أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - أكذوبة الزمن الجميل














المزيد.....

أكذوبة الزمن الجميل


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7698 - 2023 / 8 / 9 - 00:03
المحور: المجتمع المدني
    


كثرت الأحاديث هذه الأيام عن زمن افتراضي لا وجود له في ذاكرة العراق. يزعمون انه: (الزمن الجميل). أو : (الماضي الجميل). أو (زمن الطيبين). .
أحاديث وتعليقات يكتبها شباب لا تزيد أعمارهم على العشرين. يتغنون من وقت لآخر بأمجاد حقبة الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، ويتفاخرون بظروفها التي لم يتعايشوا مع مرارتها، ولم يجربوا قسوتها، ولم يواجهوا مصاعبها القاهرة. .
لقد تنازل العراق في تلك السنوات عن نصف حقوقه السيادية في شط العرب. . وخاض في تلك الأيام سلسلة من الحروب الخاسرة. . وأقدم في تلك الحقبة على تجفيف الأهوار. ثم أقدم على اجتثاث بساتين النخيل من ضفاف شط العرب، والتي كانت بعرض ( 5 ) كم، وعمق ( 100 ) كم. .
كان العراقيون يساقون في الثمانينات كما تساق الاغنام لاداء الخدمة الالزامية، ولأجل غير مسمى، وبمرتب شهري مقداره اربعة دنانير فقط إلا ربع الدينار. أحيانا تكون المدة المقررة للخدمة العسكرية ستة اشهر لكن الخدمة الفعلية تمتد لسنوات وسنوات حتى فقدنا الأمل في النجاة من الموت المحتوم. .
كانت شظايا القصف والغارات الجوية تصب حممها فوق رؤوس الناس. تمزق أجساد الاطفال والشيوخ والنساء. تحولت البصرة وقتذاك إلى مدينة أشباح. حيث الشوارع الفارغة، والاسواق المقفلة، والمدارس المعطلة. تتصاعد في الليل أصوات صفارات الانذار ويتصاعد معها نباح الكلاب السائبة. .
كانت رواتب الموظفين محددة بثلاثة آلاف دينار. بما يعادل ثلاثة دولارات فقط. كانت المفارز الحزبية تستولي على سيارات النقل العام وسيارات الحمل، ثم تأخذها عنوة إلى الجبهة (سخرة). والسخرة: عمل إجباري بغير أجر معلوم وبغير مدة محددة. .
ثم جاءت سنوات الحصار في التسعينيات فغرست مخالب الجوع والحرمان في حياتنا المعيشية الصعبة. كانت الدولة ترغم طلاب الجامعات والاعداديات للمشاركة بالعمل الشعبي المجاني، وكانت دور التعليم خاضعة لتوجيهات الفرق المكلفة باخضاع الطلاب للاعمال اليومية القسرية وبلا رحمة. .
كان منظر مجالس العزاء من المناظر المعتادة في كل رصيف وفي كل زقاق حزنا على ضحايا الحروب والاعدامات الفردية والجماعية. .
يتعذر علينا في تلك الأيام شراء بيضة واحدة من السوق. أذكر ان صديقي (الربان قيس حازم) اشترى لي ذات يوم (كيلو طماطة) من سوق (خمسين خوش). كان ذلك الكيلو هو المُنقذ لاسرتي في أيام الجوع والفاقة. .
ختاماً: لا فرق بين حاضرنا وماضينا، فلكل حقبة منغصاتها وآلامها وأحزانها. حتى مشيناها خُطىً كُتِبَت علَينا. ومَن كُتِبَت علَيهِ خُطىً مشاها. .
فقد كنا نعيش في كوابيس مظلمة إلى أن غشانا الخوف كما الطوفان، فأصبحنا أكثر حذراً، وأكثر طاعة، وأكثر ضعفاً. وأكثر يأساً. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراس راقصة في عاشوراء
- مواجهات صينية - فلبينية ساخنة
- قرارات دولية خارج التوقعات
- اللي مالوش كبير
- معارك مينائية متجددة
- انقلابات شرعية وأخرى غير شرعية
- شخابيط فوق مياه شط العرب
- وزير يشكك بشهادات الوزراء
- حصار الجاليوم والجرمانيوم
- تسقيط انتخابي لا يليق بالفرسان
- قارة البراكين الانقلابية المتلاحقة
- إسماعيل يتسبب بارتفاع أسعار الحبوب
- السيئون لا يكذبون أبداً !؟!
- حديث رسمي عن المخلوقات الفضائية
- بقرات قيس العابدين
- خبير من خارج السيستم
- العلّاس والمسؤول المستقل
- لافتات على طريق الإصلاح
- أجسامٌ مضيئة تتحرك في الصحراء
- عيوب إدارية تستحق المعالجة


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - أكذوبة الزمن الجميل