كن ناقداً لا منتقداً

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 00:26
المحور: المجتمع المدني
    

لستُ مختصاً في اللغة كي أُفسر الكلمات الا انه من خلال الرجوع الى قواميس اللغة فأن الناقد : من يظهر ما في الاشياء مِنَ الْعُيُوبِ أَوِ الْمَحَاسِنِ ، بينما المُنْتَقَد من يوُجِّهَ التجريح و يبين المساوئ فحسب دون المحاسن. و أجد الاغلب منا يتقن ان يكون منتقدا دائما وليس ناقداً، وهذا خلاف منطق العدالة التي اولى للناس التحلي بها كافة لا سيما حينما يكونوا رجال قانون ، وبصراحة اقرأ يوميات مزيدا من تأوهات رجال العاملين في سوح القضاء والمؤسسات من جرّاء تأخر حسم الدعاوى او اجراءات العمل لا سيما في الاجهزة التحقيقية ، ناهيك عن مراجعاتهم في وزارات و مؤسسات الدولة الاخرى ، فمثلاً حينما كنا نراجع مقر محكمة التمييز الاتحادية الموقرة ذات التاريخ الماسي في المنطقة لا سيما وانها تكاد تكون اقدم محكمة تمييز في منطقة الشرق الاوسط نعم حينما نراجعها قبل سنوات قلائل كنا كمحاميين نقف طابور طويل تحت اشعة الشمس ننتظر دورنا امام شباك هزيل ، ليكرمنا الموظف من وراءه باستلام لائحة الطعن ، ليجمع احد الموظفين مجموعة اللوائح و يأخذها الى مكان اخر ، وبعد ساعات من الشواء حتى اشعة الشمس يأتينا بتوقيعها واحالتها للرسم لننتظر مرة اخرى لغرض دفع الرسم وهكذا نقضي يوما كاملا من اجل تقديم الطعن ، اما معرفة نتيجة الطعن بعد ذلك و استلام نسخة القرار فهذا يحتاج سنوات لأننا لا يمكن لنا ذلك الا عند وصول الدعوى الى محكمة الموضوع ثانية وهذا ما يحتاج اشهر وربما سنوات !
اما الان فالحمدلله نراجع محكمة التمييز الموقرة و نجلس بمكان محترم و مكّيف و مزّود بكل الخدمات ، و يجري العمل فيه بآلية منتظمة و عادلة ، من خلال كادر متفاني ومكافح يبذل قصارى جهده في تلبية طلباتنا ، و نستطيع الحصول على القرار بمجرد صدوره من خلال موقع المحكمة الالكتروني ، انها نعمة تستحق الشكر و تثمين جهود من ساهم في تحقيق ذلك لا سيما رئيس مجلس القضاء الاعلى وكادر مجلس القضاء المحترمين ، فهذه محاسن يجب ان نسلط عليها الضوء كتسليطنا اياه على المساوئ حتى يعرف العاملين ان هناك عذاب وثواب شعبيين اما ان قابلناهم بالعذاب والاساءة والانتقاد دائما فكيف يكون لهم لذة في تقديم خدماتهم ، اتمنى ان يُفهم مقالي جيدا و يُقرأ بشكل صحيح .

#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات