كله منخرط في نشاط وحركة لاينتهيان في رقص كوني مستمر للطاقة ). وص221 – ( ولدى الصوفيين الشرقيين نظرة ديناميكية للكون تشبه تلك التي في الفيزياء الحديثة وبالتالي ليس مدهشاً انهم ايضا استخدموا صورة الرقص لينقلوا حدسهم بالطبيعة ). وص222- ( وحسب نظرية الحقل – معناها: ميكانيكية احصائية عند النقطة الحرجة – فان كل جسيم يقوم فعلا بإداء اغنيته دائما منتجاً نماذج إيقاعية من الطاقة - الجسيمات الوهمية – وباشكال كثيفة ولطيفة . ان رمز الرقص الكوني وجد تعبيره الاعمق وألاجمل في الهندوسية بصورة الاله الراقص شيفا ملكاً للراقصين ). ** وص 247 – ( الوصف للهادرونات وتعني – مجموعة جسيمات – في الفيزياء الجسيمية يذكر بكلمات د.ت. سوزوكي المقتبسة من قبل : لقد ادرك البوذيون الشئ كحادث وليس كشئ اوكجوهر - ). وص 261 – (حسب كلمات توما الاكويني : -هناك قانون أبدي معين للفطنة والعقل موجود في عقل الله ويتحكم بالكون كله – هذه الفكرة عن القانون الابدي المقدس للطبيعة اثر تأثيرا عظيما في الفلسفة والعلم الغربيين . كتب ديكارت عن { القوانيين التي وضعها الله في الطبيعة } ، وآمن نيوتن أن الهدف الاسمى لكتابه العلمي تقديم برهان عن { القوانين التي اسبغها الله على الطبيعة } . وفي الفيزياء الحديثة تطور موقف مختلف كل الاختلاف الآن ، لقد توصل العلماء الى رؤية أن كل نظرياتهم عن الظواهر الطبيعية بما في ذلك القوانين التي يضعونها بانها ابداعات العقل البشري ) . وص 263 –( من الواضح أن نظرة – التعضيد الذاتي – الكاملة الى الطبيعة التي كل ظواهر الكون فيها محددة بالتماسك الذاتي المتبادل تقترب كثيرا من النظرة العالمية الشرقية ، الكون الذي لايقبل التقسيم . ونقرأ في تاو تي شنغ : يتبع الانسان قوانين الارض - والارض تتبع قوانين السماء - والسماء تتبع قوانين الطاو - والتاو يتبع قوانين طبيعته الجوهرية – ) وص 264- ( لايهتم الحكماء الشرقيون عموما بشرح الاشياء ، بل بالحصول على تجربة مباشرة غير عقلية على وحدة كل الاشياء ). ذلك ان شرح الطبيعة يعني تماما إظهار وحدتها إذ لاوجود لشئ يشرح ، وعنما سئل كاهن توزان الذي كان يزن بعض الكتان – ماهو البوذا؟ قال توزان - هذا الكتان يوزن ثلاثة أرطال – و تحرير العقل البشري من الكلمات والشروحات هو أحد الاهداف الرئيسية للصوفية الشرقية . وتتفق المدارس الاساسية للصوفية الشرقية مع نظرة فلسفة التعضيد الذاتي بأن الكون كلانية متواشجة لايوجد جزء فيه نقول انه اساسي اكثر من ألآخر . اي الشعور بالكل في الواحد وبالواحد بالكل ). وص 270 – ( إن فكرة أن كل جسم يتضمن كل الجسيمات ألاخرى لم تنشأ في الصوفية الشرقية فقط بل ايضا في الفكر الصوفي الغربي ). وص273 – ( عن المعرفة كالتي كانت في عقل لاوتزو قبل أكثر من ألفي سنة عندما قال: من لايعرف لايتكلم - ومن يتكلم لايعرف -) وص 277 – نقرأ في الخلاصة ( ان التماثلات بين نظرات الفيزيائيين ونظرات الصوفيين تصبح أكثر بروزا عندما نتذكر التشابهات الاخرى التي توجد على الرغم من مقارباتها المختلفة ، فاولا طريقتها عملية عميقة ، والفيزيائيون يستخلصون معرفتهم من تجاربهم ، والصوفيون من استبصاراتهم التأملية ). وص278 – (غالبا مايتحدث الصوفيون عن معاناتهم الابعاد العليا التي فيها تتجمع انطباعات من مراكز الوعي المختلفة في كل منسجم ، ويوجد موقف مشابه في الفيزياء الحديثة حيث شكلية المكان والزمان الرباعية الابعاد تطورت فتوحدت المفاهيم والمراقبات المنتمية الى انواع مختلفة في العالم الثلاثي الابعاد . ونقرأ – فانا ارى ان العلم والصوفية مظهران متكاملان للعقل البشري لقدراته العقلانية والحدسية ) . وص 301 – ( نواجه فرقا من الفروقات الهامة بين العلماء والصوفيين : فالصوفيون عموما لايهتمون بالمعرفة التقريبية ، انهم يهتمون بالمعرفة المطلقة التي تشتمل على فهم الوجود بمجموعته ، والصوفيون يلحون عادة انه لاتوجد ظاهرة مفردة يمكن شرحها شرحا كاملا ، انهم عموما لايهتمون بشرح الاشياء بل بالتجربة المباشرة اللاعقلية لوحدة كل الاشياء ). وص 302 – (في نقد الطاوية والفيزياء الحديثة نقرأ (فالصوفية في المحافل العلمية ينظر اليها عادة على انها غامضة جداً ومشوشة وسديمية وغير علمية أبداً ، وهذا الرأي خاطئ عن الصوفية فعلاً مؤسف إذ عندما تنظر في النصوص الكلاسيكية للتقاليد الصوفية فترى ان التجربة الصوفية العميقة لاتتسم أبداً بالغموض أو السديمية ، بل بالعكس إنها مرتبطة دائما بالوضوح فالاستعارات النمطية لوصف التجربة هي { إماطة لثام الجهالة } و{ اختراق الضلال } و { تنظيف مرآة العقل } و{ ادراك النور الصافي } و { الوعي الكامل الذي لايجاري } فالتجربة الصوفية تتخطى التحليل العقلي – وتوصف التجربة الصوفية بالتنوير ) . وص 303- (إن نيوتن تحقق في اشراق حدسي مفاجئ عندما سقطت تفاحة من شجرة ، ان القوة التي شدت التفاحة الى الارض هي القوة ذاتها التي تشد الكواكب نحو الشمس ). وص304 – (ونقد ينصب في ان الفيزيائيين والصوفيين يتحدثون عن عالمين مختلفين .والآن نظرا لما يقال باعتقادي ان هناك عالماً واحداً فقط . لكن هذا الواقع له مظاهر وابعاد ومستويات كثيرة ، فالفيزيائيون والصوفيين يتعاملون مع مظاهر مختلفة للواقع . فقد استكشف الفيزيائيون مستويات المادة ، والصوفيون مستويات العقل . ونقد اخر كثيرا ماكان يظهر، يوافق ان الفيزيائين والصوفيين تصدوا لمستويات مختلفة من الواقع ، لكنه يجادل ان الصوفيين في مستوى روحي اعلى يشتمل على المستوى الادنى للظواهر الفيزيائية بينما المستوى الفيزيائي لايشتمل على المستوى الروحي . اغسطس / 2023م - انتهى -
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطاوية والفيزياء الحديثة / استكشاف التماثلات بين الفيزياء ا
...
-
الطاوية والفيزياء الحديثة / استكشاف التماثلات بين الفيزياء ا
...
-
سنجار وتسعة سنوات عجاف
-
الخاشعة العابدة - رابعة العدوية -إمامة العاشقين والمحزونين (
...
-
الخاشعة العابدة - رابعة العدوية -إمامة العاشقين والمحزونين (
...
-
الخاشعة العابدة - رابعة العدوية -إمامة العاشقين والمحزونين
-
فكرة سهل نينوى / وجهة نظر
-
قرأت لكم – كتاب ( دوستويفيسكي والله )بقلم فيودور دوستويفيسكي
...
-
قرأت لكم / كتاب تاريخ اللغات السامية - تأليف د. اسرائيل ولفن
...
-
مجتمع الكتّاب.. حول كِتَاب -أفكار وآراء هادفة- للباحث خالد ع
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
إستعراض - مذكرات المطران مار قورلس بولس دانيال الباخديدي 183
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
عرض كتاب القديسة الايزيدية بيكًي في تاريخها الطويل / دراسة ا
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
-
عرض ونقد كتاب – مضمرات* الخطاب في الميثولوجيا الايزيدية – در
...
-
قرأت لكم / كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام/ 10 أجزاء
...
المزيد.....
-
إدارة بايدن تسمح للمقاولين العسكريين الأمريكيين بالانتشار في
...
-
بايدن يعلق على أحداث أمستردام
-
روسيا تؤكد استعدادها لنقل 80 ألف طن من وقود الديزل إلى كوبا
...
-
رئيس الوزراء اليوناني يقدم مقترحات للاتحاد الأوروبي من أجل ا
...
-
رويترز: البنتاغون يسمح بتواجد متعاقدين عسكريين في أوكرانيا ل
...
-
الناتو يزعم أن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يمس الأمن ا
...
-
إيران: مقتل 4 -إرهابيين- وجندي في عملية في سيستان وبلوشستان
...
-
قضيّة الوثائق السرية المسربة: مستشارة الحكومة الإسرائيلية تو
...
-
تواصل التنديدات الدولية بالهجمات على مشجعين إسرائيليين في أم
...
-
القضاء الأمريكي يوجه الاتهام لإيراني بالتخطيط لاغتيال ترامب
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|