أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا















المزيد.....

اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ1ـ
العقل حال في التاريخ والتفاصيل المعاشة شاهده الأثير والأكثر إثارة وعنادا، وبعيد عن هذا التاريخ قدر تجدد الحياة نفسها لأن العقل في جانبه الأداتي والأكثر اشتغالا يعاني دوما من تيبس نسقي عند حدود معرفته في الواقع والتاريخ / أليس التوتر الدائم في العلاقة بين الفكر والممارسة هي معضلة أساس في الشغل على الواقع من أجل التأثير فيه؟


والشغل على الواقع يتطلب بالدرجة الأولى معادلة صعبة تعيشها العقلانية عموما والعقلانية العربية بشكل أكثر فداحة ومأساوية، هذه المعادلة التي في حديها تناقض دائم لا يحل في سيرورة وصيرورة تستمد نسغها من الحياة ! الأول هو حد الانغماس في الواقع المعاش في ظواهره وتفاصيله للقبض عليها متلبسة بلا أقنعة ولا توريات خطابية ! أما الحد الثاني هو الحد الذي يتطلب ابتعادا عن الظواهر من أجل مسافة يقتضيها التجريد وترك الحرية للظواهر كي تستنفذ إمكانيات وضوحها وفعلها وحركيتها في حيز الممارسة ! فكيف للعقل أن ينغمس في الواقع من جهة ويبتعد عنه من جهة أخرى، لا بل من نفس الجهة ! لأن الظواهر لابد أن تفرض نفسها على أية منهجية عقلانية مهما كانت عدتها المفاهيمية والأيديولوجية، لهذا علينا ترك هذه المساحة لأية ظاهرة كي تغني المنهج ذاته الذي يريد درس الظاهرة نفسها ! ولهذا كنا ولازلنا نحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الحكم على أية ظاهرة قبل المضي في ترك خطابها يعبر عن نفسه في ممارساته !
الفعل المقاوم يستمد مفردات خطابه من وجودين يحتكان ببعضهما في الواقع بطريقة مفرطة !
الأول ـ تفعيل تواجد رمزي لمفاهيم التجربة الإسلامية بكل ما فيها وفي عصر امتدادها ! المقاومة تشكل المؤسسة الأبرز في التعبير عن هذا التواجد !


والثاني ـ التواجد الغربي / الإسرائيلي في المنطقة / بغير حق في وجه من وجوهه. لهذا لم يكن يجد هذا الفعل المقاوم والذي لازال رموزه أحياء من التحالف مع هذا التواجد الغربي ضد اليسار في البلدان العربية والإسلامية ! فالكلام عن الحق ليس مجردا ومطلقا لذا نقاش هذا الموضوع في حقل آخر.
هذان المعسكران يطحنان بالفعل والقوة طموحات الشارع العربي لأن الشارع العربي منذ زمن بعيد وبحكم تطورات الحياة نفسها قد فك الارتباط الفعلي مع هذين الحدين ـ عن جازت التسمية ـ
وأهم ما في هذه الحركة هو إرادة السلطة العربية وحدها حتى أعوام خلت تطحن المواطن العربي وتنهبه في وضح النهار دون أن تقدم له مستقبل آمن ! بعض السلط العربية تغيرت وبعضها يحاول أن يتغير وبقي في الميدان سلط التي تتبنى الفعل المقاوم ! عربيا السلطة السورية وإسلاميا السلطة الإيرانية ! وهذا ما سنركز الضوء عليه لأنه في النهاية بات هذين المقرين منبعا لإنتاج العنف وتعميمه، والعنف ليس بالضرورة هو السلاح فقط بل الأخطر في الأمر أن هذا الطرف أو الحلف يحاول التأسيس لنفوذ ديني خالص !كسلاح لم يعد يجد غيره الآن كأيديولوجية،وأصبح لدينا مستويان للتشيع في المنطقة :
المستوى الأول سياسي واكثر ما تجسده حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وبعض الحركات التي بدأت تنتشر في بعض البلدان !
والمستوى الثاني وهو التشيع الديني والسياسي معا وهذا نلمحه في سورية الآن وبتشجيع من السلطة نفسها ! وفي بلدان كمصر وغيرها !
في المستوى الثاني يجب توضيح فكرة مهمة : لست ضد التبشير لأية دعوة بطرق سلمية وفي جو ديمقراطي ووعي بطبيعة السلم الأهلي في المجتمعات كافة ! فكما يحق لأي ليبرالي التبشير بلبراليته ! يحق لأي صاحب رسالة التبشير برسالته ! وأظن توضيح هذه النقطة يقودنا للسؤال : هل التبشير الإيراني يتم في هذا الجو ومن أجل حرية الكائن الإنساني ونزع فتيل العنف من المجتمعات التي يعمل فيها ؟ أم انه يتم على أرضية أجندة تبذر العنف كما لو أنها تريد الحصاد قريبا وبيدها لا بيد الله ! وهذه السمة هي التي أحد المسميات غير المتداولة للفعل المقاوم للتواجد الأول / الأمريكي الإسرائيلي / حسب الزعم في ذلك ! وفي نفس الوقت ليس كل الموضوع عبارة عن مؤامرة ! بل هي في جانب ليس قليل مسألة قناعة حقيقية لدى قسما مهما من القائمين على الفعل المقاوم ولدى المنفذين ! فليس هنالك من إنسان يحب العنف السياسي لأجل العنف ! فلابد من أيديولوجية ونسق قيمي ويوتوبيا من نوع خاص ! وليس الوعد بالجنة سوى فاعلية مرتبطة بنموذج عمل مثالي تأخذ الكائن نحو الله في تفجير الذات بالعالم وفيه !
الفعل لمقاوم إذن هو في زاوية واحدة تماما مع الأجندتين السورية والإيرانية بلا لف ولا دوران على الأقل في هذا الوقت من عمر الأزمة السلطوية السورية وعمر الأزمة التي تعيشها المنطقة جراء هذا العقم لدى كل الأنساق السياسية ! وهما أجندتان متفارقتان نظريا وممارساتيا وإن بدا أنهما الآن أجندة واحدة وسنعود على هذا الأمر في مقال خاص.
السلطات العربية والإسلامية الأخرى تحاول أن تتصالح مع العالم بشكل كبير ومع مجتمعاتها بشكل أقل ونتيجة لمتطلبات المصالحة الأولى ! كي لا ندخل فقط في النوايا الحسنة ومع ذلك نقول على طريقة المثل الشعبي : الكحل أحسن من العمى !


وبالعودة إلى موضوع مقالنا نجد أن الصخب الإعلامي المرافق للفعل المقاوم بما هو صخب بطولي كما تصوره وسائل إعلامه من جهة، وصخب إرهابي في الجهة الأخرى من وسائل الإعلام الأخرى ! كل هذا الصخب لا يجعل هذا الفعل عقلانيا ويضيف تراكما عقلانيا للتجربة السياسية والحياتية لشعوب هذه المنطقة، بل هو يقدم له صور لقادة عظام وشهداء ودم وثقافة تعظم الموت الفردي والجماعي وتسحبه من الهم اليومي نحو يوتوبيا غيبية لا تنفع كثيرا في مواجهة هذا الواقع وتحيله إلى مجرد رموز وأسماء لعدو واحد فلا فرق بين إسرائيلي وأمريكي وعربي في هذه الثقافة المعيارية المبنية على الأنا / المتدينة المظلومة والآخر العدو الكافر والزنديق / وتصبح أكثر عدوانية عندما تأخذ وجها طائفيا لأن الآخر يجب أن ينفى نحو الموت وهو آخر لأنه مغلق على الأنا المجهزة سلفا بالديناميت اللفظي والمادي ! وغالبا ما تكون النتائج السياسية وبالا على هذه الشعوب فهي في النهاية من تدفع الثمن اللاعقلاني هذا. الحرب الأخيرة في لبنان، ما يجري في العراق..الخ لأن الفعل السياسي هو فعل عقلاني بالدرجة الأولى يحدد أولوياته وفق قوى الواقع ذاته من أجل حياة الإنسان الفرد في هذه الدنيا وليس في دنيا أخرى ! وإذا كان مفهوم الشهادة من أجل الوطن مفهوما محايثا للفعل المقاوم في زمن ما وفي لحظة ما فإنه يندرج في إطار عملية سياسية مفهومة أيضا وملمة بتفاصيل المعاش !وليس مفهوما مطلقا قارا يصلح في كل زمان ومكان كما هي مفاهيمنا دوما عن الأنا والآخر ! فلغة التصفيات والانشقاقات هي السائدة داخل هذه الأيديولوجيا / انشقاقات حزب الله، وتعامله مع المختلفين في مناطق نفوذه ! والسلطة الإيرانية في علاقتها بالمعارضة الإيرانية السلمية ومطالب تمثل مطالب شرائح واسعة من الشعب الإيراني !


نحن أمة لم تجد طريقها عبر إيحاء تراثها وإحياءه، هذا التراث الذي أكثر ما يغيب عنه هو مشروع معاصر للدولة التي يراد بنائها لهذه الأمة ! مشروع الدولة يغيب مطلقا عن الفعل المقاوم وأخر نموذج له هو الدولة التي يدعو لها حزب الله ـ دولة الفقيه ـ أو دولة الخليفة حركة حماس حمدا لله ـ أن فيها خلفاء كثر ينتظرون دورهم وهذا ما يجعلنا أمام دنيوية واضحة بوجه من وجوهها. وليس فشل حركة حماس يعود لسببين تتذرع بهما وهما فساد السلطة الفلسطينية وهذا سبب صحيح ! والعدو الإسرائيلي وهذا أيضا سبب صحيح ! ولكن عندما دخلت حماس الانتخابات ألم تكن تعرف جيدا هذان السببان !؟ أم أنها لم تتوقع هذا النجاح الذي حصلت عليه في غياب مشروع واضح / فالبندقية هي في النهاية مشروع سياسي لبناء دولة المستقبل ! وأية بندقية هذه التي لم تعد قادرة على أن تتحول سوى إلى شاب يحمل الديناميت في قلبه لكي يحقق أجندة سياسية ! المقاومة في زمن مضى كانت مهمومة بالحياة الكريمة ومهمومة بأن يعود المقاوم إلى حياته بعد أن ينفذ عمليته ! أما الآن فالمقاومة مهمومة بكم مقاوم قادرة على إرساله لكي يفجر نفسه و يكون بدلا من بندقية توجهت إلى الداخل لحماية أجندة ليست أجندة المستقبل الذي يطمح له الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي.
ـ2ـ
الثقافة في النهاية تفاصيل يعيشها المرء ويريد أن يعيشها في هذا الواقع بالذات ولذا هو يختار أنجع السبل التي من شأنها تعزيز هذا العيش بكرامة هذه الكرامة التي تتجلى في رفع قيمة الإنسان على هذه الأرض ! ويبقى علينا نحن الذين ندعي أننا نحمل فكرا وضعيا وندعي بعقلانيته أن نسأل :
ما هي الثقافة التي تلزم لاستمرار هذا الفعل المقاوم؟ إنها ثقافة دينية أو طائفية وليست أبدا ثقافة سياسية وذات مؤسسات وضعية !
كما علينا أن نسأل وبلا مواربة هل لازال لدينا في المنطقة هنا فعلا مقاوما ليس محمولا على أجندة سلطة وينضح من خطابها وأموالها وأجندتها أو أكثر من السلطات الإقليمية أو الدولية ؟!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات
- الماركسية واليسار نوستالجيا متأخرة أم تعبير عن إفلاس؟
- القضية الكردية في سوريا تنميات على المواقف
- الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
- الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط
- الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟
- البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا