محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:46
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
الشاعرة أفين شكاكي تجيد تقديم الصور البارعة وكأنها ترسمها بريشة فنان مبدع ، منذ البداية نجد أن العنوان " في يدي أفق ماطرة " يوحي لنا أن يد الشاعر عبارة عن كرة أرضية أو عالم يتسع لكل مخلوقات هذا الكون بعواطفهم ومشاعرهم ، وهي تمسك الأفق بيدها لتعتصر منه المطر فتروي هذه اليد المتعطشة إلى لمسة حنان أو قطرة غيث ، ولعل أفضل دليل على ذلك حديث الشاعرة عن جرحها المتعدد المداخل لتوجه كلامها بعد ذلك إلى شخص ما فتدخله دموعها إلى عمق جراحها ، يدخل المخاطب جروح الشاعرة لينتظرها على شاطئ جرح آخر من جروحها ، هذا الجرح يتوضأ من بوحها المتواصل كي يتطهر ، لتقرأ بعد ذلك في عيني المخاطب أو الحبيب عن زمان آخر يفيض بالتفاؤل والأمل ، فتزرع الغيوم في يدها أفقا ماطرة وتضئ على جبهتها عشرة أقمار ، ولعل الشاعرة هنا كانت تختزن في ذاكرتها قصة يوسف التي وردت في القرآن الكريم .
وهناك على مشارف مدينة الحبيب تتساقط أمطارها أو دموعها ، سيان فتنبت ملايين الأشجار الخضراء على راحة حروف قصائدها ، وكأن الحروف أصبحت يد إنسان وأصبحت راحة هذه اليد مكانا ينبت فيه الزرع الأمل، فاليد في القصيدة لها وضع خاص، هي وسيلة العمل والأمل ، ترعى الزرع وتنميه ، وترعى الأمل والحب من خلال لمسة حنان تنثرها هنا أو هناك .
وبعد أن كانت عينا الحبيب موحية بالزمن صارت تمنح صوت الفلاسفة أي صوت الحكمة والعقل ، وحين تلامس يدها يده ينام الفجر على جفونها التي تصبح فراشا أو وسادة يرتاح عليها الفجر قبل أن يستيقظ وقبل أن تستيقظ معه فراشات الحقول .
ولعل عواطف الحبيب تتحول أمواجا تحاول تسلق سفوح كلمات الشاعرة لتتربع على عرشها تاجا يمنحها سلطان القوة فتطلب منه أن يترك لها رعشة القلم وكأن هذا القلم قد أصابته النشوة فارتعش رعشة المتعة والفرح فيتدفق ما تبقى لدى الحبيب من بوح فتتشربه كلمة كلمة أو قطرة قطرة .
في يدي أفق ماطرة
بقلم : أفين شكاكي
لجرحي مداخل كثيرة ...
تدخل إليها بشفافية دموعي
وتنتظرني على ضفاف جرح
يتوضأ من بوحي المتواصل
لعينيك زمان أخر
حينما الغيوم تزرع في يدي أفقاً ماطرة
وترسم على جبهتي عشرة أقمار لا تغيب
هناك
على مشارف مدينتك
تتساقط أمطاري المبللة بحنين الحبق
نشوة أناشيدك
تقود قصائدي التي أسرجت على متنها حلمي
للولادة
ملايين من الشجر
تخضر على راحة حرف من قصائدي
لعينيك صوت الفلاسفة
حينما الفجر ينام على جفوني
وتستيقظ بين أصابع دمي
فراشات الحقول
فراشة واحدة تكفي لأن تصنع ربيعاً
أمواجك تجرح سفوح كلماتي
فاترك لي رعشة القلم
كي تغمد ريحاً بخاصرتي
ويبوح ما تبقى منك
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟