|
ملاحظات على تصريحات خالد مشعل حول الانقسام الفلسطيني
ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 7695 - 2023 / 8 / 6 - 22:14
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد يومين من فض لقاء العلمين للمصالحة في الثلاثين من أغسطس الجاري دون التوصل لنتيجة مرضية وطنياً تحدث خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس (1996- 2017) ومسؤولها الحالي المكلف بالعلاقات الخارجية لوسائل الإعلام عن الانقسام وأسبابه حديثاً خطيراً ويتنافى مع الوقائع والحقائق التي صاحبت عملية الانقسام منذ أن كان الانقسام وفصل غزة عن الضفة مجرد مخطط في التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي في نهاية القرن الماضي ثم كيف تمت عملية التنفيذ المتدرج من خطة الفصل الأحادي لشارون 2005 وصولاً لسيطرة حماس على القطاع 2007 ثم فشل كل حوارات المصالحة وآخرها اتفاق القاهرة في أكتوبر2017، خلال هذه السنوات كان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ومطلعاً على هذا المخطط ومشاركاً في بعض فصوله. وأهم ما جاء في حديثه الذي لم تنفه حركة حماس ما يلي: 1- "لا يوجد أسباب حقيقة للانقسام الفلسطيني سوى التنافس على القيادة، ليس فقط في فلسطين وإنما في العالم العربي ". 2- أن اختلاف الأيدولوجيات الفكرية ما بين الإسلامي واليساري للفصائل الفلسطينية ليست سبباً رئيسياً في عدم التوصل للاتفاق وإنما من المفترض أن يكون هذا الاختلاف والتباين طريقاً للتعايش والتواصل بينها. 3- "أن هذا التباين السياسي لا يجب أن يدفعنا للانقسام كمكونات رئيسية للشعب الفلسطيني ... "فلماذا إذاً نختلف وندخل في حالة انقسام حقيقي من أجل التنافس على القيادة". 4- "هناك علة تستدعي صراعنا على "الكيكة"، رغم أننا في فلسطين لا توجد كيكة حقيقية للتنافس عليها. وقبل الاستطراد نذكر بحديث لخالد مشعل لقناة الجزيرة القطرية يوم الثالث عشر من أغسطس العام الماضي حيث قال في برنامج (الجانب الآخر) أنه: “يأسف لاستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، رغم أن أسبابه تعود إلى المجتمع الدولي الذي لم يتقبل نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006، وفازت فيها حركة حماس بالأغلبية، ولم يقبل التعاون مع الحركة" نقول إنه كلام خطير ومناف للحقيقة لأنه يبرئ إسرائيل وأطراف إقليمية أخرى من المسؤولية عن الانقسام الذي فصل غزة عن الضفة وهي الأطراف التي رعت الانقسام ومدت حركة حماس بكل ما تحتاج من مال وسلاح ودعم سياسي حتى تحافظ على سلطتها وهيمنتها على القطاع بل وكانت هذه الأطراف تشكل عائقاً أمام أية مصالحة وطنية، وهذه الأطراف بالإضافة الى إسرائيل، قطر وتركيا وإيران. كما أن قوله بأن الاختلاف السياسي والأيديولوجي يجب ألا يكون سبباً للانقسام والصراع يتعارض مع الحقائق على الأرض ومع الخطاب السياسي لحركة حماس منذ تأسيسها مع المجمع الإسلامي منتصف سبعينيات القرن الماضي ثم مع الإعلان الرسمي عن ظهورها عام 1987 قبل قيام السلطة والصراع عليها. وبيانات التكفير والتخوين ما زالت في الذاكرة وموثقة عند المتابعين للشأن الفلسطيني. فقد ظهرت حماس كمشروع إسلام سياسي إخواني نقيض للمشروع الوطني الفلسطيني وكان قادتها دوماً يؤكدون أنهم امتداد لجماعة الأخوان المسلمين وأن مشروعهم الإسلامي كما ورد في ميثاق الحركة يتعارض مع مشروع منظمة التحرير الفلسطينية العلماني! والكل يتذكر بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عندما رفضوا المشاركة في البيانات التي تصدرها القيادة الموحدة ثم رفضوا لاحقاً المشاركة في الانتخابات العامة إلى حين ظهور المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الذي طالب بإشراك الإسلاميين في السلطة على مستوى العالم العربي.، ولا ننسى خطابات إسماعيل هنية وتكراره القول: "هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه" والجماهير تردد من خلفه، وحديث قادة حماس عن الحكومة الربانية.، وتصريحاتهم المتكررة بأن حركة حماس فرع من الاخوان المسلمين وامتداد فلسطيني لها وهي التصريحات التي تراجعت بعد سقوط حكم الرئيس محمد مرسي واستلام السيسي للسلطة 2013........ وفي رأينا إن أخطر ما في تصريحات مشعل الأخيرة أنه يوجه اتهامات مبطنة لحماس الداخل بأن كل ما تقوم به هو من أجل السلطة وتقاسم (الكيكة) وبالتالي يبرئ حماس الخارج التي يترأسها وجماعة الإخوان المسلمين وقطر وتركيا من المسؤولية عن صناعة الانقسام وتداعياته المدمرة والتي قد تؤدي لحرب أهلية داخل قطاع غزة. أما قوله إنه صراع على القيادة في فلسطين وفي العالم العربي، فهذا كلام مردود عليه فالوضع في فلسطين المحتلة ليس كباقي الدول العربية ولا مجال للمقارنة، إلا إذا كان يقصد الصراع الفلسطيني/ الفلسطيني في الساحات العربية الأخرى كما يجري في لبنان ومخيم عين الحلوة وفي التجمعات الفلسطينية الأخرى. نعم، إسرائيل وظفت أطرافاً فلسطينية لصناعة الانقسام وضمان ديمومته، وصحيح أنه تشكلت خلال سنوات الانقسام فئات سياسية واجتماعية في السلطتين وخارجهما مستفيدة من الانقسام ومعنية بديموته وتشتغل على التوافق على إدارته، ولكن إسرائيل هي التي خططت وكان دورها رئيسياً في التنفيذ، ولو كان الأمر مجرد خلافات فلسطينية داخلياً وصراعاً على السلطة(الكيكة) والقيادة فلماذا لم ينتهي هذا الصراع طوال 16 سنة من سيطرة حماس على القطاع، بل وطوال 35 سنة تقريباً أي منذ ظهور حركة حماس عندما بدأت الحوارات في السودان 1991؟ قد اعترف قادة الاحتلال أنفسهم ومنهم شمعون بيرس أن إسرائيل صنعت الانقسام الفلسطيني الذي أدى لفصل غزة عن الضفة وان هذه الخطوة من أهم إنجازات إسرائيل بعد حرب حزيران، 1967 ونقلا عن صحيفة الاندبندت بالعربية في 15 مايو 2023 وبحسب نتنياهو فإن إسرائيل تسمح بتحويل الأموال إلى غزة بصورة منتظمة لأن ذلك يشكل جزءاً من إستراتيجية تهدف إلى الإبقاء على الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وينبغي المحافظة على ذلك لأن من شأنه المساعدة على الحيلولة دون إنشاء دولة فلسطينية، وفي تصريحات له مع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية قال إنه لن يعطي القطاع لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبراً أن "الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية ليس سيئاً، وإذا ظن أحد أنه ستكون هناك دولة فلسطينية تحيط بإسرائيل من كلا الجانبين فهذا لن يحدث، ويرى القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق حاييم رامون أن لنتنياهو إستراتيجية واحدة في تعامله مع "حماس" وهي تعزيز الانقسام، حيث يقول: إنه "منذ عام 2009 توجد إستراتيجية وحيدة واضحة تجاه قطاع غزة يتّبعها رئيس الوزراء ويؤيدها وزراء الدفاع، وتتمثل في بناء تحالف غير مكتوب مع ’حماس‘ هدفه الحفاظ على الانقسام بين القطاع والضفة الغربية والحفاظ على الوضع السياسي الحالي، ويضيف رامون، "سمعت عام 2015 وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وهو يصف السلطة الفلسطينية بالعبء و’حماس‘ بالذخر، ولذلك يعمل نتنياهو جاهداً على منع عودة السلطة للحكم في غزة، ويحافظ على حكم ’حماس‘ لكن كثيراً من الإسرائيليين يصعب عليهم تصديق ذلك".
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تفشل حوارات المصالحة الفلسطينية؟
-
حتى لاتنزلق الأمور في قطاع غزة إلى ما هو أسوأ
-
مناورة صهيونية تتكرر مابين غزة والضفة
-
الرئيس أبو مازن وسدنته ومستقبل القضية الفلسطينية .
-
صواريخ غزة في ميزان العقل واستراتيجيات التحرر الوطني
-
مأزق بوتين
-
صمود سوريا كشف مستور ما يسمى (الربيع العربي )
-
في ذكرى الانقسام: لا حماس تحتفل ولا الاحزاب تندد
-
هل تستحق (دويلة غزة) كل هذا الثمن؟
-
من النكبة الى النكسة الى التطبيع، وماذا بعد؟
-
تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية
-
أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
-
أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
-
متغيرات دولية وعربية تحتاج لحاضنة رسمية فلسطينية
-
مسؤولية الأنظمة العربية عن نكبة 1948
-
هل ستغير اسرائيل المعادلة القائمة في قطاع غزة؟
-
استهداف الجهاد الإسلامي محاولة لخلق فتنة وحرب أهلية في غزة
-
استراتيجية حرب وعدوان إسرائيلية وغياب استراتيجية فلسطينية لل
...
-
الحرب في السودان وفوضى (الربيع العربي)
-
الدولة الفلسطينية بين الإعلان الرسمي والوجود الفعلي
المزيد.....
-
وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش
...
-
أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
-
سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس
...
-
المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
-
السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر
...
-
القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل
...
-
موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا
...
-
محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات
...
-
فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف
...
-
دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|