|
هل يعقد بيكر صفقة جديدة مع النظام الأسدي ؟؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يعقد بيكر صفقة مع النظام الأسدي كما فعل في عهد بوش الأب على حساب استقلال لبنان ..؟؟؟ بعد احتلال صدام للكويت عام 1990 أرسل بوش الأب وزير خارجيته جيمس بيكر إلى سورية وعقد مع الأسد الأب صفقة مكشوفة تقضي بإطلاق يد النظام الأسدي في لبنان يفعل به ما يشاء حتى إلغائه من الخارطة ,,مقابل إرسال الجيش الأسدي جيش العروبة والوحدة العربية – إلى حفر الباطن – إلى جانب قوات حلف الناتو ومن معها من جيوش عربان النفط وتظامي حسني والحسن بقيادة أمريكا . لتحقيق هزيمة وذبح الجيش والشعب العراقي تحت راية العروبة __ رغم رأينا في ديكتاتورية صدام و غباء احتلال الكويت _ بالإضافة لمكافأة لبنان منح النظام الأسدي مليارات الدولارات باسم ( إعلان دمشق ) الذي ولد ميتاّ لأن غرضه الأول والأخير كان ابتزاز المليارات من دول الخليج وكلها ذهبت إلى الحسابات الخاصة للعائلة الأسدية في بنوك سويسرا وغيرها ولم يدخل دولار واحد منها الخزانة العامة ... وبمناسبة العودة لتلك المرحلة المخزية والمذلّة لجميع العرب استعدت مفكرتي لعام 1997 فوجدت فيها تصريحاّ جلياّ لالبس فيه للسيد بندر بن سلطان سفير السعودية في واشنطن في برنامج ( حرب الخليج ) الذي نشر على شاشة فضائية ال m bc بتاريخ 27 / 2 / 1997 قال فيه حرفياّ : ( ذهبت إلى دمشق لأطلب من حافظ الأسد المساهمة في تحرير الكويت عسكرياّ مع قوات التحالف .. قال له الأسد : أنتم واثقون من مساعدة الأمريكان وإرسال قواتهم لتحرير الكويت مئة بالمئة .؟ أجبته : نعم نحن واثقون من ذلك . قال الأسد : إذاّ بلّغ جلالة الملك , ليست القوات السورية وحدها تحت تصرف السعودية والتحالف , بل نحن جميعاّ تحت تصرفها ...) هكذا تمت تلك المأساة الملهاة على أشلاء الشعب العراقي نتيجة سياسة ديكتاتور أرعن في العراق وديكتاتور مرتزق وعميل في سورية ومصر والمغرب وغيرها ..؟ واليوم بعد غرق المعتوه الأرعن بوش الإبن زعيم القطب الأمبريالي الأوحد في وحول العراق وفشله في الخروج منها بعد بروز الدور الإيراني والأسدي في تسعير المذابح و الصراعات الطائفية وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية لأبناء الشعب العراقي وأطفاله بإسم المقاومة – حتى أضحت ثكنات الجيش الأسدي مراكز لتدريب اّلاف الإنتحاريين التكفيريين المهووسين بالحور العين والغلمان المرد في الجنّة التي يملك مفاتيحها كل من نجاد وخامنئي والوريث الأسدي خرّيج جامعة لندن إلى جانب زعماء الطوائف والعشائر والسماسرة الكبار من تجار الموت والأشلاء البشرية التي تعرض يومياّ على الفضائيات بكل وقاحة وصفاقة لامثيل لها في العالم المتمدن ... اليوم يكلف بوش الغريق جيمس بيكر نفسه لينقذه من ورطته بعقد صفقة مع نظام الملالي في طهران العامل بكل أدواته الهمجية لامتلاك السلاح النووي والشعب الإيراني يتضور جوعا ويعيش تحت كابوس إرهاب وقمع الدولة والتييز العنصري ضد سائر القوميّات والشعوب التي تعيش في إيران وخصوصاّ في كردستان الشرقية وفي الأهواز العربية وغيرها .. ومع النظام الأسدي في دمشق الذي لايختلف عن حليفه في طهران إلا في الشكل الخارجي الذي لايخدع أحداّ فالطائفية نفسها والقمع والإرهاب نفسه بل أكثر همجية ووحشية . هدف الصفقة غض الطرف عن الملف النووي الإيراني مؤقتاّ وإطلاق يد النظام الأسدي لإعادة احتلال لبنان وإنقاذ الديكتاتور الصغير وعصابة القتلة التي تعيش في كنفه و التي ارتكبت كل جرائم الإغتيال والنهب في لبنان مقابل إغلاق الحدود السورية و الإيرانية في وجه الإنتحاريين وتجار الموت والأسلحة والطائفية وشراء الضمائر ....؟ فهل ينجح بيكر بمشروعه على حساب سيادة واستقلال وحرية لبنان كما أكدت المصادر الصحفية والإعلامية العديدة وفي طليعتها الصحفيان القديران : سليم نصّار وعادل مالك وهذا ما أكده العماد ميشيل عون رئيس التيار الوطني الحر في لبنان في مؤتمره الصحفي في الثالث من الشهر الحالي بعد لقائه البطريرك صفير في بكركي .. ؟؟؟ ومتى كانت الأمبريالية صاحبة مبادىْ وقيم ..؟ وهل يهمها سوي مصالحها ومصالح قاعدتها الأمامية إسرائيل التي تحلم منذ اغتصابها لأرض فلسطين بإزالة لبنان من الوجود لأنه المنافس الوحيد لها على جميع الأصعدة في المنطقة كما شرحنا في مقالاتنا العديدة السابقة على هذا المنبر الحر.... ؟؟ وهنا تلتقي مطامع إسرائيل مع مطامع النظام الأسدي في لبنان من جديد كما التقت عام 1976 عندما احتل حافظالأسد لبتان بضوء أخضر من إسرائيل وأمريكا وتحت راية الجامعة العربية ....لذلك أعلن الصهيوني كيسنجر يومها بتاريخ 14 نيسان 1976 – إن دخول القوات السورية إلى لبنان لايشكل خطراّ على إسرائيل – كما سافر عبد الحليم خدّام إلى واشنطن في 15 حزيران من نفس العام ليطمئن الأسياد ويصرح : إن دخول القوات السورية إلى لبنان ليس موجها ضد إسرائيل - ؟؟؟؟ نعم كان موجهاّ لتصفية المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية وقصف وتدمير المخيمات الفلسطينية من تل الزعتر وجسر الباشا وصبرا وشاتيلا إلى مخيمات صيدا وطرابلس وتحويل لبنان إلى مزرعة أسدية بعد اغتيال زعماء الحركة الوطنية والمقاومة والصحافة واليسار اللبناني وفي مقدمتهم كمال جنبلاط وسعد صايل وسليم اللوزي وحسين مروة ورينيه معوض والمئات من شهداء قادة المقاومة اليساريين والفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الغدر الأسدي والإسرائيلي معاّ أمام بصر وسمع العالم كله وجامعة العربان . حتى فرانسا شيراك كانت يومها في عقد زواج متعة مع النظام الأسدي تسترت على كل جرائمه وباعت لبنان في سوق النخاسة ... أما اليوم ..بعد سقوط النظام الأسدي بشرّ أعماله وبصمات وأدلة جرائمه وفخ غروره وغطرسته الفارغة الغبية التي ورثها من دهاقنة المملكة الأسدية التي أضحى عقلها في غريزتها المهيمنة على المزرعة الخاصة التي وهبها الإله – العم سام ويهوه معاّ _ المسماة سورية ولبنان –بدءاّ بفرض التمديد لرئاسة الإمّعة لحود الذي قال عنه الوريث أمام الشهيد رفيق الحريري حرفياّ : لحود يعني أنا وأنا لحود وما عليكم إلا انتخايه رئيساّ - وإذا لم تنتخبونه سأدمر لبنان فوق رؤوسكم ... والتهديدات القذرة الأخرى التي تعرض لها قادة لبنان معروفة لالزوم لذكرها . وأكتفي هنا بالعودة للتاريخ الذي يعيد نفسه في الكثير من الحالات .. ففي كتاب مجاني الأدب للمرحوم ابراهيم اليازجي قصة ( هبنقة ) أغبى وأحمق رجل في زمانه .. كان هبنقة يضع قلادة في عنقه فأراد يوماّ أن يكرّم صديقاّ عزيزاّ لديه فرفع القلادة من عنقه ووضعها في عنق صديقه ثم شهق متعجباّ وقال لصاحبه : أنت أنا فمن أنا ...؟ هكذا نسي هبنقة من هو والسيد الوريث وضع القلادة في عنق لحود ونسي نفسه وأتحف اللبنانيين المشاغبين برئيس تحفة أسدية لايستطيع تلاوة جملة عربية مفيدة سليمة لأنه مشغول بالقلادة وأوامر صاحبها .... ولله في خلقه شؤون .....لم يكتف بهذا فعقله السادي والتاريخ الإجرامي الذي رضع حليبه وشبّ في مدجنته لايسمح بوجود أي معارض لأوامره السلطانية . دون أن يهتم بتبدل المناخ في الداخل والخارج بعد أن تعطلت حواسة الإنسانية منذ أمد بعيد فراح يحرك أدواته بالغريزة لتصفية كل من قال له ولنظامه لا في لبنان وسورية .. وكان مسلسل الإغتيالات النازية المبرمجة في أوكار المخابرات الأسدية التي اعتادت العيش على أشلاء البشر فوق القانون .. دون حسيب أو رقيب .... إنه نفس الفخ الذي وقع فيه ديكتاتور العراق صدام حسين باحتلاله للكويت .... وستكون نفس النتيجة أمام الديكتاتور الصغير وعصابته في دمشق ... رغم دخول نظام ملالي طهران الفاشي على الخط اليوم . ومساومات أمريكا ومبعوثها بيكرإلى دمشق وطهران اليوم _ ولاتستطيع تهديدات زعيم ( النصر الإلهي ) صنيعة طهران ودمشق علناّ في النزول للشارع لتدمير الوحدة الوطنية وإحلال الإنقلاب الفاشي محل النظام البرلماني الديمقراطي ... في سبيل تحقيق أهداف النظام الأسدي وفي مقدمتها إلغاء المحكمة الدولية والتكتم وطمس كل الجرائم المتهم بها أركان هذ النظام للإفلات من العقاب والمحاسبة ... وعودة النفوذ الأسدي المدمّر إلى عهد الإحتلال . والعودة لمسرحية مزارع شبعا لبقاء سلاح حزب النصر الإلهي أداة تهديد ووعيد بيد أسياده ....والعمل لطرد القوات الدولية ( اليونيفيل ) من حدود الجنوب لعودة استخدام لبنان أداة لحروب الاّخرين على أرضه ولتبقى جبهة الجولان المحتل منذ أربعين عاماّ هادئة اّمنة للمحتل الصهيوني لم تطلق منها رصاصة واحدة .. تحرسها قوات الأمم المتحدة .. إن عملية الإستقواء بالخارج التي يسلكها حزب النصر الإلهي ومن معه وسائر الطغم التي تربّت على مائدة النظام الأسدي او الفارسي وأجهزته الفاشية في سورية ولبنان والمخدوعين بهذا الثنائي الإرهابي الطائفي والعنصري ستفشل حتماّ أمام صلابة ووحدة المؤمنين بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته على كامل ترابه وأمام دعم المجتمع الدولي الممثل بقرارات مجلس الأمن التي أقرت بإرادة اللبنانيين ونضالهم الطويل بدءاّ بالقرار 1559 وانتهاءّ بالقرار 1701 .... ولايمكن شفاء لبنان واستعادته عافيته الديمقراطية إلا بتحرر عقول الكثير من القادة السياسيين فيه من الإستقواء في الخارج سواء كان هذا الخارج غربياّ أو غربياّ والإستقواء والتدقل في الشؤون الداخلية شيْ وعلاقات الصداقة والعلاقات الدولية شيْ اّخر ...... ولدينا مثال دولي مشابه في بلجيكا .. عاشت بلجيكا قروناّ عرضة للفوضى والصراعات الدينية والإقليمية نتيجة تدخل كل من فرانسا وهولندا في شؤونها الداخلية وألمانيا بشكل أخف وطاة ولم تستعد إستقلالها وسيادتها إلا بعد القضاء على استقواء الفلمنكيين والهولنديين والأقليات الأخرى بالخارج ... أما إذا استمر صراع الديكة المكسيكية التي تنتهي بموت الطرفين وليس بنجاة واحد وموت الاّخر الكل خاسر وفي النهاية دمار لبنان كله فإلى أين ستحاول المافيا الأسدية والنجادية جر لبنان الصغير لإنقاذ نفسها من عقاب العدالة الدولية ..... وإلى أي مدى ستستغل أمريكا وإسرائيل عنتريات هذه المافيا لتحقيق أغراضها ..... هذا ماستكشفه الأيام القليلة القادمة ...؟؟؟؟
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13
-
خيانة حزيران 1967 - 12
-
سيبقى الحوار المتمدّن .. منارة الحريّة فوق قمّة قاسيون
-
خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11
-
خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
-
خيانة حزيران 1967 - 9
-
خيانة حزيران 1967 - 8
-
نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
-
نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
-
نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
-
الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
-
الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
-
المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
-
هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
-
هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1.
...
-
أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
-
الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
-
دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال
...
-
تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
-
صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|