أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية اللاتينية (4/1)















المزيد.....

موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية اللاتينية (4/1)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 04:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بادء ذي بدء، يمكننا أن نتساءل بحق عن مصير ابن رشد خلال حياته والطرق التي اتبعها تلاميذه وتأثيره بعد وفاته. ولد عام 1128م في قرطبة وتوفي عام 1198م بعد أن عانى في نهاية حياته من محنة مؤقتة. كان له نشاط فكري لافت في جميع مجالات المعرفة، سواء في الطب من خلال كتابه عن "الكليات في الطب"، في العلوم، في الفلسفة، في الشريعة من خلال كتابه الموسوم ب"بداية المجتهد ونهاية المقتصد" ،أو في علم الكلام. كما شغل في حياته العملية مناصب كبيرة. ومع ذلك، بعد أقل من أربعين عامًا من وفاته، في عام 1236م، سقطت قرطبة، حيث مارس نشاطه الفلسفي والعلمي والقضائي، سقطت في أيدي مسيحيي "الاسترداد".
بعد اثني عشر عاما، في عام 1248، جاء دور إشبيلية. كان قد شغل منصب قاضي القضاة هناك.ثم اقتصرت الحياة الفكرية والعلمية والثقافية للأندلس على مملكة غرناطة التي ظلت قائمة لما يقرب من قرنين ونصف، ولكن دون أن يكون لها نفس إشعاع المدينتين المذكورتين أعلاه. على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق، لم تكن سلالة الموحدين التي قدم إليها ابن رشد على يد ابن طفيل والتي قام حكامها بالكثير لتشجيع تطوير نشاطه الفلسفي، لن تتمكن من البقاء لفترة طويلة؛ إذ تلقت الضربة الأخيرة في ندمقتل مع استيلاء المرينيين على مراكش عام 1269. وفي الوقت نفسه، في الجهة الشرقية، لم تقاوم بغداد حصار السلطان المغولي هولاكو خان وتم إعدام الخليفة يوم 10 فبراير 1258م. أصبحت بغداد مرة أخرى مدينة صغيرة. كانت تلك نهاية مدينة انبثق منعا إشعاع ثقافي وعلمي هائل. وكانت قد مرت على موت لبن رشد ستون سنة تقريبا.
لا يسعنا إلا أن نلاحظ راهنية هذين الانحطاطين، ويمكننا أن نتساءل لماذا نسي العرب ابن رشد لقرون عديدة، حتى العصر الحديث؟ لماذا اقتصر تأثيره بسرعة كبيرة على العالم اللاتيني، وارتبط ارتباطا وثيقا بللفلسفة الأرسطية، ولم يسترجع مكانته الفكرية الكاملة إلا في القرن التاسع عشر؟
الظروف السياسية والأحداث التي ذكرناها للتو تسمح لنا بتوضيح أنه في الشرق والأندلس لم تكن اهتمامات العرب الكبرى تتعلق بالعلم والفلسفة خلال هذه الفترات المضطربة. ولكن قد يكون هذا أيضا بسبب طبيعة عملها ونقلها، التي سنحاول تتبع بعض جوانبها.
وُلد ابن رشد في مجتمع شهد تبادلات ثقافية وفكرية مهمة بين الطوائف الثلاث الرئيسية الموجودة في الأندلس آنذاك: المسلمين، اليهود والمسيحيين. لقد عاشوا في وئام وتوادد إلى حد ما حسب الحالة ووفقا للمكان، في سياق صراع بين سيطرتين، سيطرة المسلمين القائمة منذ عدة قرون، وهيمنة المسيحيين الذين سعوا إلى تمديظ وتوسيع منطقة نفوذهم. ورغم من ذلك، كانت الاتصالات والتبادلات عديدة. تم الكشف عن الجيل الأول من المترجمين، في السنوات 1130م-1150م، وهي سنوات طفولة وشباب ابن رشد، من قبل يوحنا الإشبيلي وهيرمان الكورنثي على وجه الخصوص. ثم ما لبث، في مدينة طليطلة التي "استعادها" المسيحيون عام 1085م، أن تطور نشاط ثقافي مكثف زمن أسقفية كاستلمورون (1152-1166) شبيه بما أنتجه ابن رشد من أعمال أولى حول أرسطو: المختصرات والجوامع (1158م-1160م).
لهذا الأسقف، على وجه الخصوص، تمت نسبة ترجمة كتاب الشفاء وكتاب النحاة (De anima) لابن سينا ، ومنذ منتصف القرن الثاني عشر جعل المترجمون النشطون في طليطلة من المدينة مكانا رئيسيا لنقل التراث العلمي والفلسفي العربي إلى اللاتين.
إن نشاط مركز الترجمة هذا موثق جيدا، ولا سيما الطريقة التي تم استخدامها عندما لجأ المترجم، للانتقال من العربية إلى اللاتينية، إلى وسيط، غالبا ما كان يهوديا أو مستعربا، لا يعرف جيدا اللغة اللاتينية، ولكنه يجيد اللغتين العربية والإسبانية. من بين هؤلاء المترجمين، اكتسب بعضهم شهرة كبيرة. أهمهم بلا شك جيراردو الكريموني، الذي تجاوز عدد ترجماته 71 بشهادة تلاميذه، حيث تُنسب إليه اليوم 87 ترجمة، وتوفي عام 1187م، بعد أن ترجم أعمال أرسطو وشارحيه، وكذلك أرخميدس، أوقليدس، بطليموس، أبقراط وجالينوس، الكندي والفارابي وابن سينا ​​وغيرهم كثير. يجب ذكر مترجمين آخرين سنحت لهم الفرصة بأن يشتغلوا سويا. هكذا نجد دومينيك كونديسالفي، اليهودي إبراهيم بن داود من جهة بالنسبة لترجمة كتابي "الشفاء" و"النجاة" لابن سينا، "المعلم يوحنا" من جهة أخرى (ربما من رهبان كاثيدرائية طليطلة)
بالنسبة لترجمة أبي حامد الغزالي وسليمان بن جبيرول.
استمر عملهم حتى القرن الثالث عشر الميلادي: مما قبل 1220م على يد مايكل سكوت (توفي قبل 1236م)، وإلى حوالي 1250م على يد هرمان الألماني. الأول، بعد أن افتتح نشاطه في طليطلة كمترجم من العربية إلى اللاتينية، ذهب إلى نابولي حيث يبدو أنه بدأ بين 1225م و 1230م ترجمة أعمال ابن رشد. لكن من الممكن تماما أن تكون بعض الشروحات لأعمال أرسطو التي قام بها القرطبي معروفة في وقت سابق، إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ الانتهاء منها (قبل حوالي أربعين عاما)، وإمكانيات النشر الموجودة في الأندلس ثم في نابولي، روما أو أكسفورد.
مهما كان الأمر، فإن قائمة المخطوطات اللاتينية التي تحتوي على شروحات ابن رشد لأعمال أرسطو تبوئ ترجمات مايكل سكوت مكانة هانة. يُنسب إليه الشرح الكبير لكتاب "الطبيعة" (رقم 105 ) ، الشرح الكبير لـكتاب "السماء" (106)، الشرح الأوسط ​​لـكتاب "الكون والفساد" (109)، الشرح الاوسط ​​للكتاب الرابع من "الآثار العلوية" (110)، الشرح الكبير لـكتابي "الشفاء" و"النجاة" (111)، وجامع عن "رسائل موجزة في الطبيعة" (112115)؛ وبيقين أقل، جامع عن "أجزاء الحيوان"
(116-119) والشرح الكبير الكبير لكتاب "الميتافيزيقيا (126). وهناك عدد لا يستهان به من الأعمال الهامة من قبل الإسطاغيري جنبا إلى جنب مع الشروحات التي أدلى بها ابن رشد.
بالنسبة إلى هيرمان الألماني (توفي عام 1272)، فقد ترجم في منتصف القرن الثالث عشر الشرح الأوسط لكتاب "الخطابة" (رقم 103 ) والشرح الأوسط ل"فن الشعر ( 104)، والذي يرجع تاريخه إلى عام 1256 في طليطلة. فضلا عن ذلك، في طليطلة، مارس هيرمان نشاطه، كما أشار هو نفسه من خلال التوقيع، يوم 3 يونيو 1240، على ترجمته للشرح الأوسط لكتاب "الأخلاق إلى نيقوماخوس" (127)، الشرح ذكر في نفس الوقت تاريخ فراغ ابن رشد من تأليفه وهو سنة 572 هجرية"؛ أي 1177 ميلادية. نحن مدينون له أيضا بالترجمة اللاتينية لبداية شرح الفارابي ل"خطابة" أرسطو.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الفدرالية تطلق سراح ترامب بكفالة إذا انتهك شروطها يت ...
- حسن حامي: الطفولة الدبلوماسية أكثر سخافة من الهواية السياسية ...
- الحزب الشيوعي السوداني يطلق نداء إلى مواطنيه بعدم خوض الحرب ...
- حسن حامي: الجزائر مهووسة بالاحتفاظ بأراض انتزعتها ظلما من جي ...
- فرنسا تستخدم غواصة Suffren في عمليات خاصة
- ترامب يقود الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري رغم مشاكله ال ...
- ترامب يمثل أمام المحكمة بتهمة محاولته قلب نتائج الانتخابات
- ساحل العاج: وفاة رئيس البلاد السابق هنري كونان بيديه
- لماذا اختار بيدرو ساشيز المغرب مكانا لقضاء العطلة؟
- مناضلو حزب الشمعة بتمارة ينظمون دوة حول مستجدات إعادة هيكلة ...
- الاشتراكي الموحد بتمارة ينظم ندوة حول مستجدات إعادة هيكلة دو ...
- اللجنة الوطنية لقطاع التعليم بالاشتراكي الموحد توصي الحزب بع ...
- في حوار مع كلير كرينيون: أي دور للفلسفة في زمن الجائحة؟
- مبادئ الإيمان بالله كما حددها موسى بن ميمون
- لقاء وهبي مع السفير الأمريكي خطوة أملاها تلميع صورة المغرب ف ...
- إسرائيل تمارس القرصنة البيولوجية على المغرب وتنافسه زراعيا ف ...
- موسى بن ميمون وضع الفلسفة في خدمة الطائفة اليهودية
- نقابة غميميط ترفض جملة وتفصيلا مقتضيات مسودة النظام الأساسي ...
- جدلية البداوة والحضارة في تعامل سكان المحمدية مع أسواقها
- فرانسوا أزوفي: لماذا الفرنسيون ديكارتيون؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - موقع ابن رشد الفيلسوف والقاضي والفقيه بين الإسلام والمسيحية اللاتينية (4/1)