أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟














المزيد.....

لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 19:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قبل الحديث عن الأسباب , يجب ان نبين ان الحصار الاقتصادي ضد العراق كان امميا , أي ان الأمم المتحدة ومن خلال مجلس الامن فرضت الحصار على العراق , فيما ان الحصار ضد روسيا هو غير اممي وانما حصار الغرب ضد الشرق , حيث اتفقت الولايات المتحدة وجميع من يسير في فلكها على فرض لحد الان 11 حزمة من العقوبات وحزمة 12 في طريقها . لم تعطي هذه الحزم ثمارها , حيث ان شجرة موسكو مازالت مثمرة , ولكن ليس بدون صعوبات . فقد جاء في حديث لوزير الخارجية الهنغاري , بيتر سيارتو " في راي , اذا رأى شخص عاقل ان شيئا ما لا يعمل 11 مرة , فانه لا يجرب المرة ال 12 . يبدو منطق بروكسل على هذا النحو: شيء ما لا يعمل 11 مرة , فلنضغط للمرة ال 12". وتابع " من الواضح بشكل لا لبس فيه ان سياسة عقوبات الاتحاد الأوربي قد فشلت , واخفقت عقوبات الاتحاد الأوربي , وهذا ليس موقفا سياسيا , بل حقيقة محضة."
الوزير يريد ان يقول ان الاقتصاد الروسي مازال يسير نحو النمو , وان كان ليس في احسن احواله , ولكن على الأقل احسن من بعض دول أوروبا , التضخم المالي مستقر ولم يزد على 2.5% وهو رقم يتمنى أوروبا وامريكا الوصول اليه , قيمة الروبل مستقرة , مع بعض التذبذبات في بعض الأسابيع , فيما ان الميزان التجاري ما زال في صالح روسيا , حتى بعد انخفاضه , وهو هدف اخر جميع دول العالم تطمح اليه. لم نقرا ان روسيا قد مات جوعا من قلت الطعام او الدواء , ولم نقرأ ان المواطن الروسي باع أبواب غرف بيته وشبابيكه من اجل توفير الطعام والدواء لأطفاله , ولم نسمع مغادرة مئات الالاف من الروس الى بلاد الله العريضة بحثا عن عمل , كما جرى على العراقيين .
اذن , ان الحصار الذي ضرب على روسيا لم يؤدي الغرض الذي فرض من اجله ولم يجع الروسي كما جاع العراقي . بالطبع هناك أسباب كثيرة بعدم فعالية العقوبات ضد روسيا ومنها:
1. ادخار روسيا احتياطي كبير من العملات العالمية قبل الحرب.
2. البلد كبير وانتاجه متنوع ولم يعد يعتمد على طعامه من الغرب كما كان في زمن الاتحاد السوفيتي . روسيا تحولت من بلد مستورد للغذاء الى بلد مصدر له.
3. التسليح المتقدم , السلاح الروسي وان لم يستطع منافسة السلاح الأمريكي او الأوروبي , الا ان المعارك أظهرت قدرة السلاح الروسي.
4. نجاح الخارجية الروسية بتحييد ما يقارب نصف دول العالم في حربها في أوكرانيا.
5. وفرت الطاقة النفطية والغازية العملات الصعبة التي يحتاجها البلد .
6. العولمة . ربما لا تحبها , ولكنها أصبحت حقيقة على الرغم النزاعات السياسية . كثير من الشركات الغربية لا ترغب مغادرة روسيا , رغم العقوبات المفروضة لأنها تدرك ان الاقتصاد الروسي سيظل جزء من الاقتصاد العالمي . رئيس الوزراء الهنغاري , فيكتور اوربان , ذكر في كلمة له , ان 88% من الادوية , 79% من صناعات التعدين , 70% من الطاقة , و 77% من الشركات الصناعية الأخرى كانت تعمل في روسيا في بداية عام 2022 , بقيت هناك حتى الان.
وأضاف رئيس الوزراء الهنغاري " من بين اكبر 1400 شركة غربية غادرت روسيا 8.5% منها فقط". وبين ان الشركات الأجنبية دفعت 3.5 مليار دولار للميزانية الروسية في عام 2022 , كاشفا بان " فصل روسيا" عن الاقتصاد الأوربي لا يمكن , فيقول " انا متأكد من ان هذا لن يعطي التأثير المأمول , لان الاقتصاد الروسي مرتبط ببقية العالم , بما ذلك في مجال الطاقة " , وتابع قائلا " المواد الخام الروسية تشتريها شخصية أخرى , ونحن نكابد تضخما ونفقد قدرتنا التنافسية".
عراقيا , صدام حسين دخل الكويت بقرار بائس ومتهور , وبما انه كان ديكتاتوريا لحد النخاع , فلم يجد من حوله الا المصفقين له ولأفكاره ونزواته . لقد دخل " محبوب الجهلة وأصحاب الفكر العنتري " الكويت وهو للتو خارج من حرب طال 8 أعوام اتعب العراقيين وافقره (حسب شعار كل شيء من اجل المعركة) وحصد الالاف الارواح من شبابه . العقوبات ضد النظام هي الأخرى فشلت في تحقيق أهدافها , وهو اسقاط نظام صدام حسين . صدام بقى في السلطة بعدد سنوات الحصار الاقتصادي , ولكن هذا الحصار , على عكس الحصار على روسيا , طحن عظام العراقيين وافقرهم و سبب بموت مئات الالاف من الأطفال والمسنين وأصحاب الامراض المستعصية وذلك بسبب نقص الغذاء والدواء . الحصار الاقتصادي على العراق كان صعبا لان :
1. العراق كان يصدر سلعة واحدة تشكل 95% من مجموع صادراته , النفط.
2. ولان معظم الدول النفطية كانت ترفض نظام صدام وتعاديه , فان انقطاع النفط العراقي عوض بنفوط السعودية والكويت والامارات العربية.
3. وان معظم ما يحتاجه العراق من طعام كان يأتي من الخارج , وعندما انقطع النفط انقطع مصدر الطعام أيضا.
4. وطالما لم يسمح للعراق تصدير نفطه , فقد نضب احتياطيه من العملات الصعبة .
5. وعند نضوب العملات الصعبة , انخفضت قيمة الدينار العراقي بشكل خطير , مما أدى الى تضخم لم تشهده المنطقة من قبل . راتب الموظف الحكومي وصل الى 3000 دينار شهريا وهو مبلغ لا يكفي لشراء 24 بيضة طعام .هذا ونذكر من يلطم الخدود من العرب على صدام انه لم تبادر دولة عربية واحدة لاستضافة مرضى العراقيين في مستشفياتها او ارسال دواء لمرضى العراق . كان يموت بالمعدل 65 طفلا يوميا بسبب نقص دواء متوفر يباع صيدليات الدول المجاورة .
هذا هو السبب الحقيقي من انه لا مواطن حر وشريف في العراق بكى على سقوط صدام حسين . لقد اسقطته عنجهيته.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق
- نعم البناء يحتاج الى اسمنت , ولكن الى رسمال ايضا
- اوغندا الضحية الاخرى لعقوبات الغرب الاقتصادية
- على احرار العراق دعم مشروع طريق التنمية
- تازم العلاقات العراقية - الاردنية
- لماذا تتزايد حصة قطاع الخدمات في الاقتصاد الوطني ؟
- الشيخ عبد الحميد المهاجر
- هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...


المزيد.....




- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
- الصين تعلن اكتشاف احتياطيات من الذهب بقيمة 82.8 مليار دولار ...
- -السعودي للاستثمار- يطرح صكوكا بقيمة 750 مليون دولار
- النفط يرتفع وسط قلق بشأن تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية
- تدفقات غاز روسيا لأوروبا مستمرة عبر أوكرانيا رغم خلاف النمسا ...
- بلومبرغ: -أرامكو- تخطط لزيادة ديونها لتحسين هيكل رأس المال
- هواوي تستهدف زيادة إنتاج شريحة متطورة جديدة لمنافسة إنفيديا ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟